okaz
كشف فريق من الباحثين بقيادة مركز “فاندربيلت” الطبي (Vanderbilt University Medical Center) بالولايات المتحدة عن البنية الوراثية الكامنة وراء اضطراب التلعثم، أو ما يُعرف طبياً بـ”اضطراب الطلاقة في الكلام”.
ونُشرت نتائج الدراسة في دورية “نيتشر جيناتكس” (Nature Genetics) وتعدّ الأكبر من نوعها حتى الآن، مستندة إلى بيانات جينية لأكثر من مليون شخص.
رغم أن التلعثم يُعدّ من أكثر اضطرابات الطلاقة شيوعاً، ويؤثر على أكثر من 400 مليون شخص حول العالم، إلا أن أسبابه ظلت لعقود طويلة محل غموض وتخمينات غير دقيقة.
يتسم التلعثم بتكرار المقاطع أو الكلمات، أو بإطالة الأصوات أو التوقف المفاجئ أثناء الحديث، مما يؤدي إلى معاناة نفسية واجتماعية كبيرة للمصابين، خاصة في الطفولة والمراهقة.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، جنيفر بايبر بيلو، مديرة معهد فاندربيلت للجينات: “لسنوات طويلة، لم نكن نعلم فعلياً لماذا يتلعثم بعض الأشخاص. النظرية السائدة كانت إما أن السبب نفسي أو متعلق بطريقة التربية أو حتى اليد المهيمنة. ولكن ما أثبتناه الآن هو أن الجينات تلعب دوراً رئيسياً”.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات مقدمة من شركة 23andMe الشهيرة، شملت أكثر من 99 ألف شخص أقرّوا بإصابتهم بالتلعثم، وأكثر من مليون شخص آخرين لم تظهر لديهم هذه الحالة. ويُعد هذا التحليل أضخم دراسة جينية مرتبطة بالتلعثم حتى الآن.
وتمكن الباحثون من تحديد 57 موقعاً جينياً مميزاً ترتبط بالتلعثم، تنتمي إلى 48 جيناً مختلفاً، والأهم من ذلك، أن التحليل أظهر تداخلاً وراثياً للتلعثم مع سمات أخرى مثل التوحد والاكتئاب والقدرة الموسيقية، وهو ما يشير إلى وجود “مسارات عصبية مشتركة” قد تُشكل قاعدة بيولوجية موحدة لهذه الصفات المعقدة.
وتُظهر الإحصاءات أن التلعثم يصيب الأطفال من الجنسين بنسب متقاربة بين سن 2 إلى 5 سنوات، وهي المرحلة التي يبدأ فيها التلعثم عادة. إلا أن 80% من الأطفال يتعافون تلقائيًاً أو من خلال علاج النطق (يهدف إلى تحسين القدرة على التواصل اللغوي وغير اللغوي، بما في ذلك الكلام واللغة، بالإضافة إلى مهارات الأكل والبلع)، وتكون نسبة الشفاء أعلى لدى الإناث. ونتيجة لذلك، فإن نسبة المصابين البالغين بالتلعثم تكون أعلى لدى الذكور بواقع 4 إلى 1.
التلعثم.. ما هو؟ وكيف يمكن معالجته؟
التلعثم هو اضطراب في الطلاقة يؤثر على تدفق الكلام، حيث يَعرف المصابون ما يريدون قوله لكنهم يواجهون صعوبة في النطق، ويظهر على شكل تكرار أو إطالة للأصوات أو توقف مفاجئ أثناء الكلام.
أنواع التلعثم وأسبابه:
التلعثم النمائي، شائع لدى الأطفال من عمر سنتين إلى 5 سنوات ويختفي غالباً مع النمو.
التلعثم العصبي المنشأ، قد ينتج عن إصابات في الدماغ مثل السكتات.
التلعثم النفسي المنشأ، يظهر بعد صدمات نفسية نادرة.
للعوامل الوراثية دور مهم، وغالباً ما يظهر في العائلات.
أعراض التلعثم الرئيسية:
تشمل تكرار الأصوات، والتوقف قبل أو أثناء نطق الكلمات، واستخدام أصوات الحشو (مثل “امم”)، وتوتر عضلي في الوجه أو الجسم، وتغيرات في تعابير الوجه أو حركات لا إرادية مثل رمش العين أو إيماء الرأس.
متى يكون التلعثم مشكلة؟
إذا استمر لأكثر من 6 أشهر، أو صاحَبَه مشكلات لغوية أو جسدية، أو أثَّر في أداء الطفل الاجتماعي أو المدرسي، أو بدأ فجأة بعد البلوغ، لذا يُفضَّل استشارة اختصاصي في النطق واللغة.
العوامل المؤثرة في التلعثم:
الجنس: الذكور أكثر عُرضة من الإناث.
وجود تاريخ عائلي للتلعثم.
اضطرابات نمائية مثل التوحد أو فرط النشاط.
التوتر أو الضغط العاطفي قد يزيد الحالة سوءاً.
المضاعفات النفسية والاجتماعية:
التلعثم يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، أو تجنب الكلام والأنشطة الاجتماعية، أو التنمر، أو تراجع الأداء المدرسي أو المهني.
التشخيص:
يتم عبر اختصاصي أمراض النطق واللغة من خلال تقييم الكلام في مواقف مختلفة، والتعرف على تاريخ الحالة، وأثرها على حياة الطفل أو البالغ.
العلاج:
معالجة النطق: تعليم التحدث ببطء وبتركيز لتحسين الطلاقة.
أجهزة إلكترونية: تساعد على تحسين الإيقاع الصوتي أثناء الكلام.
العلاج السلوكي المعرفي: يُستخدم لمعالجة القلق والتوتر المرتبط بالتلعثم.
التفاعل الأبوي: دعم الأهل عنصر أساسي في علاج الأطفال.
لا توجد أدوية فاعلة حتى الآن:
رغم إجراء تجارب على بعض الأدوية، لم تثبت أي منها فاعلية مؤكدة في علاج التلعثم.
التلعثم لا يعني قلة الذكاء أو الضعف الشخصي:
المفاهيم الخاطئة حول أسبابه شائعة، لكن العلم الحديث أوضح أن التلعثم حالة عصبية معقدة تتأثر بعوامل وراثية وعصبية وليست نتيجة للفشل الشخصي أو التربوي.
ولهذا السبب، أجرى الفريق البحثي دراسات جينية منفصلة بناءً على الجنس والأصل العرقي، ثم دمج النتائج من خلال تحليل شامل. ولاحظ الفريق اختلاف التوقيعات الوراثية بين الذكور والإناث، ما قد يُفسر لماذا يستمر التلعثم لدى بعض الأشخاص بينما يختفي لدى آخرين.
