تأهل فريق إشبيلية إلى منافسات دوري أبطال أوروبا موسم 2024-2023 بشكل رسمي، بفضل تتويجه بلقب الدوري الأوروبي 2023 على حساب روما، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس بفارق ركلات الجزاء الترجيحية 1/4 بعد التعادل الإيجابي في الوقت الأصلي والإضافي 1/1.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتمكن فيها إشبيلية من التواجد في دوري الأبطال دون الحاجة لاحتلال مركز متقدم في الدوري الإسباني فقد فعلها مرتين من قبل وهذه الثالثة في غضون 8 سنوات فقط.
كما أنها ليست المرة الأولى أيضاً التي يُتوج فيها بلقب “يوروبا ليغ” بعد مجيئه من دوري الأبطال إثر احتلاله للمركز الثالث في دور مجموعات، كما فعل هذا الموسم من خلال مجموعة ضمت أندية مانشستر سيتي الإنجليزي وبوروسيا دورتموند الألماني وكوبنهاغن الدنماركي.
ويحتل النادي الأندلسي المركز الـ 11 برصيد 49 نقطة في جدول ترتيب الدوري الإسباني موسم 2023/2022، وهو مركز غير مؤهل لأي منافسة قارية الموسم المقبل، ويرجع ذلك إلىبدايته المتعثرة تحت قيادة مدربه الأسبق جولين لوبيتيغي الذي انتقل لاحقا إلى ولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي.
ولهذا قاتل رفاق ياسين بونو بكل ما لديهم من قوة لاحتلال المركز الثالث في دوري الأبطال للانتقال للدوري الأوروبي لعل وعسى يتمكنوا من التعافي بعد انتهاء العطلة الدولية.
ونجح الفريق في استعادة لياقته وقوته المعهودة حتى وصل لنهائي البطولة القارية الثانية أمام حامل لقب دوري المؤتمر “روما” ومدربه العنيد مورينيو، ليحققوا الفوز بفارق ركلات الجزاء والعودة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل ليعوضوا جمهورهم عن كل شيء سيء حدث خلال النصف الأول من الموسم.
وبتجديده للعودة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل عن طريق الدوري الأوروبي، نسى الآن أنصار إشبيلية قصة المنافسة على النجاة من الهبوط رفقة فالنسيا وبلد الوليد وخيتافي، وتلك النتائج الكارثية التي تعرض لها الفريق في دور مجموعات الأبطال أمام مان سيتي ودورتموند.
أكبر المتفائلين في الأندلس والليغا لم يكن يتوقع أبداً قدرة إشبيلية على فعل أي شيء لا سيما بعد إقالة جولين لوبيتيغي وتراجع النتائج أكثر مع خليفته الأرجنتيني خورخي سامباولي.
غير أن النادي نجح في تسلق الجدول ووصل لوسط الترتيب في وقت قصير خلال النصف الثاني ومن ثم نافس على لقب الدوري الأوروبي تحت قيادة المدرب الجديد القدير خوسيه لويس مينديليبار الذي يستحق عقد دائم بعد كل ما أنجزه.
وسار الفريق في نسق تصاعدي بقيادة الهداف البارع يوسف النصيري الذي استعاد مستواه بصورة لافتة مسجلاً أكثر من 15 هدفاً منذ انتهاء كأس العالم 2022 على كافة الأصعدة.
وتسببت أهداف نجم المغرب في المونديال، في دخول إشبيلية لمنافسة حقيقة مع أندية أتلتيك بلباو وجيرونا وأوساسونا على مقعد دوري المؤتمر الأوروبي، حيث بات الفريق الآن على بُعد نقطة واحدة من احتلال المركز السابع قبل جولة واحدة من الناحية حين سيحل ضيفاً على سوسيداد في الباسك.
لكن كل شيء تغير الآن، وسيحصل إشبيلية بدلاً من ذلك على ممر شرفي احتفالاً بتتويجه بلقب الدوري الأوروبي في سان سيباستيان بعدما أكد أن تجاوزه لمانشستر يونايتد ويوفنتوس في الطريق نحو النهائي لم يكن مُجرد ضربة حظ.
