يستعد المتخصصون وهواة الفلك في جميع أنحاء العالم لرصد ومتابعة حدث السماء الرئيسي هذا الصيف، وهو ذروة زخة شهب “البرشاويات”، التي ستضيء السماء بـ60 شهابا في الساعة، بدءا من مساء غد “السبت” وحتى فجر بعد غد”الأحد، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة إن تم الرصد من مكان مظلم ومناسب.
ولمتابعة هذه الظاهرة الممتعة، بدأ العديد من هواة الفلك في مصر، في الاستعداد لرصد زخة شهب “البرشاويات”، من خلال تنظيم العديد من الرحلات التي يستقبلها علماء مرصد القطامية الفلكي، بالاضافة إلى رحلات لسانت كاترين، وواحة سيوة ومطروح وغيرها. وأوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن زخات الشهب السنوية تنشأ عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر وتظهر لنا كشريط من الضوء، وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي. وأكد أن ظهور تلك الشهب في السماء ليس لها أي أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض، فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها. وبالنسبة لشهب “البرشاويات”، أشار استاذ الفلك إلى أن هذه الفترة مناسبة جدا لرؤية شهب “البرشاويات”، نظرا لعدم وجود إضاءة القمر وقت ذروة تساقط الشهب، موضحا أن أفضل الظروف لمشاهدة زخات الشهب عامة يكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب مثل الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والبراري والجبال. وأضاف أنه في حالة الرصد من الأماكن المضيئة داخل المدن أو الرصد في وقت بعيد عن ذروة الزخة فقد لا يرى الراصد أكثر من بضعة شهب فقط في أفضل الأحوال. وقال إن شهب البرشاويات تحدث بفعل دخول بقايا مخلفات المذنب Swift-Tuttle الذي تم اكتشافه عام 1862، وتستمر دخول هذه المخلفات المسببة للشهب من 17 يوليو إلى 24 أغسطس كل عام، ويبلغ ذروتها هذا العام في ليلة 12 وفجر 13 أغسطس. وأضاف أن هذه الشهب تسقط كما لو كانت آتية من مجموعة فرساوس/ برشاوش، وهو سبب تسميتها، ولكن يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في السماء. من جانبه، أوضح المهندس ماجد أبوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة في بيان أصدره اليوم أن شهب “البرشاويات”، واحدة من أفضل زخات الشهب سنوياً، حيث تقدم عرضاً رائعاً في سماء الليل، وسيكون هذا العام 2023 جيدًا للغاية لأن الشهب ستبلغ ذروتها والقمر في طور هلال نهاية الشهر ولن يمثل مشكلة كبيرة هذا العام لذلك ستكون السماء المظلمة فرصة مثالية لرؤية حتى لأضعف الشهب وإن كانت البرشاويات أصلا ليست شهباً خافتة. وأشار إلى أن “البرشاويات”، تشتهر بالشهب اللامعة بمعدل حوالي اثنين في الدقيقة في ظل ظروف مثالية عند ذروة النشاط قبل الفجر صبيحة يوم الأحد. وأوضح أنه من المتوقع أن تتساقط شهب “البرشاويات” من مسارين نيزكيين مما سيعزز النشاط، والتي يمكن أن تجعله حدث السماء الرئيسي هذا الصيف وفقا لمنظمة الشهب الدولية. ووصف شهب “البرشاويات” بأنها ليست سريعة فحسب بل العديد منها ساطع وتظهر ككرات نارية أكثر إشراقًا من كوكب الزهرة، وحوالي 45 في المئة من الكرات النارية ،تترك خلفها ذيول تستمر لبضع ثوان بعد اختفاء وميض الشهاب، تلك التي تدوم لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر تسمى الذيول المستمرة وفي هذا العام سيكون من السهل اكتشاف تلك الذويل خاصة بعيدا عن التلوث الضوئي للمدن.