ومن أبرز ما توصلت إليه الدراسة أن الجين الأكثر ارتباطاً بالتلعثم لدى الذكور هو VRK2، وهو الجين نفسه المرتبط في دراسات أخرى بقدرة الشخص على التفاعل مع الإيقاع الموسيقي، مثل التصفيق على النغمة، وكذلك بانحدار اللغة لدى مرضى ألزهايمر.
وينتج ذلك الجين إنزيم يُعرف باسم “كيناز VRK2″، وهو نوع من الإنزيمات التي تُنظم عمليات حيوية داخل الخلية مثل انقسام الخلايا، ونمو الدماغ، والتفاعل مع الإشارات الكيميائية.
ويقع هذا الجين على الكروموسوم السادس، وقد أظهرت دراسات علمية حديثة أنه يلعب دوراً محتملاً في اضطرابات عصبية ونفسية مثل الفُصام والصرع والاكتئاب، حيث لوحظ أن بعض الطفرات أو الاختلافات الوراثية فيه ترتبط بخلل في التواصل العصبي وتنظيم الاستجابات الالتهابية في الدماغ.
ورغم أن الوظيفة الدقيقة للجين ما زالت قيد البحث، فإن فهم آلية عمله قد يسهم في تطوير علاجات موجهة لأمراض دماغية معقدة يصعب التعامل معها بالطرق التقليدية.
ومضت المؤلفة الرئيسية للدراسة، جنيفر بايبر بيلو تقول: “لطالما اعتقدنا أن اللغة والموسيقى والتحدث مجالات منفصلة في الدماغ، لكن دراستنا تشير إلى أن هناك بنية جينية مشتركة تتحكم في هذه الوظائف المعرفية العالية”.
وإلى جانب أهمية النتائج علمياً، فإنها قد تُحدث فرقاً على المستوى المجتمعي. فالتلعثم لا يُدخل الناس المستشفيات، لكنه يؤثر بشدة على جودة الحياة، ويزيد من احتمالات التنمر، ويقلل فرص المشاركة في التعليم والعمل، ويؤثر على التقدير الذاتي والصحة النفسية، بحسب الدراسة.
وختمت بيلو قائلة: “هدفنا هو أن تُستخدم هذه النتائج في تطوير مؤشرات مبكرة للكشف عن الأطفال المعرضين للتلعثم، وبالتالي توفير الدعم المناسب لهم في وقت مبكر. نأمل أيضاً أن تُساهم في تصحيح الأفكار الخاطئة والمجحفة التي لطالما أُلصقت بالمصابين”.
أظهرت دراسة حديثة أن الفكرة الشائعة بأن المشي لـ10 آلاف خطوة يومياً يحقق فوائد صحية كبيرة، ليست دقيقة تماماً من الناحية العلمية، إذ يمكن تحقيق نتائج مماثلة عبر المشي لخطوات أقل، حسب ما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وارتبطت فكرة “10 آلاف خطوة” بحملة تسويقية تعود لستينيات القرن الماضي، وهو من ابتكار شركة “ياماسا” اليابانية لبيع عدادات الخطوات خلال دولة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964، وأصبح منذ ذلك الحين بمثابة “حكمة” شائعة.
ووجد العلماء أن الهدف الشائع ليس بالضرورة هو المعيار الذهبي، حيث انخفض معدل الوفيات لجميع الأسباب بمقدار النصف تقريبًا لمن يمشي 7000 خطوة مقارنةً بشخص أكمل 2000 خطوة فقط.
وقال دينج دينج، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في مجلة “لانسيت” للصحة العامة: “لقد تم تسويق علامة عداد الخطوات بشكل جيد بالتأكيد.. أعتقد أن لها فوائد صحية عامة عظيمة – 10 آلاف خطوة عدد تقريبي جيد، لذا فهي مناسبة لتحديد الأهداف – على الرغم من عدم استنادها إلى أدلة علمية”.
7 آلاف خطوة
وحلل الباحثون بيانات أكثر من 160 ألف بالغ لدراسة كيفية اختلاف مخاطر المشاكل الصحية الخطيرة باختلاف عدد الخطوات المقطوعة يومياً، ويُعد هذا العمل، الذي يستند إلى عشرات الدراسات السابقة، بمثابة نظرة بارزة على تأثير أهداف الحركة، بما في ذلك هدف الـ 10 آلاف خطوة الشهير، على مجموعة واسعة من الحالات.
وانخفض معدل الوفيات الإجمالي للأشخاص الذين ساروا 7 آلاف خطوة بنسبة 47% مقارنةً بمن ساروا ألفي خطوة فقط، وانخفضت مخاطر المشاكل الصحية لمن ساروا 7 آلاف خطوة، بما في ذلك الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والخرف.
وكانت إيجابيات الحركة أكثر وضوحاً، إذ انخفض معدل الوفيات بنسبة 48% لمن ساروا 10 آلاف خطوة مقارنةً بألفين.
وأشار دينج إلى أن 10 آلاف خطوة لا تزال مرتبطة بنتائج أفضل من 7 آلاف خطوة لبعض الحالات الصحية، مثل انخفاض إضافي بنسبة 14% في خطر الإصابة بأعراض الاكتئاب.
وقال دينج، أستاذ الصحة العامة في جامعة سيدني: “من الواضح أنني لا أنصح مَن يمشون 10 آلاف خطوة يومياً بالعودة إلى 7 آلاف”.
وتابع: “ومع ذلك، فبعد حوالي 7 آلاف خطوة، تبدأ المكاسب الصحية لكل ألف خطوة إضافية في التناقص، مما يعني أن العائد على الاستثمار أقل”.
وقال دانيال بيلي، الباحث في السلوكيات المستقرة والصحة في جامعة برونيل بلندن: “كانت الدراسة إضافة مهمة للأدبيات العلمية، تُساعد على دحض خرافة أن 10 آلاف خطوة يومياً يجب أن تكون الهدف الأمثل للصحة المثلى”.
هدف أكثر قابلية للتحقيق
ولتحقيق أفضل النتائج، يُوصى بالسير من 5000 إلى 7000 خطوة يومياً، وهو ما سيكون أكثر قابلية للتحقيق لكثير من الناس من الهدف غير الرسمي المتمثل في 10 آلاف خطوة والمُتبع منذ سنوات عديدة، كما قال بيلي.
ومن أبرز ما جاء في الدراسة، هو فوائد السير لأكثر من 10 آلاف خطوة. فعند السير 12 ألف خطوة، انخفض معدل الوفيات الإجمالي بنسبة 55% مقارنةً بألفي خطوة.
ويشير ذلك إلى أن شركة “ياماسا”، الرائدة في مجال الترويج لأجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء، كانت على حق بتشجيعها على السعي لتحقيق أهداف عالية.
وصرح أندرو سكوت، المحاضر الأول في فسيولوجيا التمارين السريرية بجامعة بورتسموث، بأن الدراسة تُظهر أن الهدف المحدد “لا ينبغي أن يحظى باهتمام كبير”.
