في مثل هذا اليوم 2 أكتوبر من عام 1869 ولد موهانداس كرمشاند غاندي، هو السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند، كان رائداً ” للساتياجراها” وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم، وعرف في جميع أنحاء العالم باسم المهاتمها غاندى والمهاتما هي ” الروح العظيمة “.
جزيرة كاثياوار ولد في بلدة بوربندر الساحليَّة في شبه جزيرة كاثياوار، لعائلة غوجاراتية هندوسية لَهَا باعَ طويل في العَمَل السياسيّ، وَكَان والده كرمشاند أوتامشاند غاندي كاتبًا في إِدَارَة الدّولَة قَبل أن يكون رَئِيس وزراء إمارة بوربندر، تأثر غاندي في طفولته بالكلاسيكيات الهنديَّة مِثل “قصص شرافانا والملك هاريشاندرا”، وكتب في سيرته الذاتية أنَّها تركت انطباعا لَا يمحى في ذهنه. التحق غاندي بمدرسة محليّة في راجكوت بالقرب من منزله، وتعلُّم فِيهَا أساسيات الحساب والتَّاريخ واللغة الغوجاراتية والجُغرافيا، والتحق بِالمدرسة الثانويّة حِين بلغَ الثانيَّة عِشرَة من عمره، وقد كَان طالبًا خجولًا مُتحاشيًا للرفقة وَلَم يكن لَه رفيق سوى الكتب والدروس. تزوج غاندي على عادةً الهنود في الثالثة عِشرَة من عمرة في مايو 1883 من كاستوربا غاندي في زواج مرتب وفقًا للأعراف الهنديَّة، وَكَان عُرسًا جماعيًا ضم شقيقه وابن عمه، وَلَم يبلغ العِشرين حتَّى أنجب أربعة أطفال، وَفِي سيرته كتب غاندي أنَّه لَم يكن راضيًا عَن الزواج في هَذِه السن المبكرة. بدأَ غاندي بالتفكير في الرحيل إلى إنجلترا بَعد أن نصحه صديق العائلة “مافجي دافي” بدراسة القَانُون في لندن، ووجد من أهله مُعارضة كَبِيرَة، لخشيتهم عليه. بدأت ملامح شخصية غاندي تتضح؛ وكانت نباتيته مصدراً دائماً لإحراجه، فهذه النباتية موروث ثقافي تحول عنده إلى قناعة وإيمان، ثم نال غاندي شهادة المحاماة في يونيو 1891 وَهُو في الثانيَّة وَالعَشرَين من عمره، وأدرج اسمه في المحكمة العليا، ثم غادر لندن إلى موطنه، وَعِند وصوله علم أن أهله قد أخفوا عَنه وفاة والدته أَثناء إقامته بإنجلترا، فأقام لفتره في راجكوت ثم انتقل إلى بومباي لدراسة القَانُون الهندي وإكتساب الخبرة في المحكمة العليا، ومكث فِيهَا لنحو خمسة أشهر وَلَم يحقق مَا أراد فِيهَا حيثُ وجد أن تعلم القَانُون الهندي مملًا، وواجه صعوبة نفسية في استجواب الشهود، فعاد إلى راجكوت لكسب عيشه المتواضع من كتابة العرائض والمذكرات للمتقاضين، لكنّه اضطر للتوقف عَندَمَا اصطدم بالضابط البريطانيّ سام صني في قَضِيّة تتعلق بشقيقه. سافر غاندي إلى جَنُوب إفريقيا في إبريل 1893، وسكن في ولاية “ناتال” الواقعة على المحيط الهندي، لاحَظ مُنذ نزوله من السفينة في مَدِينَة دربان عَدَم مُعاملة الهنود بالاحترام اللّاَزِم، وَفِي “محكمة دربان” طلب القاضي منه نزع عمامته، لكنّه رفضَ ذلك وغادر المحكمة. عاد غاندي من جنوب إفريقيا إلى الهند عام 1915، وفي غضون سنوات قليلة من العمل الوطني أصبح الزعيم الأكثر شعبية، وركز عمله العام على النضال ضد الظلم الاجتماعي من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين. قرر غاندي في عام 1934 الاستقالة من حزب المؤتمر والتفرغ للمشكلات الاقتصادية التي كان يعاني منها الريف الهندي، وفي عام 1937 شجع الحزب على المشاركة في الانتخابات معتبراً أن دستور عام 1935 يشكل ضمانة كافية وحدا أدنى من المصداقية والحياد. كَان غاندي كاتبًا غزير الإِنتاج، وتميّز أسلوبه بالبساطة والدقة والوضوح وخلوه من التصنع، كتب العديد من الكتب ومنها سيرته الذاتية “قصة تجاربي مع الحقيقة، ونشرت الحُكومة الهنديَّة أَعمَال غاندي الكَامِلَة بعنوان “الأَعمَال المجمعة للمهاتما غاندي” في الستينيّات، وشملت الأَعمَال نَحو 50 ألف صفحة في مئة مجلد لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه. وبالفعل، في 30 يناير سنة 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندي صريعاً عن عمر يناهز 78 عاما، تعرض غاندي في حياته لست محاولات لاغتياله، وقد لقي مصرعه في المحاولة السادسة.