حققت مجموعة من الباحثين العاملين في جامعة كورنيل إنجازًا مثيرًا للاهتمام، بعد أن ابتكروا بطارية للسيارات الكهربائية يلزمها فقط 5 دقائق لإعادة الشحن بالكامل، وهي نتيجة غير مسبوقة في عالم السيارات الكهربائية من قبل.
واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون دفع المزيد من الناس إلى اعتماد السيارات الكهربائية هي مدى بطء إعادة شحنها، على الرغم من أن شواحن وبطاريات السيارات الكهربائية قطعت شوطًا طويلًا من التقدم، إلا أنها لا تزال تستغرق بعض الوقت لإعادة شحنها، رغم التوسع في انتشار الشواحن في الأماكن العامة بمدن متقدمة.
وفقًا لورقة البحث التي تم نشرها من قبل الباحثين على Joule، نقلتها BGR، فقط تمكنوا من ابتكار بطارية جديدة للسيارات الكهربائية، يمكن إعادة شحنها خلال خمس دقائق فقط، وهي ترقية جيدة في تقنيات البطاريات سريعة الشحن، مقارنة بالحالية للمركبات الكهربائية والتي تستغرق 30 دقيقة على الأقل لشحنها.
سبق وظهرت معلومات حول ابتكارات لبطاريات سريعة الشحن، وأجهزة شحن يدعي مبتكريها أنها تستطيع شحن البطارية في خمس دقائق فقط، لكن المشكلة هنا هي أن المركبات الكهربائية وبطارياتها ليست مصممة لهذا النوع من الشحن السريع، وهذا ما يُميز ابتكار الشحن الجديد لبطاريات EV.
وفي المنشور، ذكر الباحثون أن ابتكار البطارية الجديدة يعتمد على معدن يُسمى الإنديوم لإنشاء قطب كهربائي موجب مكثف داخل البطارية تساعد في إعادة شحنها بسرعات قياسية.
يوجد هذا المعدن غالبًا في شاشات اللمس والألواح الشمسية، ويساعد في شحن وتخزين الكهرباء في البطاريات بشكل أسرع، وبطبيعة الحال، فإن واقع الوضع بالنسبة لدمجها في سيارات كهربائية أكثر تعقيدا قليلا من ذلك.
سيمثل هذا الابتكار – في حالة تطبيقه وتقديمه في السوق الاستهلاكي – طفرة حقيقية في صناعة السيارات الكهربائية بشكل عام، وسيزيد بالتأكيد من الإقبال على شرائها، الأمر الذي سينعكس بحل عدد من المشكلات الكبرى في مقدمتها أزمة الاحتباس الحراري.
أيضًا إذا نجحت صناعة بطارية السيارة الكهربائية سريعة الشحن هذه، فقد تؤدي إلى تقليل أوقات الشحن الطويلة، وبالتالي تسمح لصانعي السيارات الكهربائية بوضع بطاريات أصغر بمدى أقل من 300 ميل.
وهذا يمكن أن يجعل المركبات الكهربائية ميسورة التكلفة، ولكنه يثير أيضًا سؤالًا آخر: لماذا تقبل بسيارة كهربائية ببطارية صغيرة يتعين عليك إعادة شحنها كثيرًا، بينما يمكنك الاستمرار في قيادة سيارة تعمل بالبنزين بنطاق أكبر؟ إنه تساؤل سيستمر لسنوات طويلة على الأرجح بين سيارات الوقود الأحفوري والكهربائية بشكل عام، ولكن ربما تكون هذه البطاريات الجديدة نقطة تحول رئيسية بالنسبة للكثيرين.