“سيدي بو سعيد”، أو كما يطلق عليها “يونان الشرق”، مدينة سياحية تونسية ذات طابع معماري مميز يعشقها السياح الأجانب القادمين لتونس.
الزائر لمدينة سيدى بوسعيد، أول محمية طبيعية في العالم و احتلت مؤخرا المرتبة ١٠ كأفضل مدينة ذات طابع سياحي وتاريخي ، يأخدك طابعها الخاص، لتبتعد بهدوئها عن صخب الحياة حيث اللون الأبيض والأزرق الذي يكسو مبانيها ، وطعامها مثل ” فطائر البمبالونى” التي توصف بأنها من سفراء تونس نحو العالم.وفي أعالي المنحدر الصخري المُطل على قرطاج وخليج تونس، يقع جبل “سيدي بوسعيد” أو كما كان يطلق عليه قديما ” جبل المنار” أو “جبل المرسي” الذي كان يقدم الحماية والتحصين لقرطاج قديما .ومع تجولك في مدينة سيدى بوسعيد يلاحقك باعة “المشموش التونسي” برائحة الياسمين والفل وتستمع بأزقتها المرصوصة بالحجر وعلى جانبي محالات التجارية التي تبيع المنتجات الحرفية المحلية الصنع من النحاس والفخار والملابس التقليدية واللوحات الفنية التي تنال رواجا كبيرا.وعلى تل فسيح بالمدينة يوجد مقهى”العالية” ويعتبر من أشهر المقاهى ويقول نيضال جوبارى أحد العاملين القدامى بالمقهى لوكالة أنباء الشرق الأوسط، يعود نشأته إلى عام ١٨٢٠ منذ أن كانت ولاية عثمانية.وأشار إلى أنها كانت في الأساس زاوية لاحد أولياء الصالحين ، ثم تم تخصيص جزء من الزوايا في العهد العثماني لإقامة حلقات الذكر ثم بعد ذلك تحول هذا الجزء إلى مقهى للرجال وأطلق عليها هذا الاسم في الحرب العالمية حتى وقتنا هذا .ونوه بأن المقهى يحتوي على عدد كبير من التحف الأثرية تعود إلى ١٠٠ عاما منها “شيشة مصرية” و”ربابة مصرية” تعود إلى ١٢٠ عاما .ونوه بأن السياح يتهافتون على المقهى للاستمتاع بالشاى التونسي بالجوز والبندق والقهوة العربي التي تشتهر بها المقهى.ومع تجولك على عدة أمتار بسيطة تقابلت مع نعيمة بن عبدالله إحدى البائعات في أحد محلات سيدى بوسعيد التي قالت يزور سيدى بوسعيد أعداد كثير من السائحين من جنسيات مختلفة معظمهم من إيطاليا وأمريكا وروسيا ولبنان وألمانيا ويحرصون على شراء الفضة البربرى والروماني والتي تتراوح أسعارها ما بين ٥٠ إلى ١٠٠ دينار ، وذلك بجانب البهارات والزيوت العطرية والطبيعة التي تتميز بها تونس ، بالإضافة إلى القفطان والجبة التونسية التي تلقى رواجا كبيرا والأكثر مبيعا خاصة من الروس والألمان .ويقول خميس التونسي أحد العاملين إن السياح يقبلون على شراء الهدايا التذكارية كالمجسمات الصغيرة للمنازل، ولوحات فنية للأزقة والشوارع، والهدايا المصنوعة من الجلود وأقفاص سيدي بوسعيد بألوانها الزرقاء والبيضاء تعكس جمال مدينة سيدي بوسعيد.وهذا ما أكد عليه فوزى بن رحيم احد زوار سيدي بوسعيد وقال إن زاوية سيدى بوسعيد تعتبر من أهم المزارات السياحية وقصر النجمة الزهراء ، الذي انشأه الكونت الإنجليزي إرلانجر وقد تحول فيما بعد إلى متحف لعرض الآلات الموسيقية، وبه تقام الحفلات الموسيقية ، وهو من أبرز المعالم السياحية في سيدي بوسعيد ،بجانب أقدم 8 منازل شهيرة مثل “دار ثامر” و”دار الأصرم” وقصر “ناصر باي” و”دار زروق” والتي تمتاز بتصاميمها الجذابة وزخارفها ذات الأصول الفنية والحضارية المختلفة كالإسلامية وخاصة الأندلسية والعثمانية، وغرفها وساحاتها الفسيحة وأعمدتها الرخامية.وقد تحول بعضها اليوم إلى متاحف على غرار “دار الأصرم” و”عين تسات ” وهى عين تجرى منها من جبل المنار وهى مياه نقية مباركة تستخدم فى علاج الكلى وتساعد على تفتيت الحصوات .وعلى مسافة ليست بعيدة عن متحف “دار الاصرم “يوجد زاوية سيدى بوسعيد التقيت بالحبيب شيناجو من الأصول التركية الذي أتى واستقر بالقرب مقام سيدى بوسعيد من شدة حبة لصاحب المقام تنسب المدينة إلى ولي صالح اسمه أبو سعيد الباجي وفى عام 1893 سمي رسميا باسم “سيدي بوسعيد” حين تمت تجديد المدينة .وأشار إلى ساكنى سيدي بوسعيد اعتادوا منذ القدم على إقامة احتفالات الدينية ووسط أجواء يعمها الفرحة والألفة من الجميع ، حيث يتلون من خلالها الأذكار الدينية والأناشيد والتواشيح الدينية .وفي محل الحلواني ” توفيق الحكيم ” أشهر محلات في تونس بل في العالم كله لإعداد فطيرة البمبالونى قال كمال المنصوري أحد العاملين في المحل أن المحل أنشأه من ٩٨ عاما وهو رابع جيل يعمل فيه وهى مهنة ورثها أبا عن جد .ونوه بأنها تعتبر من أكثر طلبا من جانب السياح ،لافتا إلى أن أصلها يرجع إلى جنوب تونس . وعن سب تسميتها قال أن التسمية فقط إيطالية إنما هي فطائر تونسية الأصل ، ونوه أنها تتكون من ٤ مكونات رئيسية وهى” الدقيق والماء والملح والخميرة ” ولكن التقنية والطريقة هي التي تختلف .