Site icon العربي الموحد الإخبارية

مدير “CIA” يكشف رؤيته لـ2024.. “بيرنز”: التجسس أساس صناعة الدول.. دبلوماسية الاستخبارات أقوى أسلحة صانعي السياسات.. حرب روسيا “فرصة تجنيد ذهبية”.. ويعترف: أمريكا لم تعد بلا منافس.. وتحذيرات من “غزو الفنتانيل”

كتب مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز مقال في مجلة فورين افيرز كشف فيه عن رؤيته المتوقعة للعام الجديد وسط الصراعات التي يشهدها العام ورأيه في عدة قضايا داخلية في الولايات المتحدة بالاضافة لدور وتطور وكالات الاستخبارات.

وقال مدير وكالة “CIA” ان التجسس سيبقى جزء لا يتجزأ من “فن صنع الدولة” ما دامت الدول تحجب الاسرار عن بعضها البعض وهو ما يثبت محاولات سرقتها، وأشار إلى أن الاختبار الحاسم للتجسس هو التوقع الناجح، ومساعدة صانعي السياسات على التنقل في التحولات العميقة بالمشهد الدولي خلال اللحظات الحاسمة التي لا تأتي إلا مرات معدودة كل قرن.

وقال إن الولايات المتحدة تواجه واحدة من تلك اللحظات النادرة اليوم مثل فجر الحرب الباردة أو فترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، واعترف بيرنز ان أمريكا لم تعد تتمتع بالقوة التي لا منافس لها حيث يشكل صعود الصين والانتقام الروسي تحديات جيوسياسية هائلة في عالم من المنافسة الاستراتيجية الشديدة، على حد وصفه.

وأشار بيرنز إلى أن الوقت الحالي هو “وقت التحديات التاريخية” لوكالة المخابرات المركزية ومهنة الاستخبارات كلها وسط تحولات جيوسياسية وتكنولوجية تمثل الاختبار الأكبر على الاطلاق وسيتطلب الامر التكييف مع عالم يكون التنبؤ الآمن هو الوحيد الذي يعطي الأفضلية، وأضاف ان ثورة التكنولوجيا تزيد الأمور تعقيدا مشيرا الى ان التقنيات الناشئة تعمل على تغيير العالم ومنها مهنة التجسس وتجعل مهمة وكالة المخابرات المركزية أصعب من أي وقت مضي ما يمنح الخصوم أدوات قوية لإرباك الوكالة والهروب .

وبرغم ذلك، يقول مدير CIA إنه بقدر ما يتغير العالم، يظل التجسس تفاعلا بين البشر والتكنولوجيا، وستظل هناك أسرار لا يستطيع سوى البشر جمعها وعمليات سرية لا يستطيع سوى البشر القيام بها. ولتكون خدمة الاستخبارات فعالة وسط التطورات، يجب على وكالة المخابرات المركزية أن تمزج بين إتقان التقنيات الناشئة والمهارات الشعبية والجرأة الفردية التي كانت دائما في قلب مهنة التجسس.

 

مدير cia

وتحدث بيرنز عن “دبلوماسية الاستخبارات” وما تفعله الوكالة بالمعلومات الاستخباراتية التي تجمعها وأشار الى ان هذا أيضا يتغير مستشهدا بما اطلق عليه “رفع السرية الاستراتيجي” وهو الكشف العلني المتعمد عن أسرار معينة لتقويض المنافسين وحشد الحلفاء وقال انها الأداة الأكثر قوة لصانعي السياسات.

وقال إن حقبة ما بعد الحرب الباردة قد وصلت إلى نهايتها في اللحظة التي شنت فيها روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا فبراير 2022 وزعم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجسد انعدام الأمن حاليا، وأن إصراره على السيطرة على أوكرانيا جلب العار لروسيا، وكشف نقاط ضعفها، ودفع الشعب الأوكراني إلى العزم للتحرر، كما دفع حلف الناتو للنمو بشكل أكبر وأقوى.

