في اطار، دعم “بوابة روزاليوسف” للمواهب الشابة كان لنا هذا الحوار مع واحدة من أصحاب المواهب الإبداعية في مجال الهاند ميد.. عشقها للتراث المصري وهيامها بترسيخ ثقافة الحضارة المصرية القديمة دفعها لتصميم حقائب ذات طراز فرعوني فريد لتبرز الهوية المصرية واختارت اسم “مَوَدّه” ليصبح لها براند خاص له الصدارة في مصر.
ولاء ابو ريا، مُقيمة في القاهرة وتبلغ من العمر 43 عامًا، مُغرمة بشغل الهاند ميد بكافة أشكاله وعملت على تنمية موهبتها في صناعة الهاند ميد، وبدأ مشوارها الفني بصناعة شنط تطريز ذات استايل شرقي منذ خمس سنوات وكان الداعم الأول لها زوجها وأصدقاءها ، وحرصت على عمل ورش مجاناً لتعليم السيدات صناعة تساعدهم في فتح باب رزق من المنزل برأس مال بسيط.قامت ببيع معظم أعمالها في البداية خارج مصر، وجلوسها فترة طويلة في المنزل مع ظهور “ڤيروس كورونا” جعلها تستلهم أفكارها وتعمل على تطوير أدائها المهني، ليصبح على يدها براند “مودة” أول براند مصري لصناعة شنط ذات الطراز الفرعوني.حرصت “ولاء” على انتقاء خامتها لصناعة مُنتج لا مثيل له، فقد اختارت الخشب والجلد لتبطين الشنط من الداخل والنحاس والبلاست أويما ويبلغ وزن الحقيبة تقريبا 200 جرام. أدركت ولاء منذ اللحظة الأولي في مشوارها أنها لابد أن تصنع شيء مختلف ومنفرد لينال اعجاب الست المصرية، وبالفعل لاقت حقيبة مودة اعجاب وإقبال شديد جدا منذ البداية، وقالت أنها كانت تميل للاستايل الشرقي، عصر المماليك، الفاطميين، المستشرقين والفراعنة أهمهم.حبها للقراءة وتطوير الذات كان السبب الأبرز لتحقيق نجاح عظيم في مجالها، فقد درست كيفية العلاج بالفن وكيفية استخدام الألوان وعمل تصميم ذو تأثير على الأشخاص، كما درست علوم الطاقة وطبيعة الأحجار وكيفية توظيفها لتحقيق تأثير على الأشخاص بالإضافة إلى دراسة الرموز مثل البومة والأسد والفيل وغيرهم. أثار اندهاش “ولاء” عدم إقبال الأجانب على الشغل الفرعوني مثل المصريين والسبب يرجع إلى أن المصريين يتطلعون دائما لاظهار هويتهم وتمثيل بلدهم في ابهي صورة عندما يكونوا في أي بلد آخر، كما يعشقون استلهام روح الماضي العريق في منازلهم من خلال استخدام الديكور الذي يعكس الحضارة المصرية القديمة. قالت ولاء إنها حرصت على تعلم عمل فن “Retro” أي فن تقليد الأنتيك، لأنه يوجد عديد من الأشخاص يفضلون شكل الأنتيك ولكن نظراً لأسعارها باهظة الثمن قامت بتقليد الأنتيك لتوفير الماتريال بأسعار أقل، ويختلف سعر كل شنطة على حسب التصميم والجودة المطلوبة وتتراوح من 500 إلى 3000 جنيه.كما أنها تُبدع في عمل تطريز مثل الاستايل الهندي ويتم استخدام كل انواع الماتريال على حسب طلب العميل مثل الجينز، القطيفة، الجلد، الجوخ، الستان والجالونات، وتتراوح أسعار شنط التطريز من 500 إلى 2000 جنيه حسب رغبة العميل في حجم وماتريال الشنطة واستخدام نوع الجالونات. وأضافت أن “فن الديكوباج” منتشر في هذه الفترة وبدأت عديد من السيدات في تعلمه وتطويره، لذلك حاولت “ولاء” أن تتميز برسم فنها على الشنط بتراث الحضارة المصرية العريقة.وأكدت ولاء أنه من ضمن الأعمال التي كانت حريصة عليها هو عمل مبادرة لتعليم السيدات غير المقتدرات لعمل مشروع داخل منازلهم، كما قامت بعمل مبادرة داخل دار أيتام للفتيات وتلقت في هذه المبادرة دعم من تجار أخشاب وغيره من الخامات وقد لاقت هذه المبادرات إقبالاً كثيفًا من السيدات والفتيات.ولاء ابو ريا في احدى ورش تعليم فن الديكوباجوأعربت عن أمنياتها لأن يكون لديها جاليري خاص بكل شغل “الهاند ميد”، وتستطيع تطوير فنها بصورة أكبر مُشيرة إلى أنها تقوم كل فترة بعمل تصميم جديد لتصل إلى حلمها بتعدد التصاميم.وحينما سألنا “ولاء” عن المعوقات التي واجهتها في بداية مشوارها أجابت أن أبرز المشاكل التي تواجه أي شخص يبدأ في شغل الهاند ميد هو التسويق، واعجاب الآخرين بالأفكار الجديدة التي يقدمها، ونظرا لأنها عندما بدأت بعمل “فن الديكوباج” أرادت تقديم تصميم مختلف عن المعروض في سوق العمل فقامت باختراع براند مودّة جالري.