وأضاف سكوت: “يُظهر ذلك أن الزيادة في العدد أفضل دائماً، وأنه لا ينبغي التركيز كثيراً على الأرقام، لا سيما في الأيام التي يكون فيها النشاط محدوداً”.
وتابع: “هذا يعني ببساطة أن 10 آلاف خطوة يومياً ليست الرقم الوحيد الذي يجب أن نهدف إلى تحقيقه، مما يعزز إمكانية تحقيق ذلك.”
فيروس حيواني المنشأ ينتقل من الحيوانات إلى البشر ويمكن أن يُنقل أيضًا عبر الأطعمة الملوثة أو بين البشر مباشرة.
يتسبب في طيف من الأعراض لدى البشر، دون أعراض (تحت الإكلينيكية) إلى عدوى تنفسية حادة والتهاب دماغي مميت.
نسبة الوفيات تقدر بين 40% و75%، وتختلف حسب جودة الرعاية الصحية والمراقبة الوبائية.
لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح مرخّص للبشر أو الحيوانات، ويُعد الرعاية الداعمة الوسيلة الوحيدة للعلاج.
فيروس نيباه مُدرج ضمن قائمة الأولويات البحثية لمنظمة الصحة العالمية بسبب خطورته.
المضيف الطبيعي
الخفافيش من نوع Pteropus (خفافيش الثمار) هي المضيف الطبيعي للفيروس، ولا تظهر عليها أعراض.
تم رصد الفيروس في هذه الخفافيش في العديد من الدول من بنجلاديش والهند إلى أستراليا ومدغشقر وكمبوديا وغيرها.
يُصيب أيضًا حيوانات أخرى مثل الخنازير، الخيول، القطط والكلاب.
طرق الانتقال
من الحيوانات إلى البشر عبر الاتصال المباشر مع خنازير أو استهلاك أغذية ملوثة بإفرازات الخفافيش (مثل عصارة نخيل التمر).
من إنسان إلى إنسان من خلال الاتصال الوثيق، خاصة في مراكز الرعاية الصحية أو بين العائلات.
نصف الحالات تقريبًا في بنجلاديش بين 2001 و2008 نُقلت عبر الاتصال المباشر بين البشر.
الأعراض والعلامات
تبدأ بأعراض شبيهة بالإنفلونزا: حمى، صداع، ألم عضلي، قيء، التهاب حلق.
تتطور إلى أعراض عصبية شديدة مثل التهاب الدماغ، نوبات، غيبوبة.
فترة الحضانة من 4 إلى 14 يومًا، وقد تمتد إلى 45 يومًا.
20 % من الناجين يعانون من مشكلات عصبية مزمنة، وقد تحدث انتكاسة أو التهاب دماغي متأخر.
المصدر: منظمة الصحة العالمية
نجح باحثون من الأكاديمية الصينية للعلوم في استخلاص مركب سكري معقد من بكتيريا بحرية تعيش في أعماق المحيط، وأثبتوا قدرته على تحفيز نوع خاص من موت الخلايا السرطانية يُعرف بـ”الموت الالتهابي المبرمج”.
وأفادت الدراسة المنشورة في دورية الاتحاد الفسيولوجي الأميركي للتجارب FASEB Journal، بأن المركب، الذي يحمل اسم “EPS3.9″، أظهر فعالية ملحوظة في تدمير خلايا سرطان الدم وتنشيط الاستجابة المناعية لدى فئران مصابة بسرطان الكبد، ما يجعله خطوة واعدة لتطوير أدوية جديدة تستند إلى مركبات كربوهيدراتية مستخلصة من الكائنات البحرية.
ومركب “EPS3.9” عبارة عن جزيء سكري طويل السلسلة، أو ما يُعرف علميًا بـ”متعدد السكاريد الخارجي”، تم استخلاصه من نوع خاص من البكتيريا البحرية التي تعيش في أعماق المحيطات، وتحديدًا من سلالة تُسمى “سبونجيباكتر نانهانوس” وهي نوع من البكتيريا البحرية اكتشفت في البيئات البحرية العميقة، تحديدًا في مناطق بحر الصين الجنوبي؛ وتشتهر هذه البكتيريا بقدرتها على إنتاج مركبات حيوية معقدة، من بينها متعددات السكاريد الخارجية، والتي تتميز بخصائصها البيوكيميائية الفريدة.
وتمتاز “سبونجيباكتر نانهانوس” بقدرتها على التكيف مع الظروف القاسية في الأعماق البحرية، مثل الضغط المرتفع ودرجات الحرارة المنخفضة، وهو ما يجعلها مصدرًا غنيًا وغير تقليدي لجزيئات نشطة بيولوجيًا يُحتمل أن يكون لها استخدامات طبية واسعة.
ويتكون المركب المكتشف من وحدات بسيطة من نوعين من السكريات هما المانوز والجلوكوز، وهما نوعان من السكريات الأحادية التي تدخل في تركيب العديد من المركبات البيولوجية النشطة؛ وما يميز هذا المركب عن غيره من المركبات قدرته البيوكيميائية الفريدة على التفاعل مع سطح الخلايا السرطانية، وتحديدًا مع مكونات دهنية موجودة في غشاء الخلية تُعرف بالفوسفوليبيدات.
هذا العمل يُوفر قاعدة علمية لتطوير عقاقير جديدة، ويسلط الضوء على الإمكانات الهائلة للمحيطات كمخزون غير مستغل من الموارد الدوائية.
المؤلف الرئيسي للدراسة “شاو مين سون”
وعند ارتباطه بهذه المكونات، يبدأ المركب في إحداث تغيّرات في الغشاء الخلوي تُحفّز سلسلة من التفاعلات تؤدي إلى “موت خلوي التهابي مبرمج” للخلايا السرطانية، وهو أحد أنواع الموت الخلوي الذي يثير استجابة مناعية قوية.
تمزق الخلية
والموت الخلوي الالتهابي، أو ما يُعرف علميًا بـ”البايروبتوسيس”، هو أحد أنواع الموت المبرمج للخلايا يتميز بأنه لا يمر بهدوء كما هي الحال في الموت الخلوي التقليدي، بل يصاحبه إطلاق قوي لمواد التهابية تحفّز الجهاز المناعي وتستدعيه للتدخل.
وتحدث هذه العملية عادةً عندما تكتشف الخلية وجود تهديد داخلي خطير، مثل عدوى ميكروبية أو اضطراب جيني، فتبدأ بتفعيل بروتينات داخلية تُعرف بـ”الإنفلامازومات”، تؤدي في النهاية إلى تدمير غشاء الخلية وتمزقه.
ولا يقتل هذا التمزق الخلية فحسب، بل يحرر إشارات كيميائية تنبه الجهاز المناعي وتُحوله إلى حالة تأهب قصوى.
