“أثر النبي” واحد من أشهر مساجد المحروسة ، يطلق عليه أيضا اسم “رباط الآثار” لاحتوائه على آثار منسوبة للنبي ﷺ.
يقع المسجد في شارع أثر النبي بجنوب محافظة القاهرة، أنشأه تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد ، خلال العصر المملوكي البحري، قبل عام ٧٠٧هـ/١٣٠٧م. تعود قصة هذا المسجد إلى زيارة الوزير المملوكي تاج الدين محمد إلى المسجد النبوي بالمدينة المنورة وعلمه بوجود آثار تنسب للنبي صلي الله عليه وسلم لدى قبيلة بني إبراهيم في ينبع بالحجاز، تتوارثها جيلا بعد جيل، فقرر شراء تلك الأثار بمبلغ قدر بـ ٦٠ ألف درهم، وعندما عاد إلى مصر قام ببناء المسجد وحفظ تلك الأثار فيه ومنها ملقط لاستخراج الشوك وإناء للطعام كان النبي يستخدمه، ومصحف بخط أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. لا يحتوي المسجد الآن إلا على حجر يميل لونه للحمرة عليه أثر قدمين يقال أنها للنبي ﷺ، برغم عدم وجود دليل أثري يؤكد صحتها، حفظت في غرفة صغيرة مطلة على النيل وملاصقة للحائط الغربي للمسجد، وهي حجرة بقبة وفي حائكها الجنوبي محرابان، أما بقية القطع الأثرية التي تم التحقق منها فتم نقلها لمسجد الحسين في الغرفة النبوية. وذكر المقريزي في خططه رباط الآثار ما نصه :”هذا الرباط خارج مصر بالقرب من بركة الحبش مطل على النيل ومجاور للبستان المعروف بالمعشوق، قال ابن المتوج: هذا الرباط عمره الصاحب تاج الدين محمد ابن الصاحب فخر الدين محمد ولد الصاحب بهاء الدين علي ابن حنا بجوار بستان المعشوق، ومات رحمه الله قبل تكملته، ووصى أن يكمل من ريع بستان المعشوق فإذا كملت عمارته يوقف عليه، ووصى الفقيه عز الدين بن مسكين فعمر فيه شيئًا يسيرًا وأدركه الموت إلى رحمة الله تعالى، وشرع الصاحب ناصر الدين محمد ولد الصاحب تاج الدين في تكملته فعمر فيه شيئًا جيدًا. انتهى. وإنما قيل له رباط الآثار لأن فيه قطعة خشب وحديد يقال إن ذلك من آثار رسول الله ﷺ اشتراها الصاحب تاج الدين المذكور بمبلغ ستين ألف درهم فضة من بني إبراهيم أهل ينبع، وذكروا أنها لم تزل عندهم موروثة من واحد إلى آخر إلى رسول الله ﷺ وحملها إلى هذا الرباط وهي به إلى اليوم يتبرك الناس بها ويعتقدون النفع بها”.