يحتفل الصينيون بمختلف المدن والمقاطعات الصينية، بالعام التقليدي القمرى الجديد “عام التنين الخشبى” والذي يبدأ غدًا “السبت” الموافق 10 فبراير 2024 وينتهى فى 28 يناير 2025، حيث أنه وفقا للمعتقد الصيني القديم فكل عام قمرى يرتبط بحيوان معين، وعليه فأن الصينيون الذين ولدوا خلال هذا العام، هم مواليد حيوان “التنين” هذا الحيوان الأسطوري القوى، الذي يتميز هذا العام بصفات خشبية، “تنين خشبي” لذلك مواليده هم أسعد حظا من غيرهم لما يتميز به هذا الحيوان وفقا للمعتقد الصينى بالقوة والحكمة وسرعة التصرف ما يبشرهم بعام محمل ببشائر الربح والرخاء والثروة والتوفيق في العمل والتغلب علي الخصوم، خاصة فى الفترة الحالية التي يعانى العالم منها من أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة وتوترات دولية، الأمر الذي يبشرهم بقدرة “التنين الخشبي” بقوته وشجاعته على إزالة غبار الركود الاقتصادي وغلاء الأسعار، إضافة إلى كون مادته الخشبية سوف تكسبهم القدرة والتحمل على تجاوز المحن وحل المشكلات والنجاة من المصاعب.
ربما يعجبك
حلوة العراق.. أسود الرافدين يلتهمون التنين الذهبي ويصعدون بالعلامة الكاملة
الأربعاء 24 يناير 2024
كأس آسيا.. العنابي يسحق التنين الصيني ويصعد بالعلامة الكاملة
الإثنين 22 يناير 2024
عيد الربيع الصيني وعيد رأس السنة الصينية، أو السنة القمرية أو عيد الربيع الصيني، له مكانة خاصة لدى الصينيين فهو يعد تقليد احتفالي يعود تاريخه إلى نحو 3 آلاف سنة، منذ عهد أسرة هان “206 ق.م حتى 220م “، وهو أحد أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية وأكبرها ليس فقط فى الصين، لكنه يمتد إلى عدة دول آسيوية أخرى، مثل “الكوريتان” الشمالية والجنوبية، ودول ميانمار وتايلاند، ولاوس. وخلال عام “التنين الخشبى” والذي يتزامن مع حلول فترة الربيع والاجازات الرسمية من العمل والتي تمتد حتى 15 يوما، فتكون فرصة للم شمل العائلات، حيث يلتقي أفراد العائلة ويعود الشباب والفتيات الذين يعملون بالعاصمة بكين والمدن الصينية الكبرى إلى قراهم فى مختلف الانحاء الصينية البعيدة، حيث يستقل بعض المواطنين الصينيين أكثر من وسيلة مواصلات كالطائرات والحافلات يقطعون خلالها آلاف الأميال تستغرق عدة أيام سفر للوصول إلى قريتهم ولقاء أحبابهم. وخلال الأيام الأولى من العام 2024 وحتى يوم العيد وبداية العام القمري، تشهد محطات القطار والمطارات والحافلات فى كافة المدن الصينية تدفق مئات الملايين من الموظفين والعمال وطلاب الجامعات فيما يوصف بأكبر “هجرة داخلية” في العالم داخل الدولة، تنقل خلالها وسائل المواصلات الصينية بالمطارات ومحطات الاتوبيس وسيارات الاجرة بنقل حوالى أكثر من 3 مليارات مسافر ذهابا وإيابا، خلال فترة ذروة الموسم التي تتعدى الشهر تقريبًا وبمعدل سفر يومي. وطبقا للتقارير المحلية الصينية فأن حجم الحجوزات اليومية للحصول واقتناص تذاكر القطارات أو الحافلات من خلال مواقع الحجز الصينية على شبكة الانترنت أو الهواتف المحمولة، يتعدى المليار محاولة، ليصبح بذلك أكبر نشاط فى العالم لحجز تذاكر للسفر فى توقيت معين وهو ذروة موسم عيد الربيع. ويبدأ العمل وحجز التذاكر قبل بداية حلول السنة الصينية الجديدة بشهر على الأقل ويطلق عليه موسم “تشونيون”، هذا غير مئات الملايين من المواطنين الصينيين الذين يصطفوا كل يوم في الشتاء البارد لمدة طويلة أمام شبابيك التذاكر في محطات القطارات والحافلات في كافة المدن الصينية لشراء التذاكر للعودة إلى مسقط رأسهم وقضاء عيد الربيع مع باقى أفراد أسرتهم. ووفقا للأبراج الصينية، فإن 2024 أو عام “التنين الخشبى” فلهم طابع خاص، فالتنين، هو الحيوان الوحيد الخرافي الممثل في الأبراج الصينية, فالبقية حيوانات حقيقية واقعية، ويتصف مولود هذا العام بطبع الود والاحساس العالي، والصدق والشجاعة، ويتوافق مع مواليد أبراج “الفأر، والافعى، والديك، والقرد”، حيث يرمز “التنين” للسلطة فى