صاحب الألف وجه، ربما يبث في قلبك الرعب إن شاهدته قادما من بعيد، يمر بجانبك مبتسما على استحياء ويمضي!..لكنه بالتأكيد سيغير يومك خاصة إن كنت من عشاق “الأنمي الياباني” أو الألعاب الإلكترونية فالمؤكد أنك تحفظ ملامحه عن ظهر قلب ولطالما شاهدته أو خضت غمار لعبة كان بطلها الخيالي، واليوم تراه متجسدا أمامك بكامل هيئته.
زياد عماد ابن محافظة الإسكندرية قمحي الملامح التي طالما انصهرت وتشكلت بيديه لتصبح مرعبة تارة ومرحة تارة أخرى فنان “الكوسبلاي” وهو أحد الفنون التي أحدثت ضجة كبيرة في مصر والعالم العربي وتساؤل الكثيرون عن ماهيتها. لذلك قررنا اليوم أن نخوض مع “غوجو” كما يحب زياد أن نلقبه، غمار تجربته ونسافر مع أبطاله في عالم الخيال لعلنا نحظى بمغامرة شيقة… بداية عرفنا بنفسك.. ولماذا يطلق عليك اسم “غوجو”؟اسمي زياد عماد، وأبلغ من العمر ٢٢ سنة، وأدرس في كلية هندسة جامعة الإسكندرية قسم ميكانيكا بحرية، أما اسم “غوجو” هو اسم إحدي شخصيات الأنمي الشهيرة غوجو ساتورو من جوجيتسو كايسن jujitsu Kaisen، والتي قمت بتجسيدها ولاقت إعجاب الكثيرين وقالوا إنها تشبهني جدا فأطلق علي هذا اللقب. – لماذا اخترت خوض تلك التجربة المثيرة والتي يمكن اعتبارها خطرة أيضا؟ الصدفة لعبت دورا كبيرا في خوض تلك المغامرة، والتي بدأت أثناء وجودي في “إيفينت” خاص وكنت أرتدي ملابس أحد شخصيات الأنمي التي أجسدها وخرجت إلى الشارع ودخلت إلى السوبر ماركت فوجدت أحد الأشخاص يتعرف على تلك الشخصية وطلب أن يلتقط معي صورة تذكارية، فسعدت وتحمست للفكرة وقررت أن أكررها مرة أخرى وأخرج بها للشارع لإسعاد عشاق الأنمي. – لمن لا يعرفون الأنمي الياباني.. ماذا تقول عنه؟هي الرسوم المتحركة اليابانية “الكرتون”، والذي من خلاله يتم نشر ومناقشة العديد من الأفكار النابعة من ثقافة هذا المجتمع، وأغلبها يكون عن صفات أخلاقية مثل الصداقة، الشجاعة، التعاون ،تحقيق الأحلام وغيرها، وهي تستهدف فئات عمرية قادرة على التفكير والوعي لفهم الغرض من مما تجسده هذه الشخصية. – يعرف ما تقدمه بـ”فن الكوسبلاي”.. حدثني عنه وهل هو متعارف عليه ومنتشر في مصر والدول العربية أم لا؟فن الكوسبلاي يعني القدرة على تجسيد شخصيات خيالية غير واقعية مستمدة من المسلسلات والألعاب الإلكترونية وتقديمها بالاستعانة بالمكياج والملابس الخاصة بكل شخصية. هذا الفن متواجد في كل الدول العربية تقريبا ومتواجد في مصر منذ سنوات من خلال “إيفنتات” خاصة وهناك فنانين مصريين لكنهم غير معروفين برغم مستوى أدائهم الاحترافي، أما الدول العربية فهناك مدن كاملة للأنمي في السعودية والإمارات والكويت والبحرين. – من أين تحصل على الملابس الخاصة بكل شخصية تجسدها، ومن يساعدك في عمل المكياج؟