تتعدد وتتنوع أشكال إدمان الطعام والمشروبات بشكل كبير، فالبعض لا يستطيع أن يبدأ يومه إلا بفنجان قهوة أو كوب شاى أو نسكافيه، والكثيرون يعشقون الشاى بالحليب، وقد يتسبب كسر هذا الروتين، الذى تعود عليه الشخص، فى اضطراب بالمزاج والعصبية أثناء الصيام.
يعد كوب الشاى باللبن عشقا لدى قطاع كبير من الناس يصل حد الإدمان، حيث يعتادون عليه صباحا ومساء، ولكن الإفراط فى أى شىء يكون مضرا، فالاعتدال هو مفتاح كل شىء، ومع اقتراب شهر رمضان الفضيل يواجه عشاق الشاى بالحليب مشكلة فى كيفية التغلب على إدمان شربه صباحا فور الاستيقاظ.
الشاى بالحليب من مشروبات التى يتم تحضيرها عن طريق مزج الشاى الأسود مع أنواع مختلفة من منتجات الألبان، بما فى ذلك الكريمة والحليب المكثف أو المبخر.
كشفت الدكتورة مفيدة الشلقانى، استشارى التغذية العلاجية والإكلينيكية كلية الطب جامعة القاهرة، أن الشاى الأسود المستخدم فى الشاى بالحليب يحتوى على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والبوليفينول، وترتبط هذه المركبات بمجموعة من الفوائد الصحية المحتملة، بما فى ذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكرى، بالإضافة إلى ذلك، يحتوى الشاى الأسود على مادة الكافيين، التى يمكن أن توفر دفعة من الطاقة والتركيز.
ومع ذلك، أشارت استشارى التغذية العلاجية إلى أن الفوائد الصحية للشاى بالحليب تعتمد إلى حد كبير على نوع الحليب المستخدم، مثلا إذا تم استخدام حليب البقر، فإن الشاى بالحليب يعد مصدرا جيدا للبروتين والكالسيوم والمواد المغذية الأخرى، أما الأشخاص النباتيون فقد يستخدمون الحليب النباتى، مثل حليب اللوز أو الصويا أو جوز الهند مع الشاى بالحليب، حيث توفر هذه الألبان النباتية فيتامينات ومعادن إضافية، مما يجعلها خيارا أكثر صحة.
هناك عامل آخر يجب مراعاته، كما أوضحت الطبيبة، وهو كمية الشاى بالحليب التى يجب أن تتناولها، فإن تناول كوب من الشاى بالحليب من حين لآخر من غير المرجح أن يسبب أى ضرر، إلا أن الاستهلاك المفرط قد يؤدى إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بالتسوس ومشاكل صحية أخرى، لذلك من المهم تتبع كمية الشاى بالحليب التى يتم استهلاكها والحد من الكمية المستهلكة إلى مستوى معقول.
وعن كيفية السيطرة على إدمان الشاى بالحليب فى شهر رمضان الكريم، أوضحت استشارى التغذية أنه يجب البدء قبل شهر رمضان بأسبوع مثلا فى تعديل مرات شرب كوب الشاى بالحليب، فمثلا إذا كنت تعتمد على شرب كوب الشاى بالحليب فور الاستيقاظ، يجب تأخير شربه حتى وقت الظهر مثلا، لتكيف الجسم على تأخير دخول محتوى الكافيين له، وشرب كوب إما بعد الإفطار بساعة أو مع وجبة السحور، لأن الاعتماد على الكافيين بصورة كبيرة يسبب الصداع والجفاف، خاصة فى أول رمضان، لأنك طوال النهار تحرم جسمك من كمية الكافيين المعتاد عليه.