تأنيب الضمير والشعور بالذنب، أمر طبيعى ما دام فى إطاره غير المبالغ فيه، فكل شخص منا يمر بهذا الشعور فى لحظة ما، إلا أن المشكلة تكمن فى أن البعض يبالغ فى الشعور بالذنب بشكل يصل إلى حد جلد الذات، ويتحول هذا الشعور إلى عرض نفسى ينم عن اضطراب فى الشخصية ظاهرا جدا.
الدكتور أمجد العجرودى استشارى الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للصحة النفسية، قال إن جلد الذات والشعور الدائم بالذنب والدخول فى هذه الدائرة دون خروج، دلالة على الكثير من اضطرابات الشخصية، لأنه من الطبيعى أن يشعر المرء بحالة من الندم أو تأنيب الضمير، تختفى بمجرد أن يحاسب نفسه ويتخذ موقفا بعدم تكرار الفعل على سبيل المثال، لكن يبالغ البعض فى هذا الشعور ليمتد معهم رغم مرور الموقف، وهو ما بعد دلالة مرضية.
وارتبط دوما الشعور بالذنب وجلد الذات بالشعور بالدونية وعدم تقدير الذات، فضلا عن أن بعض العوامل المساعدة تجعله مرتبطا بالاضطرابات النفسية، مثل الوجود فى بيئة محيطة غير داعمة ومليئة بالمشكلات، وكذلك إذا ما لازم الشعور القاسى بالذنب مبالغة وافراط، وكذلك رغبة فى الانعزال نتيجة هذا الشعور، وتراجع وحزن وأفكار سلبية، يصبح هذا الشخص مضطربا ويحتاج إلى المساعدة.
وتابع الدكتور أمجد موضحا أن الإفراط فى الشعور الذنب قد يصبح تدريجيا سببا الإصابة بنوبات من القلق والتوتر المرضى، إضافة إلى أنه أحد أهم العلامات الدالة على الاكتئاب وعدم القدرة على التغلب على الاحزان والقلق بشكل طبيعى، لان الشعور خرج عن إطاره الطبيعى وأصبح خارج السيطرة.
يحتاج هذا الشخص المفرط فى شعوره بالذنب للمساعدة من المختص النفسى، الذى يعزز شعوره بذاته، فضلا عن أن الحل لمثل هذا الشخص هو البعد عن العزلة والانخراط فى محيط ملىء بأشخاص ايجابيين، والبعد عن مخالطة السلبيين، والاهتمام بمبادلة الهموم مع أصدقاء ايجابيين يقومون بتدعيمه، فضلا عن أن هذا الشخص عليه التسامح مع ذاته وعدم القسوة عليها والاعتراف بأن الجميع يرتكب الأخطاء ولا ضرر فى ذلك.