Site icon العربي الموحد الإخبارية

الموت في أي لحظة أمام المعارك.. سكان غزة يتنافسون على المساعدات الجوية

قد تصاعدت عملية تسليم المساعدات الإنسانية من خلال الإنزال الجوي في غزة إلى صراع محفوف بالمخاطر من أجل البقاء، مع ورود تقارير عن اندلاع معارك مميتة بين السكان المحليين اليائسين الذين يتنافسون على الإمدادات الأساسية. ويصور شهود العيان وعمال الإغاثة والصور من مكان الحادث واقعًا قاتمًا حيث أدى توزيع المواد الغذائية والأساسيات بالمظلات إلى مواجهات مميتة، مما أدى إلى تفاقم الاضطرابات السائدة في المنطقة.

ووفقاً لروايات من غزة للجارديان، فإن عمليات الإنزال الجوي البارزة، على الرغم من وضوحها، قدمت إغاثة محدودة وساهمت بدلاً من ذلك في تصعيد الفوضى. أما المزارعون مثل يوسف أبو ربيع، الذين كانوا يأملون في تأمين المساعدات لأسرهم، فقد أحجموا عن ذلك بسبب خطر العنف المتفشي. يروي ربيع تجربته المروعة عندما تعرض لإطلاق النار أثناء تدافع فوضوي للحصول على المساعدة، مرددًا مشاعر الكثيرين الذين ينظرون الآن إلى السعي للحصول على المساعدة باعتباره مسعى محفوفًا بالمخاطر.

وقد سلطت الحوادث المأساوية، بما في ذلك عمليات الطعن والتدافع، الضوء على العواقب الوخيمة لهذا الأسلوب في تقديم المساعدات. وتؤكد التقارير أن اثني عشر شخصا غرقوا أثناء محاولتهم اليائسة الوصول إلى المساعدات التي تم إنزالها من شاطئ غزة، في حين أودى حادث سابق بحياة خمسة أشخاص عندما تعطلت المظلة، مما أدى إلى سقوط المساعدات على مجموعة من المدنيين المنتظرين.

انتقد المنتقدون مبادرات الإسقاط الجوي التي قادتها دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والأردن، ووصفوها بأنها غير فعالة وخطيرة وباهظة. ويُزعم أن هذه العمليات تعمل في المقام الأول كستار من الدخان لتهدئة الغضب الشعبي وسط فشل الجهود الدولية لإجبار إسرائيل على تسهيل وصول المساعدات إلى غزة بشكل أكبر.

وقد انتقدت وكالات الإغاثة النجاح المحدود لعمليات الإنزال الجوي، وسلطت الضوء على أن جزءًا صغيرًا فقط من الإمدادات المطلوبة يصل إلى غزة وسط الهجمات الجوية والبرية الإسرائيلية المستمرة. وتكثفت الدعوات لزيادة عمليات تسليم المساعدات البرية عبر إسرائيل أو مصر، مع تأكيد محكمة العدل الدولية على التزام إسرائيل بتسريع الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية.

ورغم أن إسرائيل فرضت في البداية حصارًا صارمًا على غزة ردًا على هجمات حماس، إلا أنها تؤكد أنها لا تفرض أي قيود على دخول المساعدات إلى المنطقة، وتعزو التحديات اللوجستية إلى عدم الكفاءة المزعومة داخل وكالات الأمم المتحدة.

وفي خضم هذه التحديات، تزداد محنة السكان الضعفاء في غزة خطورة على نحو متزايد، حيث يحصد سوء التغذية الحاد الأرواح، وخاصة بين الأطفال والمرضى وكبار السن. وتتفاقم هذه المأساة بسبب التقارير التي تتحدث عن اندلاع أعمال عنف بين المواطنين، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وقد وصف وزير خارجية المملكة المتحدة السابق ديفيد ميليباند الاعتماد على عمليات الإنزال الجوي باعتبارها شهادة على اليأس، مؤكدا على الحاجة الملحة إلى بذل جهود دبلوماسية لتأمين الوصول غير المقيد إلى المساعدات عبر الطرق القائمة.

وفي ضوء التوترات المتصاعدة والكارثة الإنسانية المتزايدة، فإن الحاجة إلى تدخل سريع وفعال أمر بالغ الأهمية. وبينما يتصارع المجتمع الدولي مع تعقيدات أزمة غزة، تظل ضرورة إعطاء الأولوية لسلامة ورفاهية السكان المحاصرين، الذين أصبحت حياتهم معلقة على نحو غير مستقر في الميزان وسط فوضى الصراع والحرمان.

Exit mobile version