مقاطعة شانشي، الواقعة في قلب الصين، مشهورة بالفحم، فهي تنتج ما بين 60% و70% من موارد الفحم في الصين. في هذه المقاطعة الزاخرة باحتياطي الفحم، تدهشك مواردها السياحية المتفردة التي تنافس الفحم.
ربما يعجبك
الصين و بوتان تتفقان على تسريع عملية ترسيم الحدود وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين
الثلاثاء 24 أكتوبر 2023
الصين تطلق قمرًا صناعيًا للاستشعار عن بعد
الثلاثاء 24 أكتوبر 2023
مدينة التنين :تاي يوان، والمعروفة أيضًا باسم بينغ ، جينيانغ هي العاصمة وأكبر مدينة في المقاطعة و هي واحدة من قواعد التصنيع الرئيسية في الصين. وطوال تاريخها الطويل، كانت تاي يوان العاصمة أو العاصمة المؤقتة للعديد من السلالات في الصين، وتعرف أيضا بمدينة التنين. تقع تاي يوان تقريبًا في وسط شانشي، ويتدفق نهر فين عبر وسط المدينة وهي أيضًا مدينة رئيسية، حيث تظهر ضمن أفضل 500 مدينة في العالم من خلال مخرجات البحث العلمي، وفقًا لمؤشر نيتشر وهي موطن جامعة تايوان للتكنولوجيا والجامعات الرئيسية في الصين والجامعات العامة الأخرى بما في ذلك جامعة شانشي، وجامعة تاي يوان للعلوم والتكنولوجيا وجامعة شمال الصين. كنز من الثقافات المتنوعة على الحدود:أما داتونغ، فهي ثاني أكبر مدينة في مقاطعة شانشي الواقعة في شمال غربي الصين. منذ العصور القديمة، اكتسبت هذه المدينة الرابضة في شمالي شانشي، أهمية كبيرة بفضل موقعها الجغرافي، وكان ضروريا للجيش السيطرة عليها خلال الحروب والنزاعات، لأنها تقع في تقاطع منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم ومقاطعتي خبي وشانشي.وهي مدينة ذات تاريخ طويل وعريق وموارد سياحية وفيرة، وقد أدرجت ضمن أول دفعة من المدن التاريخية والثقافية الشهيرة. يقال إن المكتشفات الأثرية في شانشي مفيدة للبحث والتقصي حول تفاصيل وأحداث التاريخ الصيني، ومعظم المكتشفات موجودة في داتونغ. يوجد في داتونغ كهوف يونقانغ- أكبر الكهوف الصينية- وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في قائمة التراث الثقافي العالمي. يوجد بها جبل هنغشان، وهو واحد من أعظم خمسة جبال في الصين، ويلقب بـ”الجبل الشهير على حدود الصين”، والمعبد المعلق الذي تمارس فيه الطقوس البوذية والطاوية والكونفوشية، ونهر سانغقان باعتباره النهر الأم لداتونغ الذي يمر بها من غربها إلى شمالها الشرقي. أما سور داتونغ القديم فهو بناية قديمة محفوظة بشكل كامل، وقد فتح للزوار مجانا بعد إعادة ترميمه، ويعد أحد المناظر الطبيعية الجميلة الساحرة في داتونغ. و شهدت داتونغ تنمية كبيرة، وأصبحت المسافة بينها وبين بكين تستغرق ساعة واحدة فقط بعد تشغيل خط السكك الحديدية الفائقة السرعة. وهذا مؤشر على أن داتونغ قد دخلت في دائرة التنمية المتناسقة بين بكين وتيانجين وخبي، وصارت بمثابة حديقة خلفية لبكين. أصبحت داتونغ تجذب انتباه الجمهور مجددا، بعد أن كانت مدينة معروفة بوفرة الفحم فيها فقط. كما يوجد بالمدينة التي تمتزج فيها الثقافات المتنوعة المنطقة القديمة في داتونغ، ففي السنة الثانية بعد توحيد أسرة مينغ للصين، صارت داتونغ أرضا تابعة لحكومة مينغ وقلعتها الحدودية الهامة. قامت الحكومة ببناء سور إضافي على أساس السور الأصلي، من ثم تم تشكيل المظهر الحالي للمنطقة القديمة في داتونغ. تمتد الشوارع الشرقية والجنوبية والغربية والشمالية على شكل صليب يقسم داتونغ إلى أربع مناطق، ويُقسم كل منطقة إلى أربعة أجزاء لتشكل شارعا آخر على شكل الصليب وهكذا. لذا، يعتبر شارع الصليب المنسّق ميزة رئيسية لنمط شوارع داتونغ. جبال وأنهار جميلة ومواقع تاريخية مشهورة:تقع شانشي بمنطقة المجرى الأوسط للنهر الأصفر، إلى الشرق من هضبة التراب الأصفر. تضاريسها معقدة، وملامحها الطوبوغرافية متنوعة، ومناخها معتدل، والفصول الأربعة فيها واضحة، بها كثير من المناظر الطبيعية البديعة، أبرزها جبل ووتاي، الأشهر بين جبال البوذية الأربعة في الصين. وفي شانشي، التي تفتقر إلى الموارد المائية، عدد كبير من البحيرات، وخلال السنوات الأخيرة أقيم بها كثير من خزانات المياه والبحيرات الاصطناعية، وأبرزها شلال هوكو، المشهور بضخامته، وشلال ناينغتسيقوان، المعروف بجماله. شانشي ذات تاريخ عريق وثقافة رائعة، وهي من المهود الهامة لثقافة النهر الأصفر، وبها عدد كبير من المواقع الأثرية والتاريخية المشهورة، من بينها 271 موقعا أثريا محميا على مستوى الدولة، وبفضلها تحتل شانشي المركز الأول في هذا المجال في الصين، ومنها أيضا موقعان مدرجان في قائمة التراث الثقافي العالمي، وهما كهوف يونقانغ بمدينة داتونغ، ومدينة بينغياو القديمة. وتضم شانشي خمس مدن مشهورة للثقافة التاريخية في الصين. في هذه المقاطعة المميزة عدد كبير من البنايات ذات الهيكل الخشبي مشيدة قبل القرن الثالث عشر، ويحتل عدد البنايات منها 70% من نوعها في الصين، ولذلك تعتبر شانشي متحفا لفن العمارة الصيني القديم. وتعتبر شانشي أشهر مكان للثقافة البوذية الصينية القديمة، وأبرز معالمها هو جبل ووتاي. وفي شانشي ظهرت أولى الأعمال المصرفية بالصين، والمساكن الكبيرة المشهورة للتجار. ويعتبر مصرف ريتشنغتشانغ من أفضل ما خلفه التاريخ في هذا المجال. شانشي هي موطن أسلاف الأمة الصينية، ومنها خرجت أسماء عدد كبير من الأسر الصينية، وينتشر أبناؤها داخل الصين وخارجها، ومنهم عدد كبير من المشاهير، ويقول العامة في الصين: إذا سألتني أين مسقط رأسي، أجيبك إنه في مكان اسمه داهوايشو بمحافظة هونغتونغ في شانشي. وتعتبر شانشي بحر الأغاني الشعبية وموطن الرقص الشعبي، فلكل مكان بها أغنيات ورقصات شعبية فريدة، وبالإضافة إلى ذلك تجذب شانشي السائحين بمنتجاتها من الخمور والخل والحبوب، إضافة إلى القمح والرز والأشغال الفنية الرائعة. وقد جاءت شانشي في مقدمة المقاصد السياحية بالصين وفقا لمسح أجري للموارد السياحية على المستوى الوطني قبل عدة سنوات، وهذا دليل على ثرائها بالموارد المختلفة. خطوط سياحية ذهبية جديدة: تنتشر الموارد السياحية في كل أنحاء شانشي، وهي موارد ثمينة تلعب دورا هاما في تنمية الاقتصاد الإقليمي، وتعكف حكومة شانشي خلال السنوات الأخيرة على إعادة هيكلة الصناعات، وتركز على تحويل نمط النمو الاقتصادي من النمط التقليدي إلى نمط حديث، كما تعمل على دمج صناعات السياحة والكيماويات للفحم والمواد وإنتاج التجهيزات معا بحيث تصبح من ركائز الصناعات في شانشي. ومن المخطط أن يصل دخل شانشي السنوي من السياحة عشرة مليارات دولار أمريكي في عام 2010. في عام 2003 خصصت حكومة شانشي طريق داتونغ – يونتشنغ السريع الجديد للجولات السياحية في شانشي، كما اهتمت بتحسين الخدمات والمرافق السياحية، في إطار تنفيذها لاستراتيجية السياحة الكبيرة. وقد أعادت المقاطعة هيكلة موارد السياحة استنادا إلى طريق داتونغ – يونتشنغ السريع الذي افتتح مؤخرا، وقدمت أكبر ثلاث خطوط سياحية أكثر جاذبية، وهي خط سياحة البنايات البوذية القديمة في شمال شانشي، وخط سياحة العادات والتقاليد الثقافية لتجار شانشي في وسط شانشي، وخط سياحة أسلاف الأمة الصينية في جنوب شانشي. في عامي 2004 و2005 تطورت السياحة الحمراء (زيارة المواقع الثورية القديمة) في المناطق المختلفة الصينية، وقامت حكومة شانشي ببحث ودراسة وتقدير الوضع الراهن لموارد السياحة الحمراء في شانشي، وأقامت سلسلة من النشاطات تحت عنوان السياحة الحمراء مثل “زيارة جبل تايهانغ في شانشي” و”الطريق إلى النصر” و”أغنية هوانغخه (النهر الأصفر) داخهتشانغ” الخ، وحققت عائدا اقتصاديا واجتماعيا جيدا. بفضل إعادة هيكلتها اكتسبت موارد السياحة في شانشي سمات خاصة، وتبنت حكومة شانشي استراتيجية السياحة الكبيرة، وأطلقت العنان للقوى الاجتماعية لتنمية السياحة في شانشي. قسمت خطوط السياحة إلى خمس مناطق كبيرة تشمل زيارة كهوف يونقانغ وجبل ووتاي وسياحة ثقافة تجار شانشي في مدينة بينغياو وشلال هوكو في النهر الأصفر وجبل تايهانغ حسب الانتشار الجغرافي لموارد السياحة والتقسيم الإداري، وشكلت نظاما أوليا للمنتجات السياحية الممتازة يجمع بين البنايات البوذية القديمة والمناظر الطبيعية الجميلة والسياحة الحمراء وسياحة الصناعة والزراعة وسياحة العلوم والتكنولوجيا الطبيعية، هكذا قدمت ست خطوط سياحة ممتازة على أساس الخطوط السياحية القديمة التي لم تكن مواصلاتها سهلة في الماضي. السياحة الريفية بأسلوب مبتكر:في عام 2006 بدأت الصين تنفيذ استراتيجية بناء الريف الاشتراكي الجديد، وشجعت مصلحة السياحة للدولة على السياحة الريفية في كل الصين، واتخذت الريف الجديد والسياحة الجديدة والتجربة الجديدة والتيار السائد الجديد شعارا لتتيح لأكبر عدد ممكن من الصينيين الذين يعيشون في المدن العودة إلى الريف ومعايشة الحياة به. السياحة الحمراء والبحث عن الجذور:تتنوع انواع السياحة فى هذه المقاطعة ما بين سياحة البنايات البوذية القديمة حيث يبدأ الخط من مدينة داتونغ شمالا، ويمر بمحافظة ينغشيان وهونيوان وجبل ووتاي وتشيتشو، ويصل إلى مدينة تاي يوان، وهو أكبر خط عددا في مجال مجموعات البنايات القديمة في شانشي. وسياحة عادات وتقاليد تجار شانشي. تعتبر مدينتا تاي يوان وجينتشونغ أهم نقطتين في هذا الخط الذي يعرض ثقافات فن العمارة والعادات والتقاليد والتجارة لتجار شانشي وتاريخهم الرائع الذي يبلغ أكثر من مائة عام. منذ العصور الصينية القديمة تطورت الثقافة البشرية في شانشي، وانتشر عدد كبير من مشاهد الثقافة البشرية على شاطئ نهر فنخه والجبال حوله، وتشكل هذه المشاهد مجموعة مزارات سياحية تجسد خصائص سياحة عادات وتقاليد تجار شانشي. مرورا بسياحة البحث عن جذور وأسلاف الأمة الصينية. يبدأ الخط من مدينة تاي يوان، ويمر بهوهتشو وهونغتونغ ولينفن وجيشيان ويونغجي وشيهتشو، ويصل إلى مدينة يونتشنغ، ويعرض عددا كبيرا من الحكايات التاريخية والآثار والمواقع التاريخية المشهورة لشانشي. وسياحة المناظر الطبيعية الجميلة لجبل تايهانغ. يمر هذا الخط بمدن يانغتشيوان وجينتشونغ وتشانغتشي وجينتشنغ رئيسيا، وأجمل جزء لجبل تايهانغ الذي يمتد خمسمائة كيلومتر. وسياحة ثقافة النهر الأصفر. يبلغ طول النهر الأصفر داخل شانشي 1008 كيلومترات، ويجتاز سبع مدن و79 محافظة تابعة لها، ومساحة حوض النهر الأصفر داخلها 98 ألف كيلومتر مربع. هذا المكان هو مهد الحضارة الصينية، ويجمع بين التاريخ العريق والثقافة الرائعة والمناظر الطبيعية الجميلة. واخيرا السياحة الحمراء. في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين أقام جيش الطريق الثامن ثلاث قواعد في شانشي، شن منها معارك كثيرة ضد الغزاة اليابانيين. إنها منطقة مشربة بدماء الجنود الصينيين من أجل تحرير الأرض الصينية. جبل بانشان أعلى نقطة للسياحة الحمراء في جبل تايهانغ، ويمكن للسائح أن يصعد إلى الجروف العالية ويشاهد منها المناظر الطبيعية الجميلة لجبل تايهانغ.