الإمبراطورية الصينية القديمة. كما يرمز “الخشب” إلى الطاقة القوية والتكيف مع المتغيرات والإعتدال، مما يمنح أفراد التنين شعورًا غير عادي بالثقة والجاذبية، ويعتقدون أن عامه محمل بفرص التقدم المهني وتحقيق إنجازات في حياتهم المهنية، مثل الترقيات أو الجوائز أو المشاريع الناجحة، وأيضا تشحذ المهارات والرغبة في التفوق وتترجمها لنجاحات تؤدي لتقلد المناصب الهامة. كما يرتبط حيوان “التنين” بقدرته على النجاح اجتماعيا وبراعة تكوين شبكات الاصدقاء والأحباب، عبر اتصالات جديدة وروابط مؤثرة خلال هذا الوقت، مما قد يفتح أبوابًا لتحقيق التعاون أو الشراكات، كما أن شكل “التنين” محفز للحرص على اللياقة البدنية والادراك العقلي، والحس المالي القوي، فعام “التنين” فرصة ثمينة لزيادة الثروة، وإدارة الأمور المالية بحكمة، والاستفادة من الفرص الاستثمارية، وتجنب الإنفاق العشوائي. وخلال فترة العيد المليئة بأزهى ألوان المهرجانات والاحتفالات، يتمتع الصينيون، وكل من يعمل أو يعيش معهم، بعطلة تمتد لسبعة أيام، وتصل احيانا الى 15 يوما، تتنوع خلالها الأجواء الاحتفالية والمرح وتناول أطيب أصناف الطعام والشراب وتبادل الهدايا بكل أنواعها الكبيرة والصغيرة، كالسيارات والمجوهرات والأزياء العالمية والتقليدية، حيث تشهد المتاجر والمحال خلال فترة العيد، أعلى نسبة مبيعات طوال العام، حيث يعمل الجميع بلا استثناء، أغنياء كانوا أو فقراء، من سكان المقاطعات الريفية أو المقاطعات ذات المدن الصناعية المتقدمة تكنولوجيًا، على تهيئة الأجواء الاحتفالية الملائمة من التزين وأقتناء كافة الأشياء التي من شأنها إدخال البهجة والسعادة في قلوب جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء والأحباب في هذه المناسبة التي تأتي مرة بالسنة. ورغم أن الاحتفالات الرسمية تستمر أسبوعا، إلا أن الصينيون فعليا يحتفلون لفترة قد تمتد احيانا لشهر كامل، تبدأ من فترة الاستعدادات للعام الجديد إلى الاحتفال الحقيقي الذي يبدأ من اليوم الأول لظهور هلال الشهر القمرى للسنة الجديدة، وعندها يبدأ مهرجان مهم آخر يمثل نهاية عيد الربيع، وهو عيد الفوانيس ” يوان شياو”، حيث تعلق الفوانيس الحمراء الزاهية بأحجام مختلفة أمام المنازل أو المحلات التجارية أو الساحات العامة، وتتلألأ أنوارها وألوانها، أو يحملها الصغار ويتجولون بها في مسيرات احتفالية بهيجة واحيانا يصاحبها اللعب بالطيارات الورقية الملونة التي تحمل أشكال مختلفة من رموز حيوان “التنين الأسطوري” بألوانه القوية. وتعود جذور المعتقدات الاحتفالية بالفوانيس والألعاب النارية عند الصينيين إلى آلاف السنين وأرث الأجداد، حيث يعتقد أن وحشا يدعى “نيان” والذي يرمز للعام الجديد، كان يهاجم الناس في رأس السنة الجديدة ويلتهمهم، ومن أجل طرد ذلك الوحش الشرير، وإبقائه بعيدا عن الناس في تلك الليلة والليالي القادمة والعام الجديد كله، كان الصينيون القدماء يكتبون وينشرون أوراقا حمراء اللون بحروف ذهبية أو ملونة تحمل عبارات الخير والتفاؤل والأمل، ويعلقون الفوانيس والمصابيح الحمراء المنيرة، ويطلقون الألعاب النارية لإحداث أصوات عالية ترهب ذلك الوحش الذي قيل إنه يخشى النور والألوان الزاهية، خاصة اللون الأحمر، لذا يحرص جميع الصينيين على ارتداء الملابس المطعمة بالألوان الحمراء ليلة العيد، ويطلقون الألعاب النارية بكثافة لطرد الارواح الشريرة وطرد الشر الذي يحمله الشرير “نيان” للعام الجديد. وتشهد محال الألعاب النارية والمفرقعات، رواجا غير عادي فى هذه الفترة من العام، حيث تصل قيمة مبيعات المفرقعات والألعاب النارية ذات الأصوات العالية جداً والأشكال والألوان الزاهية إلى عدة مئات من المليارات بالعملة الصينية خلال فترة الاحتفال بالعيد فقط، كما أن من بين العادات المصاحبة هو تحضير مأدبة طعام كبيرة تلتف حولها العائلة الصينية الأطفال والآباء والأجداد معا، عشية رأس السنة، وخلال ذلك المساء، يجتمع أفراد العائلة، ومهما