وتوقع أن يكون هذا العام صعبا في حرب أوكرانيا، وربما يكون اختبارا للبقاء في السلطة، وتوقع أن ينخرط بوتين، مرة أخرى في جدل الاسلحة النووية، قائلا سيكون من الحماقة بالنسبة لأوكرانيا استبعاد المخاطر التصعيدية ومن الحماقة أيضا أن تخضع للترهيب.

وقال بيرنز إن مفتاح النجاح هو الحفاظ على المساعدات الغربية لأوكرانيا، وأضاف ان المساعدات ما هي الا استثمار قليل التكلفة لأمريكا الا ان له عوائد جيوسياسية كبيرة لها وعوائد ملحوظة للصناعة الامريكية، مضيفا أن الانسحاب من الصراع في هذه اللحظة الحاسمة وقطع الدعم عن أوكرانيا ستكون له عواقب سلبية تاريخية.

القضية الثانية التي تحدث عنها منافسة الصين لبلاده، ووصف بكين بالمنافس الوحيد الذي لديه نية لإعادة تشكيل النظام الدولي ولديه القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية للقيام بذلك، وقال إنهم في مهنة الاستخبارات، يدرسون بعناية ما يقوله القادة، لكنهم يولون المزيد من الاهتمام لما يفعلونه داخل بلدانهم وخارجها.

وقال بيرنز إن أهم الدروس المستفادة من جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا هي أن الاعتماد على دولة واحدة للحصول على الإمدادات الطبية وعلى الطاقة، أمر خطر في عالم اليوم. وأن أفضل استجابة لهذه المخاطر هي التنويع وتأمين سلاسل التوريد ، وحماية تفوقها التكنولوجي، والاستثمار في قدرتها الصناعية.

وقال بيرنز ان عملية طوفان الأقصى بمثابة تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات الامريكية في الشرق الأوسط وبرغم ان المنافسة مع الصين هي الأولوية القصوى لواشنطن الا ان هذا لا يعني التهرب من التحديات الأخرى بل على الولايات المتحدة ان تلزم الحذر والانضباط وان تتجنب الافراط في التوسع وان تستخدم نفوذها بحكمة.

وقال انه امضى  معظم العقود الأربعة الماضية يعمل في الشرق الأوسط، وقال ان إنهاء العملية البرية الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين الذين يعانون، وتحرير الرهائن، ومنع انتشار الصراع إلى جبهات أخرى في المنطقة، وتشكيل نهج عملي “لليوم التالي” في غزة كلها مشاكل صعبة بشكل لا يصدق.

وكذلك الأمر بالنسبة لإحياء الأمل في سلام دائم يضمن أمن إسرائيل وكذلك الدولة الفلسطينية ورغم صعوبة تصور هذه الاحتمالات وسط الأزمة الحالية، فمن الأصعب تصور الخروج من الأزمة دون متابعة هذه الاحتمالات بجدية، وقال بيرنز إن مفتاح أمن إسرائيل والمنطقة هو التعامل مع إيران حول برنامجها النووي.

وتابع بيرنز أن الأوضاع في العالم خاصة روسيا وأوكرانيا تعطي فرص تجنيد ذهبية لا تأتي الا مرة واحدة في كل جيل لوكالة المخابرات المركزية وانهم لن يضيعوا الفرصة، وقال انه رغم تشكيل روسيا التحدي الأكثر الحاحا الا ان الصين هي التهديد الأكبر على المدى الطويل وكشف انه على مدار العاميين الماضيين اعادت الوكالة تنظيم نفسها لتعكس هذه الأولوية.

وتحدث مدير CIA عن تجهيزاتهم لمواجهة الصين، وقال إنهم في الوقت الذي تستهلك فيه الصين وروسيا الكثير من اهتمامهم، فإنهم لا يستطيعون إهمال التحديات الأخرى، من مكافحة الإرهاب الداخلي إلى عدم الاستقرار الإقليمي، و غزو الفنتانيل، وهو مخدر يتسبب في مقتل عشرات الآلاف من الأمريكيين كل عام.

Exit mobile version