جميع الشخصيات التي أقوم بتجسيدها أنا من أقوم بصنع ملابسها بنفسي، من بداية رسم التصميم وشراء القماش وخياطته والتي قد يستغرق تنفيذها فترة تمتد من أسبوع إلى 3 شهور على حسب صعوبة الشخصية، وفي بعض الأحيان ألجأ لـ “ترزي” للمساعدة، أما ما يتعلق بالمكياج فأنا حاليا بدأت اتعلمه من خلال الفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب وهذا ساعدني كثيراً لتجسيد ملامح الشخصية الخيالية التي أقدمها بشكل أفضل. – سعيك لتصميم الملابس وتعلم المكياج.. كيف تغطي تكلفة هذه الأشياء وهل تقديم هذا الفن يعود عليك بالربح؟نعم الربح العائد يكون من خلال المسابقات الدولية السنوية، وشركات الألعاب التي تطلب تقديم شخصيات اللعبة وتجسيدها وهكذا. – ماذا عن ردود الأفعال التي تواجهها؟ “حدثني عن أول مرة قررت النزول إلى الشارع”..في البداية كنت أشعر بالخجل، ولكن بعد ذلك آمنت بالفكرة التي أقدمها رغم انتقادات البعض إلا أنني واجهت ردود أفعال مختلفة من الناس، هناك من أصابه الخوف والذعر وأخر كان متعجبا، وهناك من تفاعل بشدة وسعادة لأنه من محبي الأنمي ويعرف الشخصية، ومن أطرف المواقف التي واجهتها في إحدى المرات كنت مرتديا عدسات بيضاء للعين فأصيب أحد الأشخاص بالذعر من مظهري وعلى الفور قمت بنزع العدسات من عيني وشرحت له الموقف وماذا أفعل فضحك وتفاعل بسعادة.- ماهي أشهر الأماكن التي قدمت فيها فن الكوسبلاي وأكثر الفئات العمرية المتفاعلة معك ؟ أحب دائما الأماكن المزدحمة فعلى سبيل المثال في محافظة الإسكندرية أفضل محطة الرمل والمنشية وعلى البحر خالد بن الوليد، أما أكثر الفئات العمرية التي تتجاوب معي هي ما فوق سن 15 سنة، لأنهم دائما يتعرفون على الشخصية وأحيانا يعرفوني أنا شخصيا، وكلما كان السن صغير كلما كان رد الفعل “أحلى”. – هل ساهمت منصات التواصل الاجتماعي في زيادة انتشارك والتفاعل مع الجمهور؟نعم بالفعل، لقد حققت فيديوهاتي على منصات التواصل تفاعلا كبيرا لم أتخيله في الواقع، حيث لم أكمل ستة أو سبعة أشهر ووصل عدد متابعيني على تيك توك ما يقارب من المليون متابع وحصلت على علامة التوثيق ، ويتابعني أكثر من 80 ألف أيضا على حساب الفيس بوك و50 ألف متابعا على انستجرام، هذا بالإضافة لأرقام المشاهدات المرتفعة التي حققتها الفيديوهات والتي بلغ بعضها 30 مليون مشاهدة من جميع الدول العربية وليس مصر فقط ، وهو ما يجعلني أشعر بالرضا عن ما أقدمه… – موقف العائلة من فن الكوسبلاي وأكثر من يدعمك في تجسيد هذه الشخصيات الخيالية؟والدتي هي أكثر من يدعمني رغم أنها لا تتفهم كل ما أقدمه لكنها تكون سعيدة جدا لأني أقدم ما أحبه وما أنا شغوف به، أما زملائي وأقاربي فهم يدعموني أيضا بالتشجيع ويحرصون على التقاط الصور معي ويعاملوني على أني فنان وشخصية شهيرة وهو ما يحفزني على الإبداع أكثر. – ماهي أحلامك وأمنياتك التي تدور في فلك “فن الكوسبلاي”؟أتمني ألا يحكم الناس على المظاهر وآلا يتخذون موقفا رافضا تجاه ما لا يعرفون، وعدم التقليل من المجهود المبذول في ما يقدم ، حتى ينتشر هذا الفن أكثر وتتسع دائرة محبيه وهو بالفعل منتشر ومتواجد وجمهوره قادر على تمييز الشخصيات لكنه بحاجة للمزيد من الانتشار.