يشهد قطاع السياحة والفنادق والنقل الجوى فى إسرائيل، أذمة كبرى نتيجة استمرار الحرب على قطاع غزة ليس بسبب ضعف الحركة السياحية الوافدة فقط، بل أيضا نتيجة لقرارات الحكومة الإسرائيلية تسكين المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطناتهم المهددة بنيران الاشتباكات فى تلك الفنادق مقابل مدفوعات نقدية من الدولة يراها اصحاب الفنادق غير كافية.
وقالت مصادر فى الحكومة الإسرائيلية إن الدولة تدفع 410 شيكلات، مقابل إقامة كل بالغ من المستوطنين، يتم اجلاؤه وتسكينه فى الفنادق الآمنة وتدفع الحكومة أيضا 205 شيكلات لغير البالغين.
وبرغم ذلك، قالت مجموعة “فتال هولدينجز” – التى تعد أكبر مالك لسلاسل الفنادق فى إسرائيل وتمتلك 40 فندقا فى أنحاء إسرائيل – إن نتائج أدائها المالى عن الربع الأخير من العام الجاري، ليست مبشرة نتيجة ارتباك الحركة السياحية وقرارات تسكين المستوطنين اللذين تم إجلاؤهم من مستوطنات غلاف غزة و مستوطنات شمال اسرائيل و البالغ عددهم 18 الف مستوطن .
وقال ناطق باسم المجموعة إنه من المتوقع استمرار إقامة المستوطنين اللذين تم تسكينهم فى فنادقها حتى نهاية العام الجاري، شاغلين بذلك الغرف التى كانت – فى العادة – تخصص لأفواج السياح الغربيين فى فترة الكريسماس وأعياد الميلاد ومواسم الحج المسيحى إلى المناطق المقدسة فى إسرائيل.
وتتوقع المجموعة الإسرائيلية ألا يتجاوز ربحها عن الاشهر التسعة الأولى من العام الجارى 124 مليون شيكل عن إيرادات قدرها مليارى شيكل خلال الاشهر التسعة الأولى من العام الجارى، قبل وقوع الحرب فى غزة فى السابع من أكتوبر الماضي، بارتفاع نسبته 29 % عن ارباحها عن الاشهر التسعة الاولى من العام 2022 .
وقالت المجموعة – فى بيان – إنها تعول على استثماراتها الفندقية خارج إسرائيل لتعويض خسائرها فى داخل إسرائيل؛ إذ تمتلك وتدير المجموعة 233 فندقا فى 21 دولة حول العالم منها 48 فندقا فقط فى داخل اسرائيل، تم إغلاق فندقين منها نتيجة الحرب على غزة فى صفد وحيفا، وكانت المجموعة قد دشنت 17 فندقا جديدا حول العالم خلال الاشهر التسعة الاولى من العام الجارى وكانت بصدد تدشين فندقين جديدين فى إسرائيل قبل نهاية العام الجارى لولا تطورات الوضع الأمنى نتيجة الحرب على غزة التى لم تسمح بذلك وشكلت مفاجئة قاتلة للقطاع السياحى والفندقى فى اسرائيل.
من جانبها، أعلنت خطوط “العال” الإسرائيلية عن تراجع متوقع فى إيراداتها التشغيلية عن الربع الأخير من العام الجاري، وقالت إنه برغم الأداء الجيد لها خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجارى، لا تتوقع “العال” تحسنا فى أوضاعها المالية خلال الربع الأخير من 2023 مع استمرار الحرب فى غزة بينما تقترب أعياد رأس السنة الميلادية ومواسم الحج المسيحى الغربى والتى تشكل فى الغالب موردا ماليا ضخما للنواقل الجوية لارتفاع معدلات الطلب على خدماتها من السائحين الاجانب .
وقالت خطوط “العال” إن ما حققته من إيرادات – خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجارى – بلغت 696 مليون دولار، بارتفاع نسبته 11 % عن ايرادات قدرها 626 مليون دولار فى الفترة المناظرة من العام الماضي، بات مهددا بالتآكل فى الربع الاخير من العام الجارى، نتيجة تطورات الصراع فى غزة وانعكاساته على أوضاع السياحة والاقتصاد فى إسرائيل .
كما عبرت بيانات الحركة الجوية فى مطار بن جوريون الدولى – أكبر مطارات إسرائيل – عن عمق الأزمة الراهنة التى تعيشها قطاعات السياحة والفندقة والسفر الجوى فى إسرائيل برغم اقتراب ذروة الموسم السياحى السنوى والعام الجديد.
وكشفت بيانات التشغيل والحركة الصادرة عن مطار بن جوريون الدولى عن انخفاض عدد الرحلات الجوية القادمة إليه بنسبة 75% عن معدلاتها الطبيعية قبل نشوب الحرب على غزة، إذ لا يتعدى متوسط عدد الرحلات اليومى التى يستقبلها المطار 100 رحلة مقابل 500 رحلة جوية فى الأوقات العادية قبل نشوب الصراع فى غزة .
كما ألغت نحو 50 من النواقل الجوية العالمية رحلاتها إلى اسرائيل خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، حتى نهاية يناير القادم فى وقت ظلت عدد من النواقل الجوية العالمية تعمل فى السوق الإسرائيلية من بينها خطوط جوية إماراتية و روسية وأوزبكستانية وهندية ويونانية، بالإضافة إلى الخطوط الإثيوبية والقبرصية، التى اتخذت – فى السابق – قرارات بالإلغاء المؤقت لرحلاتها من وإلى إسرائيل، لكنها عادت واستأنفتها بوتيرة أقل عن السابق.