تعشق الطهي وتتفنن في وصفاته وتتميز بأساليب تقديمها لكل ما هو شهي ولذيذ، “مروة السجيني” إعلامية مصرية رفعت لواء الدفاع عن هوية المطبخ المصري وأكلاته التراثية، ورأت فيه قضيتها، ميراث الأجداد للأحفاد حتى لا تضيع الهوية.
في حوار شائق من أمريكا لـ”بوابة روزاليوسف” تكشف لنا الشيف مروة السجيني الكثير عنها وعن أسرار مطبخها الأنيق وكيف للشوكة والسكينة أن يصبحا سلاحين للدفاع عن الهوية المصرية. في البداية كيف أدارت مروة السجيني دفتها من العمل كمذيعة إلى “شيف” وفتح قناة على اليوتيوب للطهي؟درست الصحافة والتليفزيون وبعد تخرجي من الجامعة عملت مذيعة لمدة سنة و4 شهور، ثم تزوجت وسافرت لأمريكا، وبسبب طبيعة حياتي الجديدة شعرت بفراغ كبير، وفي عام 2011 اقترح زوجي أن أستغل هوايتي في التصوير ومهاراتي في الطهي وإجادة التحدث بسبب طبيعة عملى السابق كمذيعة، لفتح قناة للطبخ على اليوتيوب، تقوم فكرتها على تعليم المهتمين من المجتمع الأمريكي طريقة تحضير الأكلات المصرية خاصة والشرقية عامة..لم أتحمس في البداية للفكرة وتخوفت منها لأني لم أكن تأقلمت بعد على المجتمع وحياتي الجديدة ، ومنذ أكثر من سنتين تقريبا عاودت التفكير مرة أخرى في نفس الموضوع وهو ما قابله زوجي بترحاب شديد مؤكدا أنه لم يفت الوقت بعد وأنني أستطيع البدء في أي توقيت…موقف زوجي الداعم لي زاد من شجاعتي وجعل الحماسة تدب في أوصالي وفي هذه الأثناء لم يكن لدي سوى كاميرا وأدوات الطهي الشخصية في مطبخي، وبدأت بالفعل بالتصوير والنشر على قناة اليوتيوب وكانت هذه هي البداية….أسلوبك المميز في تقديم الوصفات المطبخية من أدوات وديكورات وملابس نال استحسان المتابعين ، لماذا اختيار هذا الاستايل في التقديم؟بسبب المنافسة القوية بين قنوات الطهي وعددها الكبير، أردت الظهور باستايل مميز، وقمت بتجربة أكثر من طريقة في التصوير لدراسة اتجاهات الجمهور وما يفضلونه لتقديم الأنسب وكان استايل الريف الأوروبي القديم في المطبخ هو المحبب لقلبي واستطعت الحصول على أدوات هذه الحقبة في أمريكا بداية من مريلة المطبخ والأواني وغيرها، لكنه لم يكن المفضل للمتابعين على منصة اليوتيوب بقدر ما نال من شهرة واسعة وإعجاب جمهور الفيس بوك، حيث حرصت على استغلال خاصية الفيديوهات القصيرة “الريلز” لتقديم وصفات الطهي بهذا الأسلوب المميز…نصحني الأصدقاء أيضا بالنشر على منصة إنستجرام ومتابعة بعض الشيفات الأوربيين الذين يقدمون وصفاتهم بنفس الطريقة للاستفادة واستلهام الأفكار الجديدة.. من أين تحصلين على أدواتك المطبخية المميزة؟؟أشتري أدواتي من محال الأنتيكات لأنها أدوات عتيقة لم تعد متوفرة في الأسواق الآن أو حتى من خلال البيع أون لاين، لذلك أستغرق وقتا طويلا ومجهودا كبيرا للبحث عنها ولا أجدها بسهولة كما أنها باهظة الثمن، لذلك كنت أقصد منطقة الحسين وخان الخليلي لشرائها، وعندما عدت لأمريكا مرة أخرى استخدمتها في تصوير الأكلات المصرية ونالت إعجاب المتابعين..كيف بدأت رحلة توثيقك للأكلات المصرية التراثية من أين جاءت الفكرة وكيف تم الإلمام بهذه الوصفات القديمة؟بدأت القصة منذ شرائي للملابس المصرية التراثية، وكان لدي معلومات عامة تعلمتها من برامج الطهي المصرية وكعاشقة للمطبخ كانت تجذبني الوصفات القديمة لتجربتها..قدمت الأكلات الصعيدية القديمة التي لا يعرفها الكثير مترجمة بالإنجليزية وبأسلوب مميز من ديكورات وملابس وأدوات تحاكي أسلوب الحياة في الصعيد، فبدأت بتقديم العيش الشمسي وكذلك الشلالولو بالملوخية الناشفة وصنف أخر هو البامية المخضرة وهي بامية بالملوخية، وهي أكلات قد يراها البعض غريبة لكنها أكلات مصرية تراثية لذيذة…نالت الفيديوهات الخاصة بالأكلات الصعيدية رواجا وانتشارا واسعا وأصبحت تريند على منصة إكس أو تويتر سابقا . شاهد طريقة الفايش الصعيدي اضغط هنا كان أكثر ما يسعدني هو تعليقات المتابعين التي يقول