ويُعتقد أن التفاعل الذي يُحفزه المركب يُعزز قدرة الجسم على التعرف على الخلايا الورمية وتدميرها بشكل فعّال، كما يُضعف البيئة المحيطة بالورم، ما يُقلل من احتمالية انتشاره.
وأظهر المركب فعالية كبيرة في التجارب الحيوانية، إذ نجح في تقليص حجم أورام الكبد لدى الفئران وتحفيز استجابات مناعية مضادة للأورام، وتُظهر هذه الخصائص مجتمعة أن تلك المادة ليست مجرد مركب قاتل للخلايا السرطانية، بل هو محفّز مناعي طبيعي مستمد من المحيط، يحمل في طياته آفاقًا واعدة لتطوير علاجات جديدة قائمة على الموارد البيولوجية البحرية.
وتفتح النتائج الباب أمام فئة جديدة من الأدوية تعتمد على جزيئات كربوهيدراتية مشتقة من مصادر بحرية، وهو اتجاه يحظى باهتمام متزايد في ظل الحاجة إلى علاجات أقل سمية وأكثر دقة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، شاو مين سون، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم، إن هذا العمل لا يُوفر فقط قاعدة علمية لتطوير عقاقير جديدة، بل يسلط الضوء على الإمكانات الهائلة للمحيطات كمخزون غير مستغل من الموارد الدوائية.
توصل باحثون إلى أنه يمكن لأداة من الذكاء الاصطناعي تحويل فحص عادي في عيادة الطبيب إلى أداة للكشف عن مشكلات هيكلية في قلوب المرضى.
ومشكلات القلب الهيكلية هي عيوب في بنية القلب، سواء كانت خلقية (موجودة منذ الولادة)، أو مكتسبة مع التقدم في العمر.
وتؤثر هذه المشكلات على صمامات القلب، أو جدرانه، أو حجراته، أو عضلاته، بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة “نيتشر”.
وتعمل أداة الذكاء الاصطناعي EchoNext (إيكو نكست) المتاحة للجمهور، على تحليل بيانات مخطط كهربية القلب (ECG) العادي، المعروف باسم “رسم القلب”، لتحديد المرضى الذين يجب أن يخضعوا لفحص مخطط صدى القلب (Echo)، وهو فحص غير جراحي أيضاً يُجرى بالموجات فوق الصوتية، لكشف اعتلال الصمامات، وسمك الأنسجة العضلية وغيرها من العيوب الهيكلية التي يمكن أن تضعف وظائف القلب.
وقال قائد فريق الباحثين بيير إلياس، من كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين في جامعة كولومبيا الأميركية، في بيان: “تعلمنا جميعاً في كلية الطب أنه لا يمكنك اكتشاف أمراض القلب الهيكلية من مخطط كهربية القلب”.
وأضاف: “نعتقد أن الذكاء الاصطناعي يتيح لمخطط كهربية القلب القدرة على تقديم نموذج فحص جديد تماماً”، مشيراً إلى أن برنامج “إيكو نكست” يستخدم مخطط الكهربية الأرخص لمعرفة من يحتاج إلى فحص الموجات فوق الصوتية الأغلى.
وخلص الباحثون إلى أن 13 طبيب قلب فحصوا 3 آلاف و200 من صور مخطط كهربية القلب، واكتشفوا وجود مشكلات هيكلية في القلب بمعدل دقة قارب 64%، انخفاضاً من 77% تحققت عند الفحص باستخدام أداة (إيكو نكست).
وقال الباحثون إن أمراض القلب الهيكلية تؤثر على 64 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من قصور القلب، و75 مليوناً من أمراض الصمامات، وتتجاوز التكاليف في الولايات المتحدة وحدها 100 مليار دولار سنوياً.
أطلقت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، نداءً عاجلاً للتحرك من أجل منع تكرار تفشي فيروس “شيكونجونيا” الذي ينتقل عن طريق البعوض وانتشر عالمياً قبل عقدين من الزمن، وذلك مع ضوء ظهور حالات جديدة مرتبطة بمنطقة المحيط الهندي إلى أوروبا وقارات أخرى.
وقالت ديانا ألفاريز، المسؤولة الطبية بمنظمة الصحة العالمية، للصحافيين في جنيف، إن ما يقدر بنحو 5.6 مليار شخص يعيشون بمناطق في 119 دولة معرضة لخطر الإصابة بالفيروس، الذي يمكن أن يسبب ارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل والإعاقة طويلة الأمد.
وأضافت: “نشهد التاريخ يعيد نفسه”، مستدلة على ذلك بوباء عامي 2004-2005، الذي أصاب ما يقرب من نصف مليون شخص، معظمهم في جزر صغيرة، قبل أن ينتشر في جميع أنحاء العالم.
وبدأت الموجة الحالية في أوائل 2025 مع تفشي المرض بشكل كبير في جزر المحيط الهندي نفسها التي أصيبت سابقاً، بما في ذلك لا ريونيون ومايوت وموريشيوس.
وقالت ألفاريز إن “ما يقدر بثلث سكان لا ريونيون أصيبوا بالفعل”.
وينتشر الفيروس حالياً في بلدان مثل مدغشقر والصومال وكينيا، وأظهر انتقالاً وبائياً في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهند.
وما يثير القلق بشكل خاص هو انتقال العدوى في الآونة الأخيرة إلى داخل أوروبا.
ويعني اسم شيكونجونيا “الانثناء” أو “المشي منحنياً”؛ لأن العدوى تسبب آلاماً شديدة في المفاصل والعضلات.
ماهي الأعراض؟
ويحسب “مايو كلينك” فإن الأعراض تشمل الحمى الشديدة المفاجئة والصداع والإرهاق والطفح الجلدي والغثيان واحمرار العينين.
وغالباً ما تظهر أعراض عدوى الشيكونجونيا خلال يومين إلى 7 أيام من الإصابة بلدغة بعوضة مصابة بالعدوى.
ويوجد في الولايات المتحدة الأميركية لقاح معتمد مضاد لفيروس شيكونجونيا، ولكن لا يتوفر علاج للعدوى.
ونادراً ما يسبب فيروس شيكونجونيا مشكلات خطيرة أو الوفاة، بل يتحسن معظم المصابين في غضون بضعة أسابيع، غير أن بعضهم يصاب بآلام في المفاصل والعضلات يمكن أن تستمر لأشهر أو سنوات بعد الإصابة بالفيروس.
ويهدف علاج العدوى إلى تخفيف الأعراض عن طريق الراحة والسوائل والأدوية، مثل الأسيتامينوفين Tylenol وغيره، لكن لا تتناول الأسبرين أو الإيبوبروفين Advil وMotrin IB وغيرهما أو نابروكسين الصوديوم Aleve إلا بعد استبعاد الإصابة بحالات العدوى التي تتشابه أعراضها بأعراض حمى شيكونجونيا.