إشبيلية يتأهل لدوري الأبطال رسمياً
تنص لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” على تأهل الفريق الفائز بلقب الدوري الأوروبي “يوروباليغ” بشكل مباشر إلى دور مجموعات دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، دون خوض مباراة إقصائية في الدور الثالث، مع وضعه في وعاء أندية التصنيف الأول خلال سحب قرعة المجموعات.
ولا يؤثر الفريق الفائز بلقب الدوري الأوروبي على مقاعد دوريه في البطولة القارية الأولى، ما يعني مشاركة 5 أندية إسبانية الموسم المقبل، تماماً مثلما حدث مع الدوري الألماني.
وشارك في دوري الأبطال هذا الموسم أول 4 أندية في جدول ترتيب البوندسليغا، وهم: بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وريد بول لايبزيغ وباير ليفركوزن، بالاضافة إلى آينتراخت فرانكفورت الذي حقق مفاجأة التتويج بلقب الدوري الأوروبي عام 2022 على حساب رينجرز الأسكتلندي بفارق ركلات الجزاء 4/5 بعد التعادل 1/1.
إشبيلية يكرر التأهل للأبطال دون الحاجة لليغا
كرر إشبيلية التأهل لمنافسات دوري الأبطال (يويفا تشامبيونزليغ) دون الحاجة لاحتلال أحد المراكز الأربع الأولى في لليغا الإسباني للمرة الـ 3 في التاريخ منذ استحداث يويفا لقانون تأهل بطل الدوري الأوروبي إلى الأبطال، وهو رقم قياسي ينفرد به النادي أمام جميع كبار القارة العجوز.
ترجع المرة الأولى التي فعل فيها ذلك إلى عام 2015 عندما احتل المركز الخامس في جدول ترتيب الليغا، بفضل فوزه في نفس السنة بلقب الدوري الأوروبي بنتيجة 2/3 أمام نادي دينبرو الأوكراني، وسجل الثلاثية آنذاك كريشوفياك وكارلوس باكا ثنائية، وأدار اللقاء الحكم الإنجليزي مارتن أتكينسون.
وتكرر المشهد في عام 2016 باحتلاله للمركز السابع في الدوري الإسباني، لكنه وجد نفسه في دوري الأبطال مجدداً بعد فوزه بلقب الدوري الأوروبي على حساب ليفربول الإنجليزي بنتيجة 1/3، وسجل الأهداف جاميرو وكوكي ثنائية، وأدار الحكم السويدي جوناس إريكسون.
جدير بالذكر افتتاح إشبيلية لرصيد تتويجاته بلقب الدوري الأوروبي في عام 2006 بمسماه القديم كأس الاتحاد الأوروبي (يويفا كاب) حين هزم ميدلسبره الإنجليزي في المباراة النهائية برباعية مع الرأفة، واستطاع الاحتفاظ باللقب في الموسم التالي 2007 بهزيمة مواطنه إسبانيول بفارق ركلات الجزاء 1/3 بعد التعادل 2/2 في الوقت الأصلي والإضافي.
وبعد سبع سنوات من التوقف عن حصد اللقب بسبب بيع أبرز عناصره كانوتيه وداني ألفيز ولويس فابيانو وسيرخيو راموس وخيسوس نافاس وانتهاء مسيرة الحارس التاريخي أندرياس بالوب، تمكن فريق ملعب سانشيز بيزخوان من الفوز بكأسه المفضلة 3 مرات متتالية مع جيل مذهل بقيادة كارلوس باكا وفيتولو وإيفان راكيتيتش وبيروتي وفازيو وجاميرو.
بدأ هاتريك التتويجات في عام 2014 على حساب بنفيكا البرتغالي بفارق ركلات الجزاء 2/4 بعد التعادل 0/0، ثم عام 2015 على حساب دينبرو 2/3، وعام 2016 على حساب ليفربول 1/3، وعاد ليتوج به عامي 2020 و2023 بعد هزيمة انتر ميلان وروما الإيطاليين.