تحل اليوم الذكرى الثالثة والخمسين، لوفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي جاد بأنفاسه الأخيرة إلى جوار ربه في مثل هذا اليوم 28 سبتمبر 1970.
ربما يعجبك
عاجل.. الرئيس السيسي ينيب وزير الدفاع لوضع إكليل من الزهور على قبر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر “فيديو”
الثلاثاء 26 سبتمبر 2023
الذكاء الاصطناعي والإبداع بمركز جمال عبدالناصر بالإسكندرية
الأربعاء 6 سبتمبر 2023
ورغم مرور كل هذه السنوات، ورحيل جل من عاصروه لاتزال مسيرة جمال عبد الناصر، وتجربة النهضوية، رغم انتكاسته في حرب 1976، تتناقلها الأجيال جيلًا بعد جيل، حيث كان معبرًا حقيقًا عن متاعب الفقراء، وكثيرًا ما تحدث عن حقهم في “حياة كريمة”. ورغم أن جمال عبدالناصر، أعتلي سدة الحكم، حرص على أن يعيش حياة البسطاء، فعندما انتقل هو وأسرته المكونة من زوجته وأولاده، بعد قيام الثورة عام 1952 للإقامة في بيت منشية البكري، التابع للإشغالات العسكرية، كان البيت من طابق واحد، ولم يستطيع عبدالناصر، إنجاز بعض المهام أحيانًا من المنزل نظرًا لما يحدثه أبنائه من ضجيج، وكثيرًا ما شكى، من هذه الوضع لذلك استغل المشير عبد الحكيم عامر، سفر عبدالناصر وأسرته إلى الإسكندرية لقضاء أجازته وأتفق مع سكرتير عبد الناصر، على بناء طابق ثانٍ للبيت خلال إجازة عبد الناصر وسفره إلى الإسكندرية.
ولما عاد من الإجازة، وجد أن أعمال توسعة البيت، لم تكتمل فانتقلت الأسرة للإقامة في قصر الطاهرة، وكانت تقدم وجبات طعام فاخرة، فأتصل عبد الناصر بسكرتيره بضرورة انتقاله إلى بيت منشية البكري، أنتم عاوزين تفسدوا الأولاد، ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث تسبّبت شقاوة أولاده في كسر فازة ثمينة من محتويات القصر، فسأل الزعيم عن ثمن الفازة، وكان ينوى دفعه من راتبه، لكن عندما عرف أنها تساوي الآلاف صاح: “معاشى كله لمدة سنة، ياللا يا أخي خلينا نرجع بيتنا أحسن العيال هيخربوا بيتي”. ورفض جمال عبد الناصر، إنشاء حمام سباحة في بيته بمنشية البكري، وفضّل بدلاً منه ملعب تنس، لأنه أقل تكلفة، وكان دائما يوصي أولاده بأن محتويات البيت عهدة حكومية. ماذا قال عم الزعيم عن ابن شقيقه؟في حوار أجراه الزميل أحمد فرغلي بمجلة الأهرام العربي، في عددها التاريخي “ثورة نجيب محفوظ على عبد الناصر”، الصادر يوم 18 يوليو 1998، يذكر طه حسين عم الزعيم الراحل بعض المواقف التي تظهر مدى نقاء الزعيم جمال عبد الناصر، لأبعد الحدود أنه سنة1954، كانت عائلة الرئيس الراحل تقوم بزراعة 170 فدانًا من أرض الحكومة بالإيجار، لكنه أعطي تعليمات للوزير سيد مرعي بأن يستولي عليها لصالح الدولة.. وعندما كان سيد مرعي يستحي من عائلة الرئيس، فأصدر عبد الناصر قرارًا جمهوريًا بالاستيلاء على أراضي جزيرة ” بني مر” وتوزيعها على المعدمين وأسر المجندين، وفعلًا أرسل