الرئيسيةالعالمإيران تعاود العمل في موقع نووي استهدفه قصف أمريكي
إيران تعاود العمل في موقع نووي استهدفه قصف أمريكي
22 ديسمبر 2025
00:59
تم نسخ الرابط
خبرني – عاد الملف النووي الإيراني إلى واجهة الاهتمام الدولي، بعد أن كشفت صور أقمار اصطناعية حديثة عن نشاط جديد في أحد المواقع النووية الحساسة التي تعرضت لقصف أمريكي – إسرائيلي خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي. وسلط تقرير لمجلة “نيوزويك” الأمريكية الضوء على هذه التطورات، محذراً من أن التحركات الجديدة قد تعكس مساعي إيرانية لإعادة تأهيل أجزاء من برنامجها النووي.
نشاط جديد في منشأة نطنز
وقال التقرير، الذي أعده مراسل الشؤون الإخبارية أمير دفتاري، إن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت نشاطاً حديثاً في منشأة تجريبية لتخصيب الوقود داخل مجمع نطنز النووي، وهي منشأة تضررت جراء الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية.
وأضاف التقرير أن هذه الصور أثارت مخاوف من أن طهران تعمل على استعادة أو فحص ما تبقى من قدرات التخصيب في الموقع، في ظل غموض مستمر يحيط بنواياها النووية.
تقييم معهد العلوم والأمن الدولي
وأشار معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث أميكيي مختص بقضايا منع الانتشار النووي، إلى أن الصور توحي باتخاذ إيران خطوات تهدف إلى حماية الموقع المتضرر وإتاحة الوصول إليه بعيداً عن أعين المراقبة الخارجية.
ولفت التقرير النظر إلى أن المنشأة كانت على الأرجح تحتوي على عدة كيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، ما وصفه المعهد بأنه ليس أمراً يمكن تجاهله في سياق القدرات النووية الإيرانية.
لماذا تكتسب نطنز هذه الأهمية؟
وتابع التقرير أن المنشأة الجريبية لتخصيب الوقود في نطنز تُعد من الركائز الأساسية في البرنامج النووي الإيراني، إذ استخدمت تاريخياً في أبحاث وتطوير تقنيات التخصيب المتقدمة وأجهزة الطرد المركزي.
وأشار التقرير إلى أن استئناف النشاط في هذه المنشأة يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف الأمريكية والإسرائيلية من أن البرنامج النووي الإيراني، رغم نفي طهران سعيها لامتلاك سلاح نووي، قد يقترب من مستويات تخصيب تتيح الوصول إلى مواد صالحة للاستخدام العسكري.
تفاصيل تقنية.. تغطية الأنقاض
وأوضح التقرير أن صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة في 13 ديسمبر (كانون الأول) أظهرت ألواحاً وضعت فوق الهيكل المتبقي من منظومة الحماية المضادة للطائرات المسيّرة في المنشأة.
وأضاف التقرير أن ثغرة كبيرة ما تزال ظاهرة في الموقع، حيث اخترق القصف القفص الواقي، إلا أن التغطية الجديدة قد تتيح لإيران فحص الأنقاض أو استخراج مواد منها، مع تقليص قدرة الأقمار الاصطناعية على الرصد، وقال معهد العلوم والأمن الدولي إن هذا يشير إلى أن إيران تريد استكشاف الأنقاض بعيداً عن أعين المتطفلين.
مواقع نووية أخرى.. هدوء حذر
وأشار التقرير إلى أن معهد العلوم والأمن الدولي لم يرصد نشاطاً مماثلاً في مواقع نووية إيرانية رئيسية أخرى، مثل منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض أو منشآت أصفهان، والتي تعرضت هي الأخرى لأضرار خلال القصف في يونيو (حزيران).
وأوضح التقرير أن التركيز على نطنز قد يعود إلى دورها المحوري في البحث والتطوير النووي مقارنة بالمواقع الأخرى.
قيود على وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وفي سياق متصل، أوضح التقرير أن عمليات التفتيش الدولية ما تزال مقيدة. ونقل التقرير عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قوله إن مفتشي الوكالة عادوا إلى بعض المنشآت، لكنهم ما زالوا ممنوعين من دخول المواقع التي تعرضت للقصف الأمريكي.
وأضاف غروسي: “يُسمح لنا فقط بالوصول إلى المواقع التي لم تُستهدف. أما المواقع الثلاثة الأخرى- نطنز وأصفهان وفوردو- فهي أكثر أهمية، لأنها ما زالت تحتوي على كميات كبيرة من المواد والمعدات النووية.
مواقف متباينة
وتابع التقرير أن التصريحات الدولية عكست تبايناً واضحاً في الرؤى. فقد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن البرنامج النووي انتهى، معتبراً أن إيران كان بإمكانها تجنب الخسائر البشرية لو وافقت على اتفاق. في المقابل، قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن بلاده تواجه حرباً دعائية واسعة وحرباً معنوية.
عودة الشكوك النووية
وختم التقرير بالقول إن النشاط المرصود في منشأة نطنز مرشح لاستقطاب مزيد من التدقيق الدولي، سواء عبر مراقبة الأقمار الاصطناعية أو من خلال الضغوط الدبلوماسية. وستبقى عودة المفتشين الدوليين إلى المواقع المحظورة عاملاً حاسماً في تقييم الخطوات الإيرانية المقبلة، وما تحمله من تداعيات على أمن المنطقة واستقرارها.