شارع المعز لدين الله الفاطمي، واحد من أشهر الشوارع التاريخية في المحروسة لما يحتويه من معالم أثرية تاريخية بالغة الأهمية، أطلق عليه قصب القاهرة لوجوده في قلب المدينة القديمة، واشتهر بكونه مقصدا للسائحين من مختلف أنحاء العالم لشراء الهدايا التذكارية، والتقاط الصور وسط معالمه التاريخية.
فكان لـ”بوابة روزاليوسف”، هذه الجولة السريعة بين معالمه لرصد الأجواء الرمضانية وسط عبق التاريخ الزاخر بأصالة الماضي وحداثة الحاضر وتطوره وتأثيره على بعض الصناعات اليدوية.السائحون الإسبان يفاصلون في الأسعار كالمصريينوأثناء جولتنا في شارع المعز التقينا بعم محسن من قدامى العاملين بأحد البازرات، الذي روى لنا عن عشقه لهذا المجال وعمله فيه منذ أكثر من أربعين عاما، موضحا أن إتقانه لأربع لغات منها الإنجليزية والألمانية والفرنسية ساعده كثيرا في هذا المجال الذي بدأه بالعمل في أحد الفنادق السياحية حتى استعان به واحد من أصدقائه للعمل بالبازار في شارع المعز.وأضاف عم محسن، أنه يأمل زيادة الأفواج السياحية وتنوعها من الدول المختلفة لتنتعش الحركة الشرائية أكثر، موضحا أن هناك اختلافا في كبير في نوعية الأنتيكات التي يقبل على شرائها السائحين الآن عن الماضي، حيث كان السائحون قديما يقبلون على شراء المشغولات النحاسية من صواني وفازات وأباريق وأنتيكات، أما الآن فقد أصبح انخفض الأقبال على تلك النوعية بشكل كبير بسبب ارتفاع سعر كيلو النحاس الذي وصل إلى ٧٠٠ جنيه تقريبا، وهو ما جعل معظم السائحين يقبلون على شراء الهدايا صغيرة الحجم مثل توت عنخ آمون ونفرتيتي. تحف وأنتيكات في شارع المعز الشرقية من أفضل محافظات مصر في إنتاج ورق البرديوأكد عم محسن، أن السائحين الإسبان يشكلون الأغلبية العظمى الأن من الزائرين لشارع المعز والمعالم السياحية يليهم في العدد السائحين الأمريكان والفرنسيين، مضيفا أن معظم الأسبان يفاصلون في أسعار الشراء مثل المصريين بعكس السائح الأمريكي الذي يحرص على انتقاء جودة المنتج بغض النظر عن السعر. أما السائحون العرب خاصة من السعودية والإمارات فهم من عشاق الأباريق وشغل الصواني والأنتيكات المطعمة بالصدف وأطقم الفناجين. وبسؤاله عن مدى انتعاش الحركة الشرائية، أوضح عم محسن أن السوق تشهد انتعاش حركة في البيع والشراء وأن معظم الأنتيكات يتم شراؤها من الورش المصرية العاملة في هذا المجال والتي تنتشر في أرجاء المعمورة في منشية ناصر وخلف الجامع الأزهر وشبرا والمنصورة، ويتم شراء ورق البردي من ورش محافظة الشرقية لأنها تتميز بوجود أفضل أشجارأوراق البردي. أحد المحلات في شارع المعز ارتفاع أسعار النحاس خفضت من حركة شرائهبينما عم مصطفي الذي قُدّر له أن يأتي من المنيا منذ 40 سنة ليعمل في المعز، فقال إنه ورث هذه الصنعة عن والده، وأوضح أنهم حينما يصنعون الأنتيكات مثل الشمعدان والساعة والأبجورة والشكمجية وغيرها يحاولون جاهدين تقليد الطراز القديم، وأفاد أن هذه الأنتيكات لا يشتريها سوى من يقدر قيمتها، خاصة سائحين دول الخليج، وعرب مرسي مطروح، والإسكندرية، والمطاعم المصرية ذات الطراز الأثري.وصرح بأنه يتراوح سعر إبريق القهوة من 500 جنيه إلى 1200 جنيه، ولكن الأسعار ليست ثابتة، نظراً لارتفاع أسعار النحاس في السوق المصرية.العم مصطفي وأردف أحد البائعين، أيضاً، أنه يوجد معادن مطلية بالنحاس وليست من النحاس الخالص، ومع الوقت تصدأ هذه الصناعات لذلك يكون سعرها ضئيل جدا بالنسبة لسعر النحاس، وقد بلغ سعر أحد تحف المعدن أو الصاج المطلي بالنحاس 2150 جنيها، وبلغ سعر تحفة بنفي الحجم من النحاس الخالص 5000 آلاف جنيه.واستأنف، أنه يوجد شكمجية مطلية بالصدف وقد بلغ سعر الشكمجية الصغيرة المطعمة بالصدف 550 جنيها، وتصنع في الدرب الأحمر.شكمجية مطلية بالصدفوروي لنا عبد الباسط أحد الناشئين في شارع المعز منذ 50 سنة عن تطورات الأوضاع به، حيث أفاد أنه يوجد عديد من العادات القديمة التي كانت موجودة في الشارع قديمًا ولكنها لم تعُد مثل السابق وظهرت عادات أخرى تزامناً مع ظهور الأجيال الجديدة، ومن أحد الأشياء التي اشتهر بها شارع المعز سابقاً هو وجود عدد من الأئمة يقرأون القرآن مثل الشيخ الشعراوي والشيخ صالح الجعفري. وأضاف أن هناك عددا من الحرف اندثرت مثل صناعة النحاس، والذي يعد أشهر الحرف في شارع المعز، واختتم حديثه بأنه لابد أن نمنع انتشار الباعة الجائلين في الشوارع المصرية لكي نساعد على تنشيط حركة البيع والشراء خاصة في المناطق الأثرية.طقم ساعات وشمعدان طبقا للطراز الأثريهلال رمضان مصنوع من النحاس