سيد مرعي من بعض وكلاء الوزارة قاموا بعمل أبحاث ولم يغادروا البلد إلا بعد تسليم الأرض وتوزيعها على المعدمين.. ولم يهتم بتوسلات عائلته. ويضيف طه حسين أن مصطفي شقيق، عبدالناصر، حصل على مجموع لم يؤهله إلى دخول الجامعة وطلب منه والده أن يبحث له على حل خوفًا على مستقبل الابن فقال لوالده: إذا أدخلت مصطفى الجامعة، فلابد أن أساوي معه كل الحاصلين على المجموع نفسه، وهذا ما لا يمكن أن تتحمله الجامعة.. كما أنه رفض أن يقدم أي خدمات لقرية “بني مر”، ولما اشتكي له أهالي القرية من انعدام الخدمات أكد لهم بأنه طلبهم حق أصيل ولكن لن يحدث هذا قبل دخول كل الخدمات للقرى الأخرى.ويذكر أيضًا عم الزعيم الراحل أن الليثي عبد الناصر، شقيق الرئيس الراحل، كان رئيسًا للاتحاد الاشتراكي بالإسكندرية، وفي إحدى المرات دعاه الليثي هو بعض الوزراء، وحضر الرئيس والوزراء، وفوجئ بأن الفرح فيه بذخ شديد، وبوفية مفتوح ـــ ولا فرح ابن الباشاــ وبعد أن عاد إلى مكتبه طلب الليثي فاحضروه له، فقال له: “من أمتى وأحنا بتوع أفراح وبوفيهات يا ليثي”.. ولم يرد الليثي، وقبل أن يخرج من عنده، كان قرار إقالته من الاتحاد الاشتراكي قد صدر.. ومعه تعليماته له بأن يذهب إلى مدارسه الخاصة ويعود إلى بيته والعكس.وكشف عم عبد الناصر، عن واقعتي قد لا يعلمها الكثيرون، الأولى أن عبد الناصر لما رحل وجدوا في خزينته 610 جنيهات، بينما كان مدينًا لعمه خليل تاجر الفحم بمبلغ 6 آلاف جنيه أستلفهم أثناء تجهيز بنتيه هدى، ومني، لأن راتبه لم يكن يكفي لقضاء احتياجاته والادخار منه. أما الواقعة الثانية، أن شقيقه الليثي، شارك أحد الأشخاص من الإسكندرية، في مشروع، وبعد إنهاء الشركة تبقى للشريك 8 آلاف جنيه ولم يدفعهم له، واشتكى الرجل إلى الرئيس فأرغم الليثي على الدفع، بالإضافة إلى دفع تعويض 2000 جنيه.وفي سياق متصل، لا بد أن نستحضر اليوم الأيام التي تلت وفاة عبدالناصر منذ 53 عامًا.. كيف كان وقع الحدث الأكبر في تاريخ مصر المعاصر، على العالم وخاصة وأن رحيله جاء مفاجئًا؟.. وكيف مرت الأيام الثقال؟ ثاني أيام تشييع جنازة الرئيس عبد الناصر، 2 أكتوبر1970، كان مانشيت جريدة التايمز البريطانية “أنه أضخم تجمع بشري في التاريخ”.وجاء تقرير مجلة نيوزويك الأمريكية على جنازة الرئيس عبد الناصر، أكثر وأوضح تعبيرا، عن ظاهرة جنازة تاريخية وغير مسبوقة، وكتبت المجلة الأمريكية عن رجل كانت تهاجمه بالأمس: “لم يشهد العالم جنازة تماثل في ضخامتها جنازة عبد الناصر، وسط مشاهد من عويل المصريين والعرب عليه، بلغت حد التخلي عن الموكب الجنائزي، عندما ضغطت الألوف المؤلفة على الموكب في محاولة لإلقاء نظرة أخيرة على النعش، الذي يحمل جثمان بطلهم الراحل، إن جنازات كيندي وستالين وكمال أتاتورك، تبدو كصور فوتوغرافية إذا ما قورنت بجنازة عبد الناصر، لقد أحس العرب أنهم فقدوا الأب والحامي.