جولتنا اليوم في قرية تتميز بطبيعتها الخلابة، حيث تحيط بها الجبال من جميع الجهات، وتنتشر فيها أشجار الزيتون واللوز والرمان، كما تشتهر القرية ببساتين الخضار التقليدية، وخاصة الباذنجان البتيري الذي يتميز بطعمه الفريد.. إنها قرية بتير الفلسطينية.
الطبيعة الخلابة لقرية بتير الاراضي الخضراء هي مدخل القرية المرتفع المطل على جبال القدس مرورا بالبلدة القديمة وقصورها التاريخية العتيقة، وتنتهي القرية بواديها السحيق “وادي النسور” على طول نحو سبعة كيلو مترات بمساحة 8000 دونم، هذا الوادي الذي لا زال يحتضن سكة الحديد التاريخية التي تصل شمال فلسطين بجنوبها والتي بناها العثمانيون عام 1905م.سكة القطار المارة من قرية بتير تم تسميت قرية بتير بهذا الاسم نسبة للأصل الكنعاني للتسمية “بيت اير” أي بيت الطير، والمقصود بالطير النسر الذي كان يعشعش في كهوفها وجبالها العالية المرتفعة ولذلك سمي واديها “وادي النسور”.موقعها الجغرافي تقع قرية بتير الفلسطينية إلى الجنوب الغربي من مدينة القدس، وتبعد عنها حوالي 8 كيلومترات، وهي إحدى القرى المحاذية للخط الأخضر، وترتفع عن سطح البحر حوالي 800 متر، تبلغ مساحة القرية العمرانية حوالي 420 دونم.تعود أصول قرية بتير إلى العصر الكنعاني، ولقد شهدت القرية العديد من الحضارات المختلفة على مر العصور، بما في ذلك الحضارة الرومانية واليونانية والبيزنطية، وقد تم إدراج قرية بتير على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2014، وذلك لأهمية المواقع الأثرية والزراعية فيها، خاصة المصاطب والأودية الزراعية والمدرجات الحجرية التي يرجع عمرها لمئات السنوات، وقد اهتمت السلطة الفلسطينية بإدراج قرية بتير على قائمة التراث لمنع إقامة الجدار الفاصل على أراضي القرية.إحدي أودية قرية بتيرمصاطب زراعية المواقع الأثرية في قرية بتيرتضم قرية بتير العديد من القنوات المائية التي تم بناؤها في العصر الروماني، وتمتد في جميع أنحاء القرية، كما يوجد في قرية بتير أربعة مساجد، وهي مسجد سيد الشهداء “حمزة”، مسجد فاطمة الزهراء، مسجد الزاوية، ومسجد عين جامع. النظام الزراعي التقليدي في قرية بتيرتتميز قرية بتير بنظامها الزراعي التقليدي الذي يعود إلى آلاف السنين، وقد تم إدراج هذا النظام على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2014.يعتمد النظام الزراعي في قرية بتير على زراعة الأشجار المثمرة، وخاصة الزيتون واللوز والرمان. كما تنتشر في القرية بساتين الخضار التقليدية، والتي تعتمد على نظام الري التقليدي الذي يعتمد على القنوات المائية.يساهم النظام الزراعي التقليدي في قرية بتير في الحفاظ على البيئة وتعزيز السياحة، كما أنه يوفر مصدر رزق مهم لسكان القرية. تواجه قرية بتير العديد من التحديات، ومن أهمها:التوسع العمراني: حيث تعاني القرية من التوسع العمراني الذي يهدد المواقع الأثرية والطبيعية فيها.الاستيطان الإسرائيلي: حيث تقع قرية بتير على مقربة من المستوطنات الإسرائيلية، مما يعرضها للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.الوضع الاقتصادي: حيث تعاني القرية من الفقر والبطالة، مما يؤثر على حياة السكان.تسعى قرية بتير إلى مواجهة هذه التحديات، وذلك من خلال جهود السكان والجهات الرسمية الفلسطينية. أهمية قرية بتيرتتمتع قرية بتير بأهمية تاريخية وطبيعية واقتصادية كبيرة، فهي قرية عريقة تعود جذورها إلى آلاف السنين، كما أنها تتميز بطبيعتها الخلابة ونظامها الزراعي التقليدي.تساهم قرية بتير في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي الفلسطيني، كما أنها تعد من أهم الوجهات السياحية في فلسطين.