قال وزيرالخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه بينما تتنافس بكين وواشنطن بقوة، فإن الولايات المتحدة ستدير تلك المنافسة بمسؤولية حتى لا تتحول العلاقة إلى صراع، وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام الدبلوماسية لإثارة مجالات الاهتمام وكذلك مجالات التعاون المحتمل التي تتوافق فيها مصالح البلدين.
جاء ذلك، وفق بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية اليوم /الاثنين/ خلال اجتماعات وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس الصيني شي بينج، خلال زيارته لبكين التي استغرقت يومين وناقش خلالها الطرفان مجموعة من القضايا الأمنية العالمية والإقليمية، بما في ذلك الحرب الروسية-الأوكرانية، والأعمال الاستفزازية لكوريا الشمالية، ومخاوف الولايات المتحدة بشأن أنشطة الاستخبارات الصينية في كوبا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر -في بيان نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني- إن بلينكن أثناء زيارته إلى بكين على مدار يومين عقد اجتماعات مع الرئيس الصيني شي جين بينج، ومدير المكتب المركزي للشؤون الخارجية للحزب الشيوعي الصيني وانج يي، وعضو مجلس الدولة ووزير الخارجية تشين جانج في الفترة من 18 إلى 19 يونيو.
وبحسب البيان، أجرى الجانبان مناقشات صريحة وموضوعية وبناءة حول الأولويات الرئيسية في العلاقات الثنائية ومجموعة من القضايا العالمية والإقليمية، حيث شدد بلينكن على أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة عبر مجموعة كاملة من القضايا للحد من مخاطر سوء التقدير وسوء الفهم.
وأكد البيان أن الجانبين اتفقا على مواصلة المناقشات حول تطوير المبادئ لتوجيه العلاقة الثنائية بينهما، استكمالا لما ناقشه الرئيسان الأمريكي والصيني في بالي، كما رحب الجانبان بالجهود الجارية لمعالجة قضايا محددة في العلاقات بينهما، وشجعا على إحراز المزيد من التقدم، بما في ذلك من خلال مجموعات العمل المشتركة، وزيادة عدد الرحلات المباشرة بين البلدين، وأعلنا ترحيبهما بالتبادلات بين الشعبين على مستوى الطلاب والعلماء ورجال الأعمال.
وأكد بلينكين أن حل قضايا المواطنين الأمريكيين المحتجزين أو الخاضعين لحظر الخروج في الصين يظل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، وشدد على أهمية العمل المشترك لتعطيل التدفق العالمي للعقاقير الاصطناعية والمواد الكيميائية إلى الولايات المتحدة ما يغذي أزمة الفنتانيل.
ووفقا لبيان الخارجية الأمريكية، تطرق بلينكن أيضا إلى ما وصفه البيان بـ”ممارسات الصين الاقتصادية غير العادلة والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها ضد الشركات الأمريكية”، كما ناقش السياسات الأمريكية للتخلص من المخاطر الأمريكية والاستثمارات المحلية التاريخية التي قامت بها الإدارة الأمريكية.
وشدد بلينكن على أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، مؤكدا أنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة “الصين واحدة” في الولايات المتحدة، على أساس قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة الثلاثة، والضمانات الستة.
وأكد الجانبان ضرورة العمل المشترك بين الولايات المتحدة والصين لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، مثل تغير المناخ، واستقرار الاقتصاد الكلي العالمي، والأمن الغذائي، والصحة العامة، ومكافحة المخدرات، حيث شجع بلينكن على زيادة التفاعل بين الحكومتين في هذه المجالات وغيرها.
واتفق الجانبان على متابعة الفعاليات رفيعة المستوى في واشنطن وبكين لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، كما دعا بلينكن مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني لزيارة واشنطن لمواصلة المناقشات الثنائية، واتفقا على تحديد موعد زيارة متبادلة في وقت مناسب للطرفين.