سلط مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية الضوء على كلمة الرئيس الفرنسى إمانويل ماكرون التى سوف يلقيها اليوم الأربعاء، أمام منتدى حول الأمن فى العاصمة السلوفاكية براتسلافيا والتى سوف يطلق خلالها دعوته ” الصحوة الاستراتيجية” لضمان أمن أوروبا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وأشار كاتب المقال باتريك وينتور محرر الشؤون الدبلوماسية بالجارديان إلى أن الرئيس الفرنسي يطالب خلال كلمته الدول الأوروبية بانتهاج ما سماه” الصحوة الاستراتيجية الكبرى” من أجل ضمان أمن وسط وشرق أوروبا، موضحا أن التركيبة الأمنية لقارة أوروبا بأسرها طرأت عليها تغيرات كبيرة بعد نشوب الحرب في أوكرانيا.
ويضيف المقال أن دول شرق أوروبا طالما نظرت إلى ماكرون بعين الشك والريبة بسبب موقفه من روسيا والتي يراها الرئيس الفرنسي، على الرغم من عمليتها العسكرية في أوكرانيا، جزء لا يتجزأ من التركيبة الأمنية الأوروبية في الوقت الذي يسعى فيه لاستغلال حرب أوكرانيا لتعزيز قدرة الدول الأوروبية للدفاع عن نفسها واستقلالها عن الولايات المتحدة في هذا الصدد.
ويوضح الكاتب أن ماكرون سوف يسلط الضوء خلال كلمته على الجهود الفرنسية من أجل ضمان أمن الجناح الشرقي الأوروبي لدول حلف شمال الأطلنطي والتي شملت نشر قوات فرنسية في رومانيا واستونيا، فضلا عن دور بلاده في توفير دبابات متطورة لأوكرانيا خلال المواجهات العسكرية الحالية مع القوات الروسية.
وأوضح الكاتب أن الرئيس الفرنسي سوف يؤكد خلال اجتماعات له في مولدوفا بعد انتهاء أعمال المنتدى الأمني في سلوفاكيا مع العديد من القيادات الأوروبية التزام بلاده بمساندة أوكرانيا حتي يتحقق لها النصر على القوات الروسية في الحرب التي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي، موضحا أن بلاده لن تقبل أبدا بفكرة تجميد الصراع الحالي.
وألقى المقال الضوء على تصريحات صادرة من قصر الإليزيه تشير إلى أن الرئيس الفرنسي صادق على زيادة ميزانية الدفاع الفرنسية حتى عام 2030 بمقدار الثلث مقارنة بميزانية 2019/2025.
ويشير المقال إلى أن الرئيس الفرنسي يرى أن دول الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز قدرتها على تصنيع السلاح والبحث عن شراكات جديدة في مجال الدفاع العسكري بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ويضيف المقال أن الرئيس ماكرون سوف يحذر أيضا خلال كلمته في المنتدى الأمني من تراجع الاستقرار الاستراتيجي الأوروبي بسبب انسحاب روسيا من معاهدة الحد من الانتشار النووي بالإضافة إلى نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى أنه ردا على الممارسات الروسية فقد قررت كل من فرنسا وألمانيا عقد مؤتمر أمني في التاسع عشر من الشهر القادم من أجل طرح المبادرة الألمانية ” درع السماء الواقي” في القارة الأوروبية بهدف حماية الدول الأوروبية من أي تهديد محتمل.