توفيت فرانسواز جيلوت، حبيبة الرسام الشهير بابلو بيكاسو وملهمته وأم طفليه، عن عمر ناهز 101 عام ورحلت بعد رحلة غنية بالإبداع.
“جيلوت” خرجت من ظل حبيبها بيكاسو لتصبح فنانة ورسامة بارعة، وأيضا دخلت مجال الكتابة بخط مذكراتها في عام 1964 لتكون آنذاك الأكثر مبيعًا، وكشفت من خلالها تفاصيل علاقتها المضطربة مع العملاق الإسباني للفن الحديث.
ووصفت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبدالملك جيلوت بأنها “واحدة من أبرز الفنانين في جيلها”.
وقالت إن “موتها يغرق عالم الفن في حزن شديد حيث كانت شخصيتها مشرقة وملهمة”.
من هي حبيبة بيكاسو؟
الفرنسية فرانسواز جيلوت ولدت بالقرب من العاصمة باريس عام 1921، لأب رجل أعمال وأم فنانة بالألوان المائية، وأنشأت أول استوديو لها في شقة جدتها.
درست اللغة الإنجليزية والفلسفة والقانون بإصرار من والدها الذي تردد في رؤيتها تصبح فنانة، لكنها استمرت في الرسم.
أثناء إقامتها في باريس المحتلة خلال الحرب العالمية الثانية، تم القبض عليها لفترة وجيزة لدورها في مظاهرة مناهضة للنازية تحت قوس النصر.
في سن الحادية والعشرين، قابلت بيكاسو (عمره 40 عامًا وقتها)، في مطعم لتبدأ علاقة شخصية ومهنية استمرت عقدا من الزمن وأثمرت عن طفلين (كلود وبالوما) وانتهت بتركها له.
وبررت جيلوت ذلك في كتاب عام 2021، قائلة: “كان بابلو أعظم حب في حياتي، لكن كان علي اتخاذ خطوات لحماية نفسي، لقد فعلتها وغادرت قبل أن أتحطم”.
ألهمت مذكرات جيلوت صناع السينما لتحويلها إلى فيلم أنتج في عام 1996 يحمل نفس الاسم، بطولة أنتوني هوبكنز في دور بيكاسو وناتاشا ماكلون في دور جيلوت.
على الرغم من أن بيكاسو ضغط على المعارض لكي لا تعرض أعمال عشيقته السابقة، إلا أن جيلوت استمرت في عرضها، وهي الآن في مجموعات متحف متروبوليتان للفنون ومتحف الفن الحديث في نيويورك، وكذلك مركز بومبيدو في باريس.
وبيعت صورة لابنتها Paloma à la Guitare عام 1965 مقابل 1.3 مليون دولار (مليون جنيه إسترليني) في مزاد علني في عام 2021.
انتقلت في النهاية إلى الولايات المتحدة، وتزوجت مرتين، بما في ذلك من رائد لقاح شلل الأطفال الأمريكي جوناس سالك، وأنجبت طفلاً آخر، فضلاً عن كونها رئيسة قسم الفنون الجميلة في جامعة جنوب كاليفورنيا.