“دماء وأصوات عالية وبكاء.. آباء وأمهات يصرخون من هول المشهد وفي يدهم أشلاء أطفالهم، غير مدركين أن هذه هي اللحظات الأخيرة معهم”، هي المشاهد التى نراها يوميا على منصات السوشيال ميديا منذ بداية القصف على غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لم تكن المشاهد عادية فأثرت بشكل كبير علينا جميعا كبار وشباب وحتى الأطفال، فعلى الرغم أن تأثير المشهد كان كبيرًا على الأطفال في غزة والذين عاشوها بالتفصيل إلا أن مشاهدة هذه الأحداث على منصات السوشيال ميديا أو التليفزيون لها تأثير قوى على الأطفال في مصر وكل الدول العربية الأخرى.
وفى هذا السياق قال الدكتور إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى والإدمان بجامعة عين شمس في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” إن الدراسات العالمية منذ التسعينيات حتى الآن وخصوصا الدراسات االخاصة بنفسية أطفال فلسطين منذ الانتفاضة قالت إن المشاهد العنيفة التي يعيشها الأطفال أو يشاهدها بعض الأطفال الأخرى من خلال منصات السوشيال او التلفزيون تسبب اضطراب ما بعد الصدمة وكوابيس وأرق وخوف”.
وأضاف: “المشاهدة واجبة ولكن مع وجوب المشاهدة لابد من توعية الأطفال بالقضية الفلسطينية، ومن هو العدو وما هو دورنا لما نكبر وإننا لما نكبر نبقى أطباء عشان نعالج المرضى أو مهندسين عشان نبنى البيوت اللى اتهدت أو نكون ظباط عشان ندافع عن أرضنا وبلدنا من العدو، ده المفروض الوعى اللى يكون عند أطفال العالم العربى، ولكن قبل كل ذلك المشاهدة لها معايير فمن الممكن السماح للطفل بمشاهدة 5 أو 6 دقائق فقط من الأحداث على التلفزيون أو السوشيال ميديا مع تجنب رؤية المشاهد العنيفة”.
ونصح مجدى: “الأفضل من مشاهدة الأحداث هي حكاية القضية الفلسطنية على شكل حدوتة للطفل من بداية تاريخ إسرائيل ولما مصر حاربتهم سنة 73، وأنها محتلة فلسطين من زمان وهكذا، ولكن الفرجة بدون وعى ممكن يعرضهم لمشاكل نفسية”.
وأنهى حديثه قائلا: “الأطفال في العالم العربى لازم يفهموا إن أخواتهم فى غزة محتاجين دعم نفسى وحد يقويهم وأنهم مش ضحايا هما أبطال المستقبل وإحنا كلنا لازم نعمل دعم نفسى لأطفال غزة”.