أقيم أمس مؤتمر القاهرة الخامس للإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي.. آفاق جديدة للصحافة والإعلام”.
وشارك في المؤتمر نخبة من الإعلاميين والخبراء من مصر والعالم العربي ودول العالم، لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه الإعلام في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة خاصة في الذكاء الاصطناعي. وقالت نهى المكاوي عميد كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة الذكاء الإصطناعي له تاثير على البشرية كلها وليس على مجرد التكنولوجيا، وهناك علاقة وطيدة بين صناعة الإعلام والصحافة وبين السياسات العامة والقوانين التي تحكم هذه الصناعة ولذلك يجب أن نسأل انفسنا عن القوانين التي تحكم الذكاء الإصطناعي وطريقة تحكمنا به وضوابط استخدامنا له، كما يجب أن نذكر أنفسنا أن لا ننسى أنه برغم ايجابية التقدم من الذكاء الاصطناعي إلا إنه قد يكون سبب مخاطر كثيرة على صناعة الإعلام والصحافة وعلى الحضارة الإنسانية كلها لو ترك دون معايير وضوابط للاستخدام. نهى المكاوي عميد كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة.وفي كلمته قال خالد البلشي، نقيب الصحفيين: اقدم تحية للصحفيين في مواقع الاشتباك في غزة واقف لهم إجلالاً وتقديراً، مؤكدًا أن يحدث حالياً جريمة في حق الصحافة والإنسانية، فهناك أكثر من 1000 زميل صحفي يعملون في ظروف غير إنسانية ويقابلون مخاطر شديدة من أجل نقل الصورة الكاملة.وتابع الذكاء الإصطناعي أصبح يستخدم في تزوير الحقائق والتضليل الإعلامي للجماهير كما يحدث الآن في غزة، ومن الضرورة وضع معايير لاستخدام الذكاء الإصطناعي حتى لا يتم التلاعب بوعي الجماهير وتضليلهم عبر استخدام أدوات الذكاء الإصطناعي.خالد البلشي نقيب الصحفيينوأكد أرني جنسن، كبير استشاري رابطة الصحفيين النرويجيين أنه يجب أن نعتبر الذكاء الإصطناعي كصديق، لكن كصديق لا يمكن الوثوق به، ويجب أن نفهم أنه مجرد برنامج لا يملك أي ذكاء بشري وقد يكون أخباره خاطئة بشكل كبير ولا يجب الاعتماد عليها، وأصبح الذكاء الاصطناعي الآن أسرع وأكثر قوة ويمكن الوصول إليه بسهولة.أرني جنسن، كبير استشاري رابطة الصحفيين النرويجيينوأشارت لينيت كوامبوكا، مدير برنامج بيانات للآن بكينيا أن الإنسان هو ما يقود الالآت وليس يجب أن يحدث العكس وعندما تقوم التكنولوجيا بقيادة وتوجيه الإنسانية هنا يحدث الخطر، وقالت إن الفكرة ليست في حجم البيانات التي نقدمها ولكن في نوعيتها، وعلينا إن نراجع نوعية البيانات التي نغذي بها الذكاء الإصطناعي، وعلينا كصحفيين التأكد من صحة المعلومات والبيانات وكيف نوصل هذه الأخبار للقارئ بالشكل المناسب كخبر مكتوب أو صورة أو انفوجرافيك، كما يجب أن نتحلى بالشفافية والمصداقية في نقل ونشر المعلومات.لينيت كوامبوكا، مدير برنامج بيانات للآن بكينياوأوضح علاء الغطريفي، رئيس تحرير المصري اليوم، أنه من السيئ اعتماد الصحفي على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل فيكون المنتج خالي من الصحافة الحقيقة، لأن الذكاء الاصطناعي قد ينشر معلومات خاطئة وينشر مغالطات وقد يضللنا ويخلق أخبار غير صحيحة، فلا يمكن الاعتماد على الذكاء الإصطناعي دون مراجعة والتحقق من وراء المعلومات التي يقدمها بشكل جيد، والحصول على مميزات الذكاء الإصطناعي يأتي بعد اتباع معايير استخدامه بشكل صحيح ومهني.علاء الغطريفي، رئيس تحرير المصري اليومونوه خالد البرماوي، كاتب صحفي متخصص في الإعلام الرقمي، ومقدم برامج أن تحقيق الربح من الذكاء الاصطناعي أصبح أسهل ومتاح بشكل أوسع، وأصعب تحدي يواجه الذكاء الاصطناعي هو التوقيت، واوضح أننا نحتاج لتدريس البرمجة في مناهجنا وأن نكون من منتجي التكنولوجيا والمطورين لها بدلاً من أن نكون مجرد مستخدمين لها.