ألحق زلزال المغرب أضرارا بأسوار مراكش التاريخية ودمر مبان عدة ما ينذر بهزة للموسم السياحي في البلاد الذي حقق إيرادات تاريخية في 2023.
وقال التلفزيون الرسمي بالمغرب نقلا عن وزارة الداخلية إن ما لا يقل عن 632 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 329 في الزلزال الذي ضرب المغرب في وقت متأخر أمس الجمعة، وفق رويترز.
وكان مؤشر إيرادات السياحة في المغرب في صعود مستمر، حيث تم الإعلان عن زيادة ملحوظة في المداخيل السياحية من العملة الصعبة منذ بداية هذا العام لتتجاوز إيرادات ما قبل جانحة كورونا.
وبحسب وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، بلغت إيرادات السياحة من العملة الصعبة ما يعادل 47.8 مليار درهم حتى نهاية يونيو/ حزيران 2023، محققة زيادة استثنائية بنسبة 43٪ مقارنة بنفس الفترة في 2019.
وكان لشهر يونيو/ حزيران دور بارز في هذا الإنجاز بتحقيق مداخيل بلغت 7.2 مليار درهم، مرتفعة بنسبة 45٪ مقارنة بيونيو 2019.
ويعود هذا النجاح إلى الزيادة الملحوظة في عدد السياح الوافدين إلى المغرب في نهاية يونيو/ حزيران والذي بلغ 6.5 مليون سائح، مسجلاً نموًا بنسبة 21٪ مقارنة بنفس الفترة في 2019.
وقالت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على هذا الأداء الاستثنائي، حيث أشارت إلى أن الإنجازات القياسية ترجع إلى الاشعاع الدولي الاستثنائي للمملكة والإشعاع العالمي لها خلال كأس العالم 2022، وأيضا دعم الحكومة المستمر للقطاع السياحي من خلال المخطط الاستعجالي والترويج المستمر وتعزيز الربط الجوي. كما أشادت بالالتزام الراسخ لمهنيي القطاع الذين ساهموا في تحسين تجربة السائح وكان لهم دور حاسم في نجاح القطاع.
من جهة أخرى قال سكان في مراكش، أقرب المدن الكبرى لمركز الزلزال العنيف الذي ضرب المغرب فجر السبت، قالوا إن بعض المباني انهارت في المدينة القديمة، وكذلك أجزاء من سور المدينة العتيقة المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”. وعرض التلفزيون المحلي صورا لسقوط مئذنة مسجد أثري وتناثر الأنقاض على سيارات مهشمة.
كذلك نشر مغاربة مقاطع مصورة تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
وقال المسؤول بالمنطقة إن معظم الوفيات وقعت في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها.
المدينة العتيقة
يشار إلى أن المدينة القديمة لمراكش يطلق عليها اسم “المدينة العتيقة”، وتعتبر من أهم الأماكن السياحية في مراكش. وقد سُجلت في سنة 1985، ضمن قائمة التراث العالمي التي أقرتها منظمة اليونيسكو.
بُنيت سنة 1071-1072، كعاصمة للدولة المرابطية ثم للدولة الموحدية. وتضم مجموعة من الآثار التي تركها الموحدون والمرابطون، وكذلك السعديون، ومنها الأسوار وأبوابها، وجامع الكتبية ومنارته التي تبلغ 77 متر من العلو، ومواقع وآثار السعديين، وكذلك المنازل التقليدية القديمة من رياضات وغيرها بطابعها المغربي القديم المتميز.