عند ملتقى شارع المعز لدين الله بشارع الأزهر، يقع مسجد السلطان الغوري، الذي يعد تحفة معمارية بمختلف المقاييس، يعود تاريخ إنشائه للفترة من ٩٠٩ إلى ٩١٠ هـ الموافق ١٥٠٣ إلى ١٥٠٤ م، في عهد السلطان المملوكي الأشرف قانصوه الغوري، الذي حكم في الفترة 906 – 922 هـ، وهو آخر السلاطين المماليك.
شيد المسجد من الحجر ويحتوي على ثلاث واجهات، تطل الشرقية منها على شارع المعز لدين الله الفاطمي، وتحتوي على مدخل مرتفع، يتم الصعود إليه بواسطة السلم، وهو ما عرف بنمط “المساجد المعلقة”.. يتكون مدخل مسجد الغوري من عقد ثلاثي الفصوص تزينه أشكالا هندسية بديعة ويحتوي على كسوة رخامية باللونين الأبيض والأسود، ويعلو الواجهة آيات قرآنية بخط النسخ منقوش على الحجر، وتقابل تلك الواجهة ضريح وسبيل السلطان الغوري. تقع مئذنة المسجد الغوري في طرفه الجنوبي الشرقي وهي ضخمة مربعة على الطراز الأندلسي، وتتكون من ٣ طوابق شيدت من الحجر بطراز بديع متميز. تم بناء المسجد بنظام المدارس، حيث يتكون من صحن مكشوف يحيط به أربعة إيوانات، أكبرهما إيوان القبلة الذي يتوسطه محراب من الرخام الملون يجاوره منبر من الخشب مطعم بالعاج بديع الزخرفة والصنع، وزخرفت أرضية الإيوانات والصحن بالزخارف الرخامية، حيث لم يترك جزءا من المسجد بلا زخرفة.