البعض فيها: “ياه فكرتينا بأكلات جدتي”،” رجعتينا للذكريات والحنين” فهي أكلات قد يصل تاريخها لمائة عام أو أكثر لذلك فإن إعادة تقديمها وتوثيقها بالفيديو مترجمة هو خطوة لحمايتها من الاندثار، وهو ما جعلني أحمل على عاتقي منذ عام ونصف مهمة توثيق الأكلات المصرية التراثية، خاصة بعد زيادة الاهتمام والوعي بالتراث عقب المحاولات الكثيرة لسرقة الوصفات التراثية ونسبها لدول أخرى…أيضا أسعدني الحظ بتواصل المهتمين بهذه القضية معي وطرح اسمي كأحد المهتمين بتوثيق وصفاتنا التراثية وتزويدي بأسماء الجروبات التي تسعى في نفس الإتجاه منها جروب ” توثيق المطبخ المصري”، كذلك الاطلاع على الكتب بالغة القدم التي وثقت وصفات الطهي المصرية القديمة مثل كتاب “كنز الفوائد في تنوع الموائد” والذي وثق لأكلات تراثية مصرية قديمة تم سرقتها ونسبها للأخرين الآن.ولعل ما زاد الموضوع تعقيدا هو حرص الكثير من الشيفات على عدم تأكيد مصرية الأكلات التي يقدمونها والاكتفاء بقول أنها وصفة شرقية حتى لا يخسروا متابعيهم من الدول المختلفة لذلك أحرص على تأكيد هوية الوصفات المصرية، لأنها ميراث الأجداد للأحفاد من جيل لأخر تعكس تاريخا وثقافة شعب وجزء لا يتجزأ من تراثنا الثقافي، الذي لا تعرف الأجيال الجديدة عنه أي شيء شاهد طريقة عمل الكزبرية بالفول الحراتي اضغط هناكيف استطعتِ جذب كل هؤلاء المتابعين وسط المنافسة القوية بين هذا العدد الكبير من الشيفات المصريين؟ كان أسلوبي في التقديم هو كلمة السر التي ساهمت في شهرتي الواسعة حتى قبل السفر إلى مصر لشراء الجلباب الفلاحي والطواجن والأدوات المطبخية المميزة لتقديم الأكلات المصرية…كما أن حرصي على توثيق الأكلات المصرية التراثية قبل “هوجة الترند” والدفاع عن الوصفات المسروقة زاد من شعبيتي من هو أكثر إنسان قام بدعمك في هذه التجربة وتشجيعك ؟زوجي هو أكثر إنسان داعم لي وأدين له بالفضل لأني كنت أعاني من فترات إحباط كثيرة فكان يزيد من حماسي ويشجعنيمن هو أكثر شيف تحبين وصفاته أو وصفاتها المطبخية وتعتبريهم قدوة؟كانت الشيف ماجي حبيب على سي بي سي سفرة لأنها لم تكن تطبخ فقط ولكنها تقدم العديد من المعلومات المفيدة وهو ما أحببته وتمنيت لو أني قدمت برنامجا للطهي أقدم فيه للمشاهدين المعلومات المفيدة في كل حلقة مثلها…هل الأكلات المصرية تحظى بشهرة واسعة في أمريكا ؟ الأكل المصري في أمريكا ليس متعارفا على هويته لدى الكثيرين، وأكثر أكلة يعرفونها أو يقبلون عليها هي الطعمية أو الفلافل لكنها تنسب هنا للبنان أو سوريا لأنها بالحمص، لذلك أحاول جاهدة في ترجمة الأكلات المصرية لإزالة اللغط وتأكيد الهوية ليتعرف الأجانب على أكلاتنا…أكثر أكلة تحبها الشيف مروة وعائلتها؟أنا أحب جميع الأكلات لكن الملوخية هي المفضلة لدي أنا وابنتي الصغيرة، أما ابنتي الكبيرة فهي تحب الفتة باللحمة، وزوجي يعشق الطواجن…بماذا تنصحين ربة المنزل لإتقان فن الطهي ونجاح وصفاتها المطبخية؟أنصح ربة المنزل آلا تصاب بالتوتر، ولا تخشى الفشل، لأن الوصول للنجاح يحتاج للتجربة وأنا حتى الآن قد أقوم بتجربة بعض الوصفات ولا تنجح..النصيحة الثانية هي تقنين استخدام التوابل في الوصفات حتى لا تفقد طعمها المحبب وتضيع هويتها ولا ننسى أن معظم أكلاتنا القديمة المحببة كانت باستخدام الملح والفلفل الأسود فقط وأحيانا الكمون والكزبرة..وكذلك فإن ضبط درجة حرارة الفرن من الأمور المهمة للحصول على وصفة ناجحة..ماذا عن مشاريعك المستقبلية المتعلقة بالطهي؟ مشاريعي في الأيام القادمة تضمن تصوير وتقديم العديد من الوصفات التي وردت في الكتاب السابق ذكره برغم صعوبة مفرداته اللغوية لأنه بالغ القدم، بالإضافة إلى أنني أوي جمع العديد من الأكلات المصرية التراثية فقط وتقديمها في كتاب بمفردات يسهل فهمها وترجمته إلى الإنجليزية والإسبانية، بالإضافة إلى أنني أحلم بافتتاح مطعم يقدم الأكلات المصرية فقط