عالم البحار مليء بالأسرار المذهلة، التي يحاول علماء البحار كل يوم اكتشاف المزيد منها، خاصة ما يكمن في الأعماق البحرية الغامضة.. بحسب موقع منظمة ocean conservancy فإن أحد هذه الاكتشافات المذهلة هو الأخطبوط الزجاجي Vitreledonella richardi والذي تم الكشف عنه بواسطة معهد شميدت للمحيطات في خلال إحدى رحلاته البحرية عام 2021، وهو نوع نادر من رأسيات الأرجل ويوجد في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية، وقد تم اكتشافه لأول مرة في المحيط الهادي.
الأخطبوط الزجاجييعيش الأخطبوط الزجاجي في عمق 3000 قدم ويبلغ طوله 1.5 قدم استغرقت رحلة معهد شميدت 34 يومًا وقد جمعت علماء من جميع أنحاء العالم ليكتشفوا عن قرب عجائب عالم البحار، واستخدموا أدوات رسم خرائط ذات دقة عالية لرسم خرائط لأكثر من 11500 ميل مربع من قاع البحر. اكتشف علماء معهد شميدت، خلال إبحارهم بسفينة Falkor أنواع بحرية جديدة وكائنات في أعماق البحار تم اكتشافها لأول مرة، ومن أبرزهم الأخطبوط الزجاجي، وهو شبه شفاف وله سماته المرئية الوحيدة هي العصب البصري ومقل العيون والجهاز الهضمي.يعيش الأخطبوط الزجاجي في المياه العميقة التي لا يصل إليها ضوء الشمس، أي على ارتفاع 3000 قدم، ويبلغ طول الأخطبوط 1.5 قدم، ويتراوح عمره بين 2 و5 سنوات.في البداية، اكتشف العلماء وجود الاخطبوط الزجاجي من خلال بقاياه الموجودة في أمعاء الحيوانات البحرية المفترسة، وبعد رحلة معهد شميدت شاهد علماء البحار أول أخطبوط زجاجي على قد الحياة، وبعد ذلك تم رؤية أخطبوط آخر من خلال مركبة SuBastian التي يتم تشغيلها عن بُعد “ROV”.وقد أفاد دكتور “تيم شانك” عالم الأحياء من معهد وودز في تصريحات له بعد انتهاء المهمة، أنه يعتبر الأخطبوط الزجاجي من أقل رأسيات الأرجل دراسة في المحيط، لذلك رؤيتهم المباشرة لهذا النوع من رأسيات الأرجل يساعدهم على فهم واكتشاف هذه الأنواع بشكل أفضل وأسرع.لم يكتشف العلماء فقط الأخطبوط الشفاف، بل شاهدوا أسماك قرش الحوت وهي تسرق الطعام من بعضها البعض، والحيوانات المفترسة من المرجان في أعماق البحار، و حرصوا على جمع عينات تساعدهم في فهم المناعة التكيفية، والتي يمكن أن تساهم في علاج السرطان.صورة قريبة للأخطبوط الزجاجي