صناعة الخوص من الصناعات التراثية النادرة، حيث تعتمد على استخدام سعف النخيل بشكل أساسي، وهو نبات شائع في العديد من البلدان العربية، وقد عرفت هذه الصناعة منذ القدم، حيث استخدمت في صناعة العديد من المنتجات، مثل السلال والحصير والمكانس والقبعات وغيرها.
وتعد صناعة الخوص من الحرف اليدوية التقليدية في العالم العربي، حيث تعكس هذه الحرفة مدى إبداع الإنسان العربي وقدرته على الاستفادة من الموارد الطبيعية، لذلك حرصت بوابة روزاليوسف على اكتشاف تاريخ هذه الحرفة وأهم منتجاتها من خلال أصحاب هذه الحرفة منذ سنوات.السيدات هن الأكثرية في مهنة جدل ضفائر الخوص والبلاستيكوقال محمد حسني ل “بوابة روزاليوسف” ورثت هذه المهنة أبا عن جد أنا وأشقائي واتقنتها منذ 30 عامًا، وأصعب ما أقابله في المهنة الأعمال الثقيلة من العتالة كالتحميل وما إلى ذلك، وعندما نستخدم الليف نقوم بجمعه أولاً من أسفل النخل ونغسله ونتركه ليجف ثم نفتله ونقوم بتصنيع قطع معينة منه مثل مقبض “ودان” الجنب والغلأ.وأضاف عندما نقوم بتصنيع جنبة كبيرة بالخوص تاخد نصف يوم وإذا كانت صغيرة نقوم بعمل أربعة في يوم لأن تمنها ميت ملهاش تمن في الغلاء الآن.وأوضح “البوردي” يشبه الحصير وهو من أيام الفراعنة يتم جمعه من الترع وبعد ذلك نتركه ليجف من عشر لخمسة عشر يوما، وموسم هذه الصناعات هو موسم البلح يبدأ من شهر 7 حتي شهر 11.وأشار أنه معظم من يعمل في هذه المهنة سيدات خصوصًا في المنازل، ولكن مع الوقت وبظهور البلاستيك تنقرض صناعة الخوص.مراحل صناعة الخوص وأماكن الخامات قال محمد حسني أنه يتم توزيع المال على العمال أولاً ليقوموا بشراء الخوص، وبعد ذلك يتم نقعه في الماء ثم يجففوه ويضفروه.ونوه أن الجيزة هي أكثر المحافظات عملاً في هذه المهنة حيث يتوفر بها النخيل، تليها الفيوم ثم الواحات والفرافرة والوادي الجديد والداخلة والخارجة وبور سعيد والمنزلة والشرقية والمنوفية.وأفاد أنه في الماضي ليتم صناعة الحبل “السّلَبْ” من اللوف الذي يستخدم للطلوع على النخل وغيره من الأعمال يتم التجهيز من شهر3 حتي شهر 7 لكي نستطيع توفير الشغل في موسم البلح، أما الآن مع تطور المهنة وظهور الحبل البلاستيك يتم التجهيز لموسم البلح في نفس الشهر، ويتم تصدير هذه الصناعات مثل الجِنَبْ وغيرها السعودية والكويت وعدد من الدول العربية.وصرح أن الجنب الخوص هي الأفضل لتخزين البلح “البلحة تقعد فيه من السنة للسنة من غير ما تسوس”، ولكن البلاستيك يتم استخدامه لجمع البلح وتخزينه لفترة محدودة جدا لا تتخطي 20 يوماً.محمد حسني مقلد والجنب التي يصنعها وقال عاطف حسني مقلد: “ورثت هذه المهنة أبا عن جد واتقنتها منذ نعومة أظافري وهناك منتجات نقوم بتصنيعها هنا ومنتجات نحصل عليها من ناهيا ورشيد”، كما نصنع جميع منتجات البلح من مشنة وغلأ وقصبة ومطلاع النخيل ويتوافر لدينا أدوات منزلية مثل سَبَتْ البلكونة والغسيل.وأضاف أن هناك زيادة كبيرة في جميع المنتجات من 40 إلى 60%، كما هناك تجار يخفون البضاعة حتي يزداد سعرها ثم يقومون بعرضها بأسعار السوق الحالي.واستئتف قائلاً “الضفيرة قطاع خاص احنا اللى بنصنعها وغطاء الغلأ منتج شعبي، والغلأ الخوص هو روح العجوة ولكن ظهر الكرتون والبلاستيك فأصبح الضغط على الخوص أقل من الأعوام الماضية”.وأوضح أن حركة البيع والشراء أصحبت أقل من الماضي، وكذلك الأرباح قلت بنسبة 80%.وقال أن السياحة تكون معجبة بجميع الحرف اليدوية مثل الغلأ والمشنة التي تستخدم لحمل البلح وغيره من المنتجات ومطلاع النخل.
عاطف حسني يصنع ودان الغلأ وقال العم “حسين نصار” أنه يعمل في هذه المهنة منذ 60 عامًا، وتعلمها من والده وجده، ويقوم بصناعة مطلاع النخل.وأفاد أنهم يحصلون على خامات الحبل البلاستيك من ناهيا ورشيد ثم يقومون بتحويله لمطلاع نخل، ولكن المطلاع كان في البداية أي منذ 100 عام يُصنع من اللوف، ومنذ عشر سنوات ظهر البلاستيك في الصدارة وأخذ مكان اللوف.ونوه أن مطلاع البلاستيك هو الأغلي ثمنًا ويعيش لمدة أطول مقارنة باللوف، ولكن الأهم ألا يتم وضعه في الشمس حتي لا يتلف، أما بالنسبة لجِنَبْ الخوص فتحقق مبيعات أكثر من جِنَبْ البلاستيك لأنها الأفضل للحفاظ على البلح لأنه يقوم بتصفية العسل والماء من البلح.
العم حسين نصار يصنع الحبل وصرح رمضان عبد ربه أنه تعلم مهنة فَتْل الحبل منذ عشرين عاماً من والده الذي كان يعمل لها لمدة خمسون عاماً وأقاربه، والصعوبات التي واجهته هي الفترة التي استغرقها لتعلمها هذه المهنة.وأشار أن الرجال يقوموا بجمع اللوف من النخل، والسيدات دورهن يقتصر على صناعة الحبل والمشنة وغيرهم من اللوف، وبعد ذلك يقوم الرجال بتركيب الحبل “الأودان” للمشنة والغلأ.
رمضان عبد ربه يقوم بتركيب ودان الغلأ وقال سيد عبد ربه أنه تعلم هذه المهنة منذ عشرون عاماً من رب عمله والذي كان يدعي “حسني مقلد”، وقال سيد أن مقلد علمه تركيب الأودان وحَبْك الظهور “مطلاع النخل لجمع البلح” وفتل الاحبال وعمل مقشات التي تستخدم لتنظيف الشوارع والحدائق.واستأنف سيد أنه يتم صناعة المقشات من عرجون البلح، حيث يتم قطعه من النخيل وجمع البلح منه ثم تركه ليجف في الشمس، وبعد ذلك نقوم بربطه بالسلك مع عصا لتصبح مكنسة “مقشة” جاهزة للاستخدام.وأنهي سيد حديثه قائلاً: “لا أواجه أي صعوبه في المهنة لأني تعلمتها منذ نعومة أظافري، ولكن إذا جاء شخص لتعلمها حديثاً سيواجه صعوبة بالغة ومن الممكن ألا يتحملها بسبب العتالة والأضرار التي يلحقها اللوف بالعين”.سيد عبد ربه