وفي حالة آلام المفاصل والعضلات المستمرة، قد تفيدك الأدوية المستخدمة لتخفيف التهاب المفاصل الروماتويدي. اطلب النصيحة من الطبيب.
أين ينتشر الفيروس؟
أخذ فيروس شيكونجونيا في الانتشار سريعاً منذ عام 2004 بعدما لم يكن موجوداً إلا في قارّتي إفريقيا وآسيا. والآن، يعيش أكثر من ثلث سكان العالم في أماكن بها عوامل خطر للإصابة بعدواه. وتشمل هذه الأماكن الأميركتين وإفريقيا وآسيا وأوروبا وجزر البحر الكاريبي والمحيط الهندي والمحيط الهادئ.
كيف ينتشر؟
يصاب الأشخاص بحمى شيكونجونيا عندما تلدغهم بعوضة مصابة بالفيروس. ولا ينتقل الفيروس من شخص لآخر. غير أن البعوض يلتقط الفيروس عندما يلدغ شخصاً مصاباً. لذلك إذا كنت مصاباً بالعدوى، تجنب الإصابة بلدغات بعوض جديدة لمنع انتقال الفيروس بين الآخرين، وتجنب السفر أيضاً.
إلى حد ينبغي أن أقلق؟
يتحسن الكثيرون ولا تظهر عليهم أي أعراض أخرى بعد أسبوع أو اثنين. ولكن قد يصاب آخرون بآلام في المفاصل والعضلات تستمر لأشهر أو حتى سنوات. وتُعرف هذه الحالة بالتهاب مفاصل شيكونجونيا المزمن. وهي تصيب ما لا يقل عن 40% من المصابين بالفيروس.
نادراً ما تحدث حالات وفاة بسبب حمى شيكونجونيا. غير أن الفيروس قد يسبب مشكلات خطيرة للبعض. ومن الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر كبار السن، والمصابون بحالات مرضية طويلة الأمد مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري، والأطفال الصغار، والنساء الحوامل اللائي قد ينقلن الفيروس إلى أطفالهن. ويمكن أن تشمل المضاعفات مشكلات خطيرة في العين والقلب والأعصاب. يكتسب الأشخاص الذين أصابتهم عدوى الفيروس مرة واحدة على الأرجح حماية من الإصابة بالعدوى مستقبلاً.
كيف يمكن الوقاية من العدوى؟
قد يلجأ الأشخاص البالغون المعرضون لخطر الإصابة بالشيكونجونيا إلى تلقي اللقاح. وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية لقاحاً واحداً للشيكونجونيا. وهو حقنة من فيروس شيكونجونيا المُضعّف تُعطى في جرعة واحدة.
في حالة السفر إلى منطقة معروفة بتفشي الشيكونجونيا، اتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بالعدوى. لا تنتقل حمى شيكونجونيا من إنسان إلى آخر بل تنتقل عن طريق البعوض، لذلك فأفضل حماية لك هي الوقاية من اللدغات.
اتبع هذه النصائح للوقاية من لدغات البعوض:
استخدم مستحضراً طارداً الحشرات يحتوي على ثنائي إيثيل تولواميد (ديت-DEET) أو بيكاريدين. وتأكد من أنه مسجل لدى وكالة حماية البيئة.
ارتد ملابس بأكمام طويلة وسراويل طويلة.
تخلص من المياه الراكدة كلما أمكن.
احمِ نفسك داخل المنزل بجانب صواعق البعوض ومكيفات الهواء والناموسيات.
إذا كنتِ حاملاً، وخاصة في الأشهر الأخيرة من الحمل، فلا تسافري إلى أي مكان متفشٍ فيه فيروس شيكونجونيا. فقد ينتقل الفيروس إلى طفلكِ ويسبب مضاعفات خطيرة.
إذا كنت من كبار السن أو مصاباً بحالة مرضية مثل داء السكري أو أمراض القلب، فستكون أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة، لذلك تجنب قدر الإمكان السفر إلى المناطق التي يتفشى فيها فيروس شيكونجونيا.
كشفت دراسة منهجية تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، عن أدلة قوية ومقنعة بأن الحفاظ على مستويات ثابتة أو متزايدة من النشاط البدني طوال فترة البلوغ، يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الوفاة لأسباب عامة وأمراض القلب والأوعية الدموية، بنسب تتراوح بين 20% و40%.
وقالت الدراسة إن ممارسة الرياضة تساهم في خفض احتمالية الموت المبكر نتيجة الأمراض أو الحوادث أو التدهور الجسدي، أي أنه يُطيل متوسط العمر المتوقع ويحمي من الأسباب الرئيسية للوفاة مثل أمراض القلب، والسرطان، والسكتات الدماغية، ويزيد من فرص البقاء على قيد الحياة لفترة أطول بصحة أفضل.
وتمثل هذه النتائج قفزة نوعية في فهمنا لتأثير النشاط البدني على المدى الطويل، وتسلط الضوء على قصور الدراسات السابقة التي اعتمدت على قياس واحد للنشاط البدني، مؤكدةً أهمية التتبع المستمر لأنماط النشاط على مدار العمر.
الخمول البدني
ويُعدّ الخمول البدني حالياً رابع أكبر عامل خطر للوفاة على مستوى العالم ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة واسعة من الأمراض غير المعدية.
وتوصي منظمة الصحة العالمية، البالغين، بممارسة 150 إلى 300 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني معتدل الشدة، أو 75 إلى 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الشديد، أو مزيج من الاثنين.
ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة، إلى أن تقييم النشاط البدني في نقطة زمنية واحدة قد لا يعكس بدقة التغيرات في أنماط النشاط البدني على مدار حياة الفرد، مما يؤثر على تفسير الفوائد الصحية طويلة الأمد.
حلّل الباحثون بيانات من 85 دراسة سابقة، شملت أكثر من 6.5 مليون شخص، ووجدوا أن الأشخاص الذين كانوا نشطين بدنياً بشكل منتظم طوال فترة البلوغ كانوا أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 30 إلى 40% مقارنة بمن ظلوا غير نشطين. أما أولئك الذين بدأوا ممارسة النشاط البدني في وقت لاحق من حياتهم، فقد قلّ لديهم الخطر بنسبة 20 إلى 25%، وهي نسبة لافتة تدحض فكرة أن “الوقت فات”.
الدراسة لم تتوقف عند هذا الحد، بل وجدت أيضاً أن مجرد رفع مستويات النشاط البدني، حتى وإن كان دون المستوى الموصى به طبياً، كان مرتبطاً بفوائد ملحوظة على الصحة العامة وطول العمر. هذه النتائج تُرسخ القاعدة الذهبية: “التحرّك أفضل من لا شيء، والبدء متأخراً أفضل من عدم البدء إطلاقاً”.