خالد البرماوي، كاتب صحفي متخصص في الإعلام الرقميوأفادت هيلدجن سولدال، مديرة قسم الديجيتال بالتليفزيون النرويجي أن الذكاء الاصطناعي هو عامل جديد يغير المشهد، “التغير سريع ومؤثر ويذكرني بتطور الهواتف المحمولة من نوكيا إلى الأيفون”. ونجد الكثير من الأخبار المغلوطة والمفبركة عبر أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Chatgpt، لذا لا يجب أن نعتمد كصحفيين أو مستخدمين على Chatgpt كمنصة معلومات صحيحة أو دقيقة دون تحقق مناسب ودقيق. أدوات الذكاء الاصطناعي تساعد على تلخيص المعلومات واختصار الوقت، والتحقق من المعلومات والأخبار أصبح ضرورة حالية مع كل وسائل تزوير وفبركة الصور والأخبار، وقالت أنها يقلقها ما تقدمه منصات التواصل الاجتماعي لأنهم يحرصون على تقديم معلومات موضوعية ويتبعون نظام تجاري مربح، فيجب علينا أن نتحلي بالأخلاق والمسؤولية والمبادئ، ويجب أن نتأكد أن الذكاء الاصطناعي يتماثل مع معاييرنا التحريرية.وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يستطيع اجتذاب القراء وهذه ادوات قوية لاجتذاب جميع القراء وليس الشباب فقط، ونرى الآن الشركات تسيطر على الذكاء الاصطناعي واللوغاريتمات تتحكم في الخبر وذلك مؤسف لأنه أكثر خطر على الشباب لذلك نحتاج إلى صحافة حقيقة.هيلدجن سولدال، مديرة قسم الديجيتال بالتليفزيون النرويجيوأبرز جورج صبري، رئيس قطاع المحتوى في سرمدي أهمية الفصل بين أدوات الذكاء الإصطناعي وبين بعضها، لا يجب أن نعتبرهم مجموعة واحدة فهناك اختلافات وفروق وأغلبهم في مرحلة التطوير، كما أوضح أهمية أن ختيار الأداء المناسبة من أدوات الذكاء الصناعي مهمة جدًا مثل تحديد حجم معرفة وسنوات عمل الأداة وبعد ذلك اختبارها والتحقق منها. وتابع صبري الذكاء الصناعي مفيد جدا وينجز الوقت ومربح مادياً ولكن ضروري مراجعة البيانات التي يقدمها، علينا تطويع أدوات الذكاء الصناعي ليساعدنا في تقديم دورنا كصحافة وإعلام بشكل أفضل ومناسب، وكما خاطب المسؤولين قائلاً: “أنت مسؤول عن كل ما ينشر تحت سياستك التحريرية مسؤولية أخلاقية وقانونية دائما.جورج صبري، رئيس قطاع المحتوى في سرمديوقال عمرو العراقي، عضو هيئة تدريس منتدب، قسم الصحافة والإعلام، كلية الشؤون الدولية والسياسة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن التحدي الذي يواجه شباب الصحفيين في سوق العمل هي فكرة النقل والنسخ بدلاً من التحقيق والاستقصاء.عمرو العراقي، عضو هيئة تدريس منتدب، قسم الصحافة والإعلاموأضاف تارجي لير سالفستين، صحفي استقصائي نرويجي متخصص في الوصول للمعلومات لا يجب أن تتخلي الصحافة على الأسس والمبادئ المهنية رغم أي تطوير يحدث في صناعة الصحافة بسبب الذكاء الصناعي، ولا يجب أن نسمح للذكاء الصناعي أن يحل محل عملنا الصحفي، فالجميع يلجأ للصحفي للتحقق من الحقائق.تارجي لير سالفستين، صحفي استقصائي نرويجيوفي كلمتها، عبير سعدي، خبيرة تطوير وسائل الإعلام ومتخصصة في مناطق الصراع وعدم المساواة بين الجنسين أكدت أن الانبهار بالتكنولوجيا والاستفادة من الفرص التي تقدمها يقع على عاتق المؤسسات الصحفية لتطوير الانحياز الموجود بالصحافة مثل ما هو موجود بالذكاء الصناعي.عبير سعدي، خبيرة تطوير وسائل الإعلاموقال طارق سعيد، صحفي ومحرر ومنسق منتدى المحررين المصريين مفيش بوست بيتكتب على الفيسبوك بيغير اللوغاريتمات، دي شغوذة وتخاريف، لا حاجة للخوف من الذكاء هو جزء من الذكاء الطبيعي بدأ منذ اختراع مثل الآلة.طارق سعيد، صحفي ومحرر ومنسق منتدى المحررين المصريينواختتمت المؤتمر نائلة حمدي، عميد مساعد للدراسات العليا والبحوث، كلية الشؤون العالمية والسياسة العامة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة،. ورشا علام، أستاذ مشارك ورئيس قسم الصحافة والإعلام، الجامعة الأمريكية بالقاهرة.