تخيل للحظة واحدة حياتك بدون الهاتف المحمول، الذي ربما يكون هو أول شيء تتحقق منه في الصباح وأخر ما تقع عليه عيناك قبل النوم ، ومع ذلك لم يكن هذا هو الحال قبل عقود مضت، فما هو أولوية الآن لم يكن يفكر الناس في مجرد امتلاكه بالماضي، لكنك ستندهش حتمًا إن علمت أن قصاصة صحفية عام 1963 قد تنبأت بالفعل بشكل الهواتف المحمولة أكثر من عشرين عاما من اختراعها، فما القصة؟
“ستكون قادرًا على حمل الهاتف في الجيب في المستقبل”، بهذا العنوان المثير للجدل وبصورة السيدة “جين كونراد” الممثل التجاري لشركة مانسفيلد تلفون، وهي تحمل في يدها ما يشبه الهاتف المحمول الحديث ، نشرت صحيفة مانسفيلد نيوز الأمريكية مقالا في 18 إبريل عام 1963، يتوقع شكل الهواتف المحمولة الحديثة التي نحملها في اليوم القادرة على إجراء مكالمات الفيديو والبث المباشر. أكد المقال المنشور بالصحيفة إن الهواتف المحمولة في الجيب ستصبح واقعا فعليا ولكن ليس في المستقبل القريب ، حيث أنها لاتزال في طور التجربة ، وأضاف المقال نقلا عن فريدريك هونستمان المدير التجاري لشركة الهاتف عن بُعد ، أن العاملين في المدينة سيتمكنون من حمل هواتفهم في جيبوهم والرد على مكالماتهم في أي وقت ومكان. وتنبأ المقال المنشور بتسجيل المكالمات وإجراء مكالمات الفيديو أيضا، وما أطلق عليه تليفزيون الهاتف القادر على بث الحفلات من الأماكن البعيدة، وربما يثار في عقلك العديد من علامات التعجب إن علمت أن المخترع نيكولا تيسلا قد توقع بالفعل في عام 1926 أن يتمكن الناس في يوم ما من التواصل الفوري مع بعضهم البعض باستخدام الاجهزة التي يمكن حملها في الجيب، كما أنه في عام 1936 طور مهندس ألماني خدمة فيديو الهاتف التي سمحت للناس الاتصال ورؤية بعضهم البعض على مسافة 100 ميل تقريبا، وتواصلت التجارب وأطلقت اليابان خدمة “جي 1” في عام 1979، وهو نظام اتصالات خلوية تناظرية، ولم يكن هذا النظام يعمل خارج السيارة ،إلى أن أطلق مهندس شركة موتورولا مارتن عام 1973 النموذج المبدئي لهاتف موتورولا، DynaTAC 8000X، الذي طرح تجاريا في عام 1983. جدير بالذكر أن أول مكالمة بالهاتف الخلوي أجريت في بريطانيا في يناير عام 1985، وصدر أول هاتف محمول قابل للطي عام 1989، كما شهد عام 1994 ظهور أول هاتف ذكي، واسمه “سيمون”، والذي كان يعمل بلمس الشاشة، من إنتاج شركة IBM.