النشاط البدني وأهميته الصحية وتحدياته العالمية
تعريف النشاط البدني والسلوك الخامل:
تُعرف منظمة الصحة العالمية النشاط البدني بأنه أي حركة جسدية تنتجها العضلات الهيكلية وتتطلب إنفاق طاقة، وتشمل الحركة أثناء وقت الفراغ أو للنقل أو كجزء من العمل والأنشطة المنزلية.
السلوك الخامل هو أي فترة من انخفاض إنفاق الطاقة أثناء اليقظة مثل الجلوس أو الاستلقاء أو الاستلقاء، ويرتبط بزيادة السمنة وضعف صحة القلب والأيض والسلوك لدى الأطفال والمراهقين، ويزيد من مخاطر الوفاة بأسباب عامة، وأمراض القلب والأوعوية الدموية، والسرطان في البالغين.
فوائد النشاط البدني الصحية:
للبالغين: يساهم النشاط البدني في الوقاية من الأمراض غير المعدية (مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري) وإدارتها، ويقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، ويعزز صحة الدماغ، ويحسن الرفاهية العامة.
للأطفال والمراهقين: يعزز صحة العظام، يدعم النمو الصحي للعضلات، ويحسن التطور الحركي والمعرفي.
معدلات خمول مقلقة وتكاليف باهظة:
31% من البالغين و 80% من المراهقين لا يستوفون المستويات الموصى بها من النشاط البدني عالمياً.
تسعى الأهداف العالمية إلى خفض مستويات الخمول البدني بنسبة 10% بحلول 2025، و 15% بحلول 2030 مقارنة بعام 2010.
تقدر التكلفة العالمية للخمول البدني على أنظمة الرعاية الصحية العامة بحوالي 300 مليار دولار أميركي بين عامي 2020 و2030 إذا لم يتم خفض مستوياته.
توصيات منظمة الصحة العالمية:
تقدم إرشادات عالمية لكمية النشاط البدني المطلوبة لجميع الفئات العمرية مثل الأطفال، والمراهقين، والبالغين، وكبار السن، والنساء الحوامل وبعد الولادة، وحتى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة وإعاقات.
تؤكد المنظمة أن أي قدر من النشاط البدني أفضل من لا شيء، وكل النشاط البدني يحتسب، ويجب على جميع الفئات العمرية تقليل الوقت المخصص للجلوس.
تفاوتات عالمية وعوامل مؤثرة:
النساء أقل نشاطاً من الرجال بمتوسط 5 نقاط مئوية، ولم يتغير هذا منذ عام 2000.
تزداد مستويات الخمول البدني في الرجال والنساء بعد سن 60 عاماً.
81% من المراهقين (11-17 عامًا) كانوا غير نشطين بدنيًا، وكانت الفتيات المراهقات أقل نشاطًا من الأولاد.
تتأثر مستويات النشاط البدني بعوامل فردية واجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية واسعة النطاق.
وتكشف الدراسة أنه حتى من لم يصل إلى الحد الموصى به من الحركة، يتمتعون أيضاً بانخفاض واضح في معدلات خطر الوفاة، وهو ما يُعتبر خبراً سعيداً لأولئك الذين يجدون صعوبة في الالتزام ببرامج رياضية صارمة.
من بين النتائج اللافتة التي أظهرتها الدراسة، أن أولئك الذين بدأوا نشطين بدنياً ثم توقفوا، لم يجنوا نفس الفوائد الصحية طويلة المدى التي جنتها الفئات التي حافظت على نمط حياة نشط باستمرار.
وعلى صعيد الأسباب المحددة للوفاة، تبين أن النشاط البدني كان أكثر تأثيراً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ انخفض خطر الوفاة بها بنسبة 40% لدى الأشخاص النشطين بانتظام. أما السرطان، فقد ارتبط النشاط البدني بانخفاض خطر الوفاة به بنسبة 25%، وإن ظلت الأدلة أقل حسماً مقارنة بأمراض القلب.
فسيولوجيا الرياضة
وتُحدث الرياضة تغيرات فسيولوجية عميقة في جهاز القلب والأوعية الدموية، وهو ما يُعتبر من أقوى الأسباب التي تجعل النشاط البدني المنتظم يطيل العمر ويمنع الوفاة. فعندما تمارس الرياضة بانتظام، يزداد حجم القلب، ويصبح أقوى وأكثر كفاءة في ضخ الدم ما يؤدي إلى خفض معدل ضربات القلب أثناء الراحة، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات والأعضاء الحيوية.
كما تعمل التمارين الرياضية على توسيع الأوعية الدموية وتحسين مرونتها، مما يخفّض ضغط الدم ويقلل خطر الإصابة بتصلب الشرايين. ومع كل نبضة قلب، يصبح الجسم أكثر قدرة على إيصال الأكسجين والمغذيات لكل خلية، وهو ما يُقلل احتمالية حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهما من الأسباب الرئيسية للوفاة المفاجئة.
علاوة على ذلك، تقلل الرياضة من مستويات الكوليسترول الضار وترفع من الكوليسترول الجيد، ما يساهم في حماية الشرايين من التصلب والانسداد.
وتحسن الدراسة من حساسية خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، فأثناء النشاط البدني، تقوم العضلات بسحب الجلوكوز من الدم لاستخدامه كمصدر للطاقة، ما يؤدي إلى انخفاض مباشر في مستويات سكر الدم. ومع الوقت، يصبح الجسم أكثر كفاءة في استخدام الأنسولين، مما يقي من تطور مرض السكري من النوع الثاني، ويمنع تفاقم الحالة عند من تم تشخيصهم به بالفعل.
ولأن السكري مرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والفشل الكلوي، والعمى، ومضاعفات أخرى قد تؤدي إلى الوفاة، فإن تأثير الرياضة في كبح هذا المرض هو أحد أهم الأسباب التي تجعلها عاملاً فسيولوجياً واقياً من الموت.
وتقلل الرياضة المنتظمة من مستويات المواد الالتهابية في الجسم، مثل بروتين CRP وIL-6، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان، وأمراض القلب، وألزهايمر.
فالالتهاب المزمن، حتى لو كان بدرجات منخفضة، يعمل على “إهلاك” أنسجة الجسم على المدى الطويل، ويعجّل بشيخوخة الخلايا وتلف الأعضاء.
ويعيد النشاط البدني التوازن لجهاز المناعة، ويعزز إنتاج مضادات الأكسدة الطبيعية، ويقلل من “الضغط التأكسدي” الذي يسرّع من تدهور الحمض النووي. بهذا الشكل، تعمل الرياضة كدرع مضاد للالتهاب، يحافظ على أنسجة الجسم ويؤخر الشيخوخة البيولوجية، وهو ما ينعكس مباشرة على معدلات البقاء والوقاية من الوفاة المبكرة.