كانت الأسباب من الانشغال بالعمل أو الدراسة أو الزواج والاقامة في أماكن ومدن بعيدة، لابد أن يلتقي أفراد العائلة جميعا صغارًا وكبارًا على مأدبة واحدة ويكون عشاء تلك الأمسية كبيرا ومنوعا ووفيرا، يتضمن اللحومء بأنواعها، ومختلف أنواع الحساء والأطعمة الصينية التقليدية والفواكه، فيما يفضل بعض سكان المقاطعات الصينية القريبة من شاطئ البحر او الذين ينتمون لقري ومدن ساحلية، أن يكون الأسماك والمأكولات البحرية بين أطباق ليلة رأس السنة، وأن يكون وفيرا حتى تبقى منه بواقى أو “يوى”، لتقدم لاحقًا للفقراء أو الحيوانات البرية، وتبشر بقدوم الخير والبركة. ويحرص الصينيون، خلال هذا اليوم عشية رأس السنة الصينية الجديدة، على عدم كسر أى شىء من أدوات المنزل كالأواني والأطباق وأدوات المعيشة المنزلية، أو زيارة المستشفيات إلا في الحالات الطارئة، وإلا فيعتبرون حدوث ذلك بمثابة نزير الشؤم على الأسرة وسوء الحظ طوال العام، فيما يتم تزيين أبواب المنازل والمحلات، بلافتات ورقية حمراء عليها كلمات مكتوبة بالحبر الأسود أو الذهبي، تتضمن شعر تقليدي يعبر عن التمنيات الطيبة والتبريكات للعام الجديد، وتبقى معلقة لشهرين على الأقل، ومنهم من يبقيها طوال السنة ولا يحبذ رفعها. وهناك أيضا من الصينيين من يزين المنازل بالرسوم الصينية التقليدية ذاهبة الألوان، وغالبا ما تكون “لإله الأبواب”، الذي يعتقد أنه يطرد الأشباح والأرواح الشريرة، إضافة لرسومات للأزهار ونباتات الخضرة والشرائط الضوئية الملونة، يعقبها المظاهر الاحتفالية المسماه بمهرجان المعبد، حيث تقام فيه فعاليات احتفالية كثيرة، أبرزها تمثيل مشاهد من القصص الصينية الكلاسيكية المشهورة. أما الصينيون المسلمون الذين يقطنون المناطق ذات الأغلبية المسلمة مثل مقاطعة “نينغشيا” وغيرها، فيحرصون على هذه التقاليد العريقة لدى القدماء ويضيفون لها نشاطات ملائمة لمعتقداتهم الدينية الإسلامية مثل شراء اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية او ما يطلقون عليها “منتجات الحلال” ، وهي تجارة رابحة لدي هذه المقاطعات يتم ايضا تصديرها للخارج، أو ذبح أضحية مثل ما يتم مع قدوم عيد الأضحي، إضافة للعادات والتقاليد الاخرى الخاصة كالاستماع للاغاني التراثية وارتداء الالوان المبهجة والدعاء في الصلاة بالخير والسلام والرزق طوال العام الجديد. ولكل عام لدى الشعب الصيني المتعدد القوميات والمعتقدات طابع خاص وطعم مختلف واسلوب معيشة خاص، واختيار رمز حيوان معين، له معني ودلالة، وشأنه شأن باقي المخلوقات كل حيوان له صفاته السيئة والاخرى المتميزة، فمواليد العام الجاري من الصينيين يعتقدون أنهم “أحفاد التنين” ويسود التفاؤل خلال هذا العام وينصحون بعضهم بالزواج والإنجاب فيه. أما باقي الحيوانات المرتبطة بالسنوات الصينية طبقا المعتقدات التاريخية التراثية فنجد أولها عام “الفأر” الذي يتميز مواليده بكافة المؤهلات لإنجاز المشاريع والأهداف الموضوعة، و”الثور” الذي يتميز مواليده بالصبر والعمل الدؤوب والإرادة القوية والصلبة للوصول إلى الهدف، ثم “النمر” ويتميز مواليده بالسعي نحو التغيير وتطوير مشاريعهم، وأيضا “الأرنب” الذي يفضل من ولد خلاله الإبتعاد عن المكر والتلاعب بالآخرين، ثم “التنين” ويتميزون بالتفاؤل والشفافية والمهارة والقوة والصلابة ووفرة الحظ ، ثم “الأفعى” ويتميز مواليد عامها باستباقهم للأمور والشعور بالخطر الدائم والواقعية في مشروعات التجارة والاستثمار. وهناك أيضا عام “الحصان” الذي يكون مواليده عاطفيون بشدة يأخذون العبر من الأخطاء، والسفر والاستكشاف، ثم “العنزة” وتتميز بالحرص، وعدم المواجهة، ثم “القرد” ويتميز بالنشاط والبعد عن الغطرسة والسطحية في إنجاز العمل، ثم “الديك” ويتميز بالطموح والتقرب أكثر إلى الأعمال ذات المنحى العام لمساعدة الآخرين، ثم “الكلب” ويتميز مواليده بالجدية والالتزام والعمل وفق حدسه الخاص، ثم “الخنزير” ويتميز بالتركيز على الروابط العائلية.