يقع جامع سليمان باشا الخادم الشهير باسم “سارية الجبل” بجوار سور قلعة صلاح الدين الأيوبي الشمالي في الجزء العسكري، وتعود تسميته بهذا الاسم نسبة إلى الصحابي “سارية بن زنيم بن عمرو بن عبدالله الكناني الدؤلي” تيمنا به. شيد الجامع عام 535 هجريا- 1140ميلاديا، ليحل محل مسجد قديم بناه أبو منصور قسطه غلام المظفر بن أمير الجيوش الذي كان والياً على الإسكندرية في العصر الفاطمي، وبعد تهدمه جدده سليمان باشا الخادم 1525 بشكل كامل وأعاد بنائه على الطراز العثماني..
تميز الجامع بطراز بنائه الذي يعتمد على تغطية المسجد بالقباب وأنصاف القباب والمآذن القلمية واستخدام البلاطات الخزفية في تكسية الجدران الداخلية.. تعد الواجهة الجنوبية للجامع هي واجهته الرئيسية، ويوجد بها مدخل بارز بسلم حجري، وتقع المئذنة على يسار الوجهة، وتتكون من قاعدة مربعة يعلوها بدن أسطواني وتنتهي المئذنة بقمة مخروطية مدببة يتكون مسجد سارية الجبل من بيت للصلاة مغطى بقبة مركزية، وصحن مربع مكشوف يحيط به ٤ أروقة مغطاه بقباب صغيرة ، ويتكون بيت الصلاة من إيوانين ، يتصدر الإيوان الأول محراب مزين بزخارف رخامية ملونة، كما أن جدران هذا الإيوان تحتوي على كتابات لآيات قرآنية واسم المنشيء واسم السلطان سليمان القانوني.. أما الإيوان الثاني فيوجد في جهته الجنوبية الشرقية منبر رخامي زخرف بأشكال هندسية ونباتية مذهبة.. اكتست جدران الجامع بوزرات رخامية يعلوها شريