وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن بلاده يمكن أن تقوم بعمل عسكري ضد المواقع النووية للجمهورية الإسلامية دون موافقة واشنطن، وفقا لمونت كارلو.
©
AFP 2021 / MLADEN ANTONOVمسؤول روسي: مفاوضات روسية-أمريكية في فيينا لحل المسائل العالقة في اتفاق إيران النووي
واستبعد مراقبون إمكانية قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إلى المفاعلات النووية الإيرانية، مؤكدين أن تصريحات نتنياهو تأتي في سياق محاولة الضغط على أمريكا لعدم تقديم أي تنازلات في مفاوضات فيينا.
وقال نتنياهو في احتفال بمناسبة تعيين رئيس الموساد الجديد ديفيد بارنيا، وبحضور العديد من أعضاء الموساد: “المهمة الأولى لكل واحد منكم هي منع إيران من تسليح نفسها بأسلحة نووية”.
وتابع: “أنا أقدر كثيراً صديقتنا الولايات المتحدة، التي كانت تقف إلى جانبنا لسنوات عديدة. هذا جزء لا يتجزأ من أمننا القومي، لكن يمكن أن يكون هناك وضع يتطلب فيه هدفنا الأسمى -أي ضمان عدم إنهاء آيات الله في طهران لآلاف السنين من وجود الشعب اليهودي- اتخاذ قرارات شجاعة ومستقلة”.
وأضاف: “على أي حال، مع أو بدون اتفاق، سنفعل كل شيء لحرمان إيران من الأسلحة النووية لأن هذا يتعلق بوجودنا ذاته”.
استغلال المفاوضات
واعتبر الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، أن الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية أثبتت مدى قدرة إسرائيل الضعيفة، وأنها لا تقوى إلا على من هم أضعف منها.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن “مغامرة نتنياهو في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة كانت نتيجتها 5 آلاف صاروخ سقط في إسرائيل، ماذا سيكون إذا في حال أقدموا على مواجهة إيران؟”.
ويرى ابشناس، أنه خلال مفاوضات فيينا قامت أمريكا وأوروبا باستغلال التهديدات الإسرائيلية للضغط على المفاوضين الإيرانيين، مهددين بأن إيران إن لم تصل إلى تفاهم مع الغرب، فلن يمنعوا إسرائيل من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
“لكن بعد الحرب الأخيرة في قطاع غزة –والكلام لا يزال على لسان المحلل الإيراني- اضطرت أمريكا وأوروبا إلى التوقف عن هذه التهديدات، ويبدو أن وزير الخارجية الأمريكي يريد إعادة هذه التهديدات لاستغلالها في المفاوضات القائمة، ليس أكثر”.
بدوره أكد الدكتور محمد محسن أبوالنور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب) أنه خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكين إلى تل أبيب تحدث نتيناهو عن أن إسرائيل تفكر في القيام بعمل عسكري منفرد بدون موافقة واشنطن، وهذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني، خاصة المفاعلات النووية الثلاثة الأساسية في البرنامج النووي لطهران.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، فإن “إسرائيل غير قادرة فعليًا على إنجاز هذا التحدي، نظرا لأن هذه المفاعلات مبنية أسفل منحدر جبلي تحت الأرض على عمق 80 مترا يستحيل ضربها عسكريا حتى لو بقنلبة نووية، والحل الوحيد هو الاحتلال البري، وهذا إسرائيل غير قادرة عليه لاعتبارات استراتيجية وجيو استراتيجية معقدة جدًا”.
©
AFP 2021 / HAMED MALEKPOURتمديد إيران لاتفاق المراقبة النووية.. هل ثمة تقدم في مفاوضات فيينا
ويرى أبوالنور أن: “الملاحظة الثانية في هذا التصريح أنه رقم 10 آلاف لأي مسؤول إسرائيلي يهدد أنه سوف يستهدف إيران وأنه سوف يقوم بعمليات عسركية ضد إيران، لا سيما وأن هناك عرقلة في مسار فيينا المتعلق بالمفاوضات بين إيران ومجموعة إيران +1، والتي تتواجد فيه أمريكا بشكل غير مباشر”.
واستبعد أبوالنور إمكانية أن يكون هذا التصريح قابلا للتنفيذ على أرض الواقع، سياسيا واستراتيجيا وعسكريا، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه التصريحات هو الضغط على الإدارة الأمريكية لعدم السماح لإيران بإحراز نقاط تقدم أو مكاسب فيما يتعلق بالمفاوضات.
وتابع: “جميعنا نعرف أن هناك نقاطًا إيرانية مطلوبة خلال المفاوضات وهي الحديث عن المال السائل الكاش الإيراني في البنوك الأمريكية المحظور بقرارات من ترامب، لكن الإدارة الأمريكية ترفض تماما التفاوض على هذا الأمر وتعتقد أنها لن تتمكن من تنفيذ قرارات بهذا الخصوص إلا بعد توقيع اتفاق أو عودة إيران مرة أخرى لخطة العمل المشتركة”.
“لذلك – والكلام لا يزال على لسان أبوالنور- إسرائيل تضغط على أمريكا حتى لا تبدي أي تنازل إلى حد ما يحقق لإيران مكاسبًا مالية أو سياسية ، لأن إيران لو حصلت على هذه الأموال من البنوك الأمريكية فإنها سوف تنفقها على العمليات الإيرانية وتوسيع دورها في المنطقة خاصة في لبنان وسوريا وغزة، وهذا يضر بالمصالح الإسرائيلية في المقام الأول”.
وأعلنت طهران تمديد اتفاق المراقبة النووية مع وكالة الطاقة الذرية لمدة شهر، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات الإيرانية والأوروبية في فيينا.
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أعلن أن طهران ستواصل المحادثات في فيينا “لحين التوصل إلى اتفاق نهائي” حول عودة الولايات المتحدة للاتفاق ورفع العقوبات.