فسيولوجياً، تؤدي التمارين البدنية إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعني وصول أفضل للأكسجين والمواد المغذية. كذلك تُحفّز الرياضة إطلاق مواد مثل عامل التغذية العصبي المشتق من الدماغ، والذي يساعد في نمو الخلايا العصبية الجديدة ويقوي الروابط بين الخلايا العصبية الموجودة.
وتحسن هذه التغيرات الذاكرة، والانتباه، ووظائف التفكير التنفيذي، وتُقلل من خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر. ومن المعروف أن التدهور المعرفي يرتبط بزيادة خطر الوفاة، إما مباشرة أو عبر السقوط، الإهمال الغذائي، أو الأدوية الخاطئة.
فقدان الكتلة العضلية
وتحفز التمارين المنتظمة، خاصة تمارين المقاومة ورفع الأوزان، إنتاج البروتين في العضلات وتمنع فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالتقدم في العمر، وهي الحالة المعروفة بـ”الساركوبينيا”. كذلك، فإن الضغط الميكانيكي الناتج عن التمارين يُحفز خلايا بناء العظم مما يزيد من كثافة العظام ويقلل من خطر الإصابة بالكسور والهشاشة.
وعند كبار السن، يعد فقدان الكتلة العضلية والعظمية، أحد الأسباب الخفية للوفاة، فالسقوط الذي قد يبدو بسيطاً قد يؤدي إلى كسر في الورك ثم سلسلة من التدهور الجسدي والعقلي تنتهي بالوفاة.
ويعد الحفاظ على بنية قوية للجسم، خط دفاع آخر تتيحه لنا الرياضة، إذ تساهم الرياضة في تنظيم عمل الغدد الصماء، فتُحسن من إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول، والإندورفين، والدوبامين، وتخفف من مستويات التوتر والقلق. كما أنها تعزز من جودة النوم وعمقه، وهو عنصر أساسي في تجدد الخلايا وصحة القلب والدماغ.
وترتبط اضطرابات النوم المزمنة، بزيادة خطر الإصابة بالسكري، والسمنة، والاكتئاب، وأمراض القلب، وكلها عوامل مرتبطة بالوفاة المبكرة.
وخلصت الدراسة إلى أن الذين مارسوا نشاطاً بدنياً معتدلاً إلى قوي بمعدل يفوق الحد الأقصى الموصي به، لم يحققوا فائدة إضافية كبيرة في خفض معدلات الوفاة. أما من التزموا بالمعدلات الموصي بها، فحققوا الحد الأقصى من الفوائد تقريباً، مما يعني أن الوصول إلى هذا المستوى كافٍ جداً لصحة أفضل، ولا حاجة للمبالغة أو الإرهاق الجسدي.
ورغم أن معظم الدراسات التي استند إليها التحليل، اعتمدت على تقارير ذاتية (قد تكون غير دقيقة في بعض الأحيان)، فإن النتائج تظل ذات أهمية قصوى.
وشدد الباحثون على أن النشاط البدني، لا ينبغي أن يكون هدفاً للنخبة الرياضية فقط، بل يجب أن يكون جزءاً طبيعياً من حياة الجميع، كما أكدوا أن حملات الصحة العامة يجب ألا تستهدف فقط من لا يمارسون الرياضة، بل أيضاً من يمارسونها للحفاظ على استمراريتهم.
ذكر باحثون خلال اجتماع لجمعية الغدد الصماء في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، أن كبار السن الذين يصابون بكسور بعد سن الثمانين، ربما يستفيدون من أدوية علاج تآكل أو ضعف العظام بسبب الهشاشة.
ودار جدل بشأن بدء تناول أدوية هشاشة العظام في هذا العمر خوفاً من أن يكون المرضى من كبار السن أكثر عرضة للآثار الجانبية.
وراجع باحثون في “كليفلاند كلينك” السجلات الطبية لإجمالي 88 ألفاً و676 مريضاً تبلغ أعمارهم 80 عاماً أو أكثر وأصيبوا بكسور بسبب هشاشة العظام.
وعولج نصف المرضى لاحقاً بعقار “فوساماكس” الذي تنتجه شركة “ميرك آند كو”، أو عقار “بونيفا” من شركة “روش”، و”جلاكسوسميثكلاين” أو دواء بروليا من “أمجن”، أو عقار “إيفستا” أو “فورتيو” من إنتاج “إيلي ليلي”، فيما لم يتناول الباقون أي أدوية لهشاشة العظام.
وعلى مدار السنوات الخمس التالية وبعد مراعاة الظروف الصحية الأخرى للمرضى، تراجع معدل دخول المستشفيات بنسبة 19% وانخفض معدل الوفيات 15% في المجموعة التي تلقت أدوية تقوية العظام.
وقالت الدكتورة جيانينا فلوكو، التي قادت الدراسة، في بيان: “تدعم نتائج دراستنا ضرورة التشجيع على البدء في تلقي علاجات هشاشة العظام بناء على ظروف كل حالة، حتى للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً”.
وأضافت: “علاج الأشخاص لتقليل عبء مضاعفات هشاشة العظام مثل الكسور التي تؤدي إلى الإعاقة أو الوفاة من شأنه أن يلعب دوراً مهماً في تحسين الصحة العامة لدى الأفراد من كبار السن الذين تتزايد أعدادهم”.
كشفت دراسة دولية حديثة أن المصابين صغار السن بسرطان الغدد الليمفاوية من نوع هودجكين المتقدم؛ باتت لديهم فرصة أفضل في الحفاظ على خصوبتهم وإنجاب أطفال بعد التعافي من المرض، وذلك بفضل بروتوكول علاج كيميائي جديد يُعرف باسم BrECADD.
ويتكون البروتوكول العلاجي الجديد BrECADD من مجموعة أدوية مضادة للسرطان، لكن من أبرز ما يميّزه هو أنه يستبدل بعض الأدوية القديمة الشديدة السمية بأدوية أحدث وأقل ضرراً على الرئتين والهرمونات التناسلية.
وأظهرت الدراسة أن المرضى الذين عولجوا بهذا النظام لديهم فرص أعلى في استعادة وظائف الإنجاب بعد الشفاء، خصوصاً الرجال، وكل ذلك دون أن يقل تأثير العلاج في القضاء على السرطان.
سرطان الغدد الليمفاوية
لطالما كان سرطان الغدد الليمفاوية المعروف باسم “هودجكين” الكلاسيكي يصيب عادة الشباب في مقتبل العمر، وكانت العلاجات المكثفة، رغم فعاليتها العالية في القضاء على المرض، تحمل معها خطراً كبيراً للإصابة بالعقم الدائم أو ضعف الخصوبة، وقد أثر ذلك بشكل كبير على جودة حياة الناجين ورغبتهم في الإنجاب.
أُجري التحليل الثانوي ضمن تجربة HD21 السريرية، التي شملت 233 مركزاً في تسع دول، وقارنت بين نظامي eBEACOPP، و BrECADD للمرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الغدد الليمفاوية “هودجكين” الكلاسيكي المتقدم.
يُعد نظاما eBEACOPP، وBrECADD من أهم أنظمة العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان الغدد اللمفاوية من نوع هودجكين، لكن بينهما فروق جوهرية تؤثر بشكل مباشر على حياة المريض بعد العلاج، خصوصاً في ما يتعلق بالخصوبة والآثار الجانبية.
فالنظام التقليدي eBEACOPP يُعتبر فعالاً جداً في السيطرة على المرض، لكنه يتكوّن من مجموعة أدوية قوية وسامة، من بينها دواء يُعرف بتأثيره الشديد على الخصوبة يُسمى “بروكاربازين”، والذي يمكن أن يسبب أضراراً دائمة للغدد التناسلية، خاصة عند الرجال، كما أن هذا النظام يحتوي على دواء آخر يُعرف بتأثيره السلبي على الرئتين، ما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية طويلة الأمد.
في المقابل، يأتي النظام الجديد BrECADD كمحاولة لتقليل هذه الأضرار دون التأثير على فعالية العلاج، إذ تم استبدال الأدوية الأشد سمّية بأدوية أقل ضرراً، مثل استبدال “بروكاربازين” بـ”داكاربازين”، وهو دواء له فعالية ضد السرطان لكن تأثيره على الخصوبة أقل بكثير.
كما يعتمد BrECADD على دواء موجّه حديث يساعد في استهداف الخلايا السرطانية بدقة، ما يقلل من الأثر السلبي على باقي أنسجة الجسم.
وتقول نتائج الدراسة المنشورة في دورية “لانسيت أونكولوجي” إن معدلات استعادة وظيفة المبيض عند النساء بعد 4 سنوات من العلاج بـBrECADD بلغت نسبة مذهلة تُقدر بـ95.3%، مقارنة بـ73.3% فقط في مجموعة eBEACOPP.
وبالنسبة للرجال، كانت الفروقات أكثر وضوحاً، حيث سجلت مجموعة BrECADD معدل استعادة لوظيفة الغدد التناسلية بنسبة 85.6% بعد 4 سنوات، مقابل 39.7% فقط في مجموعة eBEACOPP.
سرطان الغدد اللمفاوية
نوع من أنواع السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، وهو جزء من جهاز المناعة المسؤول عن مكافحة العدوى.
يتسم بوجود خلايا غير طبيعية تُعرف باسم “خلايا ريد-ستيرنبرج”، وهي علامة مميزة لهذا النوع من السرطان.
يبدأ غالباً في العقد اللمفاوية، مثل الموجودة في الرقبة أو تحت الإبط أو في الصدر، وقد ينتشر تدريجياً إلى أجزاء أخرى من الجسم.
يصيب عادةً الشباب بين سن 15 و35 عاماً، لكنه قد يصيب كبار السن أيضاً.
من أعراضه الشائعة تضخُّم غير مؤلم في العقد اللمفاوية، وتعرّق ليلي شديد، وفقدان الوزن بدون سبب، والحمى المتكررة، والحكة المزعجة، والتعب العام.
يُعتبر من الأنواع القابلة للشفاء بنسبة عالية، خاصة عند اكتشافه مبكراً وبدء العلاج المناسب.
يُعالج عادةً باستخدام العلاج الكيميائي وأحياناً بالعلاج الإشعاعي.
هرمونات الخصوبة
كانت مستويات الهرمونات الدالة على الخصوبة، مثل هرمون AMH لدى النساء وهرمون Inhibin B لدى الرجال، أعلى بشكل عام في المجموعة التي تلقت علاج BrECADD.
لم تقتصر الفوائد على استعادة وظائف الغدد التناسلية فحسب، بل امتدت إلى النتائج الفعلية المتعلقة بالإنجاب؛ فبعد 5 سنوات من العلاج، كانت معدلات الأبوة، إنجاب طفل واحد على الأقل، أعلى بكثير في الرجال الذين تلقوا علاج BrECADD (9.3%)، مقارنة بمن تلقوا eBEACOPP (3.3%)، مما يؤكد التأثير الإيجابي على خصوبة الذكور.
بينما كانت معدلات الأمومة أعلى في مجموعة BrECADD (19.3%) مقارنة بـeBEACOPP (17.1%)، لم يكن الفرق ذو دلالة إحصائية كبيرة في النساء، ولكن الفارق لا يزال يوحي بوجود اتجاه إيجابي.
بشكل عام، تم الإبلاغ عن 92 حالة حمل بين المريضات، و36 حالة حمل بين شريكات المرضى الذكور، وأدت هذه الحالات إلى 108 ولادات، 59 منها في مجموعة BrECADD و40 في مجموعة eBEACOPP.
يُعزى التحسن اللافت في الحفاظ على الخصوبة بعد علاج هودجكين إلى تعديل مهم في تركيبة العلاج الجديد BrECADD، إذ تم استبدال عقار “بروكاربازين” المعروف بتأثيره الضار والدائم على الغدد التناسلية، بعقار “داكاربازين” الذي يتمتع بفعالية مماثلة ضد الخلايا السرطانية، لكن بسمّية أقل على الجهاز التناسلي.
وجاء التغيير كجزء من استراتيجية تهدف إلى تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، دون المساومة على قدرته في السيطرة على الورم.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن BrECADD يُحقق فعالية علاجية عالية، مع تقليل واضح لمخاطر تلف الخصوبة، خصوصاً لدى المرضى الشباب الذين يرغبون في الإنجاب مستقبلاً.
وتُعد هذه الدراسة أول تحليل مفصل يُظهر كيف يمكن للعلاج الجديد أن يحافظ على وظيفة الغدد التناسلية، مقارنةً بالبروتوكول القياسي السابق، ما يعزز مكانة BrECADD كخيار علاجي متقدم ومراعٍ لجودة الحياة بعد الشفاء.
وتؤكد هذه النتائج أهمية توفير نظام BrECADD كخط علاج أول لسرطان الغدد الليمفاوية “هودجكين” الكلاسيكي المتقدم، خصوصاً للمرضى الذين يخططون للإنجاب، كما تسلط الضوء على ضرورة الاستمرار في تقييم وظائف الغدد التناسلية في التجارب السريرية للعلاجات الجديدة للسرطان، لتقديم صورة شاملة عن الآثار طويلة المدى على جودة حياة المرضى.
ويقول الباحثون إنه وبفضل هذه الدراسة، أصبح لدى الأطباء والمرضى خيار علاجي أكثر أماناً وفعالية، يجمع بين القضاء على المرض والحفاظ على حلم الأبوة والأمومة.