جائحة راح ضحيتها ملايين البشر، وأزمات وصراعات عسكرية وسياسية واقتصادية متلاحقة تعصف بمصير دول العالم، هكذا يبدو عالمنا في السنوات الأخيرة، ولعل تسارع وتيرة القلق والتوتر الناجمة عن كم الأحداث العظام أثر بطريقة أو بأخرى على تفكير الكثيرين فأصبحت النجاة وتأمين العائلة وحماية الأنفس من هول تلك الأزمات الجلل هي الغاية الأسمى.
زومبي الغزلان وباء جديد مرعبجاء خبر تفشي فيروس زومبي الغزلان بالولايات المتحدة في حديقة يلوستون الوطنية ليدق ناقوس الخطر من جديد بعدما عانت البشرية لسنوات من فيروس كوفيد19، وزومبي الغزلان هو نوع من فيروس جنون البقر حيث تعاني الغزلان المصابة من ضعف وظائف الدماغ فلا تستجيب للمحفزات الخارجية ولا تبدي أي تخوف من البشر وتتجول تائهة ويسيل لعابها إلى أن تموت وفقا لما ذكرته صحيفة ديلي ميل، وحذر العلماء من أن هذا الفيروس ربما ينتقل إلى البشر. كما أوضحت صحيفة الجارديان أنه من الصعب القضاء على مرض زومبي الغزلان بمجرد انتشاره بشكل واسع، حيث يمكن أن يستمر لسنوات في التربة أو على الأسطح، لمقاومته للمطهرات وغاز الفورمالدهيد القابل للاشتعال، بالإضافة إلى الإشعاعات أو الحرق حتى عند استخدام درجات حرارة تصل إلى 600 درجة مئوية، ويأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية انتشار الفيروس في أكثر من 32 ولاية وثلاث مقاطعات كندية، وحتى كوريا الجنوبية. أعاد خبر انتشار مرض زومبي الغزلان إلى الأذهان مرة أخرى تلك الحملة التي أطلقها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC عام 2021 عقب انتشار جائحة كوفيد19، والتي اعتبرت حملة فكاهية قيل أن هدفها هو توعية الناس عن كيفية الاستعداد للكوارث الطبيعية، جاءت الحملة بعنوان “استعداد 101: كارثة الزومبي”، مستهلة بهذه السطور في بدايتها: “قد تضحك الآن وأنت تقرأ هذه المدونة، ولكنك ستكون ممتنًّا عندما تقع الكارثة، ومن يعلم؟ فربما تساعدك هذه المدونة على تعلّم أمر أو اثنين عن كيفية الاستعداد لمواجهة كارثة”. تضمنت الحملة نصائح هامة للاستعداد لظهور الزومبي والتغلب عليه باعتباره كارثة طبيعية، ونصحت المدونة بوضع خطة طوارئ في حال انتشار الزومبي، وهو الأمر الذي استقبله البعض بسخرية بينما زاد من مخاوف الكثيرين خاصة مؤيدي نظرية المؤامرة الذي يؤمنون بوجود قوة عظمى تهيمن على مصير العالم وتتحكم في مصير البشرية تسعى لكتابة سطر النهاية.
في سياق متصل جاءت تصريحات الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المثير للجدل في كثير من الأحيان لتؤكد حدوث فيروس الزومبي وأنها مجرد مسألة وقت، ففي إحدى تصريحاته عام 2018 كشف ماسك عن طرح شركته بورينج كومباني لقاذف لهب للبيع عبر موقعها الإلكتروني وغرد مازحا عبر موقع إكس تويتر سابقا: ” عندما يتفشى وباء الموتى الأحياء “زومبي” ستكون سعيدًا أنك اشتريت قاذف لهب، إنه فعال ضد جحافل المتحولين وإلا يمكنك استعادة أموالك مرة أخرى”. كما صرح في إحدي اللقاءات بقوله: “مولدات الشحن الفائق تولد الطاقة أثناء النهار وتحتوي أيضا على حزمة بطاريات محلية تمكن الناس من الشحن ليلا، مضيفا:” ستستمر محطات الشحن الفائق سوبر ستلا في العمل حتى اثناء كارثة الزومبي،نحن لا نعرف أبدا إن كان سيحدث يوما ما نحن نعرف أنها مجرد مسالة وقت “. نشر للفوضى والقلق أم تحذيرات مباشرة؟ تزامن خبر انتشار هذا الفيروس الخطير مع الضجة التي أحدثها عرض فيلم leave the world behind أو «اترك العالم خلفك» وهو من سلسلة الأفلام التي تداعب إحساس الرعب الذي يعايشه سكان العالم خوفا من الكوارث البيئي، الفيلم من إخراج المخرج الأمريكي من أصل مصري سام اسماعيل وبطولة جوليا روبرتس، وإيثان هوك، وإنتاج باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما وهو الذي اعتبر فرصة ذهبية لمؤيدي نظرية المؤامرة لكونه من إنتاج رئيس أمريكي سابق اطلع على كثير من الأسرار، ويسعى ربما للكشف عنها خاصة أن الفيلم يحمل في طياته العديد من الرموز و الرسائل والاشارات السياسية. يتناول الفيلم قصة زوجين يستأجران منزلا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أطفالهم، لتنقلب تلك العطلة إلى كابوس مرعب عندما تكتشف العائلة وقوع هجوم سيبراني تسبب في انقطاع الكهرباء والإنترنت وتعطل جميع أوجه الحياة ونتج عنه وقوع آلاف الحوادث التي تسببت في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا والمصابين، وتضمن الفيلم أيضا عدة مشاهد أثارت القلق وعلامات الاستفهام منها التركيز على ظهور قطيع من الغزلان يبدي سلوكا غريبا تجاه البشر وهو من أعراض مرض زومبي الغزلان ، كما تناول الفيلم قضايا التمييز والعنصرية بين أبطال الفيلم بيض البشرة والسود، بالإضافة لتناول قضية العزل والفوضى في حالة شح الموارد، والانقلاب داخل البلاد وتأثير السياسات الأمريكية التي أدت إلى كثرة أعدائها وطرح العديد من التساؤلات عن الفاعل الحقيقي والمتسبب في كارثة نهاية أمريكا أو العالم، وهو الفيلم الذي اعتبره الكثيرون بمثابة السيناريو الجديد للأحداث القادمة، ودفع العديد من الأشخاص في الولايات المتحدة ودول أوروبا للسعي إلى تخزين المؤن والمياه والاحتياجات الأساسية تحسبا لوقوع هجمات نووية أو سيبرانية. وعلى نفس صعيد الخوف من المجهول جاء قيام مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك ومالك شركة ميتا ببناء مخبأ تحت الأرض جاء أيضا ليطرح العديد من علامات الاستفهام عما سيواجهه العالم في السنوات القادمة ويخشاه المشاهير والأثرياء ويسعون لتحصين أنفسهم منه، حيث كشفت تقارير إعلامية قيامه ببناء مخبأ سري ضخم تحت الأرض بمزرعته في جزيرة هاواي خوفا من اندلاع هجوم إلكتروني أو حرب عالمية ثالثة أوهجمات نووية، حيث نوه مارك في تصريحات سابقة أن العالم يواجه الكثير من التهديدات الكبيرة وعليه أن يكون مستعدا لأي سيناريو محتمل. ووبحسب تحقيق نشرته مجلة Wired الأمريكية فإن المخبأ الضخم الذي يعمل زوكربيرج على بنائه تصل مساحته التقريبية إلى 1400 فدان ويقع على امتداد الطريق السريع الممتد على طول الجانب الشمالي الشرقي من الجزيرة، والذي سيكون عبارة عن مجمع يشمل مأوى تحت الارض مساحته 5000 قدم مربع مجهز بإمدادات الطاقة والغذاء مع فتحة هروب يمكن الوصول إليها عبر سلم. كما أفادت صحيفة نيويورك بوست، بأن المجمع المحصن يتكون من أكثر من 10 مبان مع قصرين مركزيين ، وسيضم الحصن ما لا يقل عن 30 غرفة نوم و30 حماما، وستكون المزرعة المحصنة مزودة بما يكفيها ذاتيا من المياه، كما ستحتوي على ماشية وأماكن لزراعة النباتات لإنتاج الغذاء، ومن المرجح أن يكون الحصن قادرا على الصمود لعشرات السنين. مارك لم يكن الأول في قائمة الأثرياء والمشاهير الذين قاموا ببناء الحصون تحت الأرض فقد سبقة الكثيرون منهم بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت وأوبرا وينفري وتوم كروز وكيم كاردشيان وإيلون ماسك. في النهاية تظل الأسئلة المطروحة عما سيواجهه العالم في السنوات القادمة بلا إجابات حاسمة، تشبه خيط دخان في الهواء لا نعرف مصدره يقينا ولا نملك الإمساك به، حتى مع تفشي أنواع غريبة من الأوبئة في أمريكا ودول أوروبا، و اتساع رقعة النزاعات المسلحة حول العالم والمخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، والشكوك المثارة والتكهنات حول السلوك المريب لبعض المشاهير.