في قرية صغيرة تقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب العاصمة الفيتنامية هانوي، تقع قرية كوانغ فو كاو، والتي تشتهر بصناعة البخور منذ قرون.
تعود صناعة البخور في قرية كوانغ فو كاو إلى القرن السابع الميلادي، عندما أحضر الرهبان البوذيون تقنية صناعة البخور إلى فيتنام من الصين، ومنذ ذلك الحين، أصبحت صناعة البخور تقليدًا ثقافيًا مهمًا في القرية.تعتمد صناعة البخور في قرية كوانغ فو كاو على مواد طبيعية بسيطة، مثل الخشب والخيزران والراتنجات العطرية. يتم اختيار الخشب بعناية لرائحته القوية، وعادة ما يكون خشب الصندل أو خشب الأرز، حيث يتم تقطيعه إلى قطع صغيرة، ثم يتم وضعه في فرن ليتم تجفيفه.يتم بعد ذلك خلط الخشب المجفف مع الراتنجات العطرية، مثل اللبان أو الصندل، ثم يتم خلط المكونات جيدًا حتى يتم الحصول على عجينة متجانسة. حيث يتم تشكيل العجينة على شكل أعواد أو أقراص أو أشكال أخرى.أخيرًا، يتم ترك أعواد البخور أو أقراص البخور لتجف في الهواء الطلق. بعد أن تجف تمامًا، تكون جاهزة للبيع أو للاستخدام.تشتهر قرية كوانغ فو كاو بجودة البخور الذي تصنعه. فالبخور الفيتنامي معروف برائحته القوية، ويستخدم البخور في فيتنام في العديد من المناسبات الدينية والثقافية، مثل طقوس العبادة والمهرجانات.كما يتم تصدير البخور الفيتنامي إلى العديد من البلدان حول العالم. ويعد البخور الفيتنامي أحد أهم المنتجات الحرفية في فيتنام.أهمية قرية البخور في الثقافة الفيتناميةتلعب قرية البخور في كوانغ فو كاو دورًا مهمًا في الثقافة الفيتنامية. فهي تحافظ على تقليد صناعة البخور القديم، والذي يعد جزءًا مهمًا من التراث الثقافي الفيتنامي. كما أنها تساهم في الاقتصاد الفيتنامي من خلال توفير فرص العمل للعديد من الناس في المنطقة.على الرغم من أن صناعة البخور في قرية كوانغ فو كاو تواجه بعض التحديات، مثل المنافسة من البخور المصنع، إلا أنها لا تزال صناعة مهمة في فيتنام. ويسعى العديد من الحرفيين في القرية إلى تطوير منتجاتهم وتسويقها بشكل أفضل للحفاظ على هذا التقليد القديم.