أصدرت المحكمة العليا الإسبانية، الجمعة، أمرا تقييدا لمنع لويس روبياليس الرئيس السابق للاتحاد المحلي لكرة القدم من الاقتراب من جيني إيرموسو لاعبة المنتخب الإسباني الأول لكرة القدم للسيدات عقب مثول روبياليس أمام محكمة بتهمة الاعتداء الجنسي بعد تقبيله للاعبة في شفتيها.
وأثارت القبلة، أثناء مراسم تتويج إسبانيا بكأس العالم للسيدات في سيدني 20 أغسطس الماضي، غضبا في المجتمع والوسط الرياضي الإسباني، وقادت إلى احتجاجات مشابهة لحركة «مي تو».
ويصر روبياليس «46 عاما» على أن القبلة حدثت بالتراضي بينما تنفي إيرموسو ذلك.
وقالت المحكمة في بيان إن الأمر يمنع روبياليس من محاولة التواصل مع إيرموسو أو الاقتراب لمسافة 200 متر منها. ورفض القاضي فرانسيسكو دي خورخي طلبا من النيابة لإلزام روبياليس بالمثول أمام المحكمة كل أسبوعين.
ونفى روبياليس مزاعم الاعتداء الجنسي والإكراه في جلسة استماع أولية بعد شكوى إيرموسو بسبب قبلة قالت إنها أرغمت عليها.
ووصل روبياليس إلى المحكمة برفقة المحامية أولجا توباو قبل 50 دقيقة من جلسة الاستماع التي جرت خلف أبواب مغلقة واستمرت لساعة تقريبا. ولم يتحدث لوسائل الإعلام بعد خروجه.
وبعد أسابيع من مقاومة مطالبات من لاعبين وسياسيين ومجموعات نسوية باستقالته من رئاسة الاتحاد الإسباني رضخ روبياليس أخيرا وترك منصبه في العاشر من سبتمبر الجاري، لكنه لم يتراجع عن موقفه وأكد أن تصرفه كان بالتوافق في لحظة احتفال وسعادة.
ورغم مثوله أمام المحكمة قالت 39 لاعبة إسبانية في بيان إنهن ما زلن لا يشعرن بالأمان أثناء اللعب مع المنتخب الوطني.
وطالبت اللاعبات بمزيد من التغييرات في الاتحاد، لكنهم لم يوضحن ما إذا كن سيواصلن مقاطعة اللعب للمنتخب الوطني.
وقدمت مارتا دورانتيث خيل المدعية العامة بالبلاد شكوى جنائية بعد أن أبلغت إيرموسو مدعين بأن روبياليس قبلها في الفم دون رغبتها بعد أن أمسك رأسها بيديه في لقطة شاهدها الملايين عبر التلفزيون.
وأضافت المدعية العامة جريمة إكراه محتملة بعد أن قالت إيرموسو إنها وأقاربها تعرضوا لضغط من روبياليس والمحيطين به لإعلان موافقتها على ما حدث.
ويقود دي خورخي التحقيق، الذي قد يستمر عدة أشهر، وسيقرر إن كان سيحيل القضية لمحاكمة، وإن حدث ذلك فإن روبياليس قد يواجه السجن لفترة تمتد بين عام وأربعة أعوام.
وأمر القاضي وسائل الإعلام، بينها التلفزيون الرسمي، بإرسال مقاطع فيديو للواقعة ومقاطع أخرى لاحقة بينها احتفال اللاعبات مع روبياليس على متن حافلة والإشارة إلى القبلة فيما بدا أنها محادثة ودية. وقد يستمر التحقيق لأشهر.
وقالت كارلا فاي محامية إيرموسو للصحفيين بعد جلسة الاستماع: «يمكننا أن ندافع عما قلناه منذ البداية. لقد كانت قبلة دون تراض، رأى الجميع المشاهد»
ودعم الكثير من اللاعبات والهيئات الرياضية والسياسيون اللاعبة من خلال وسم «انتهى الأمر» عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلنت أكثر من 80 لاعبة بمسابقة الصفوة في إسبانيا، من بينهن 23 بطلة للعالم، رفض اللعب للمنتخب لحين حدوث تغييرات جذرية في الاتحاد الإسباني.
وأبلغت اللاعبات الاتحاد الإسباني، الجمعة باستمرار المقاطعة رغم استقالة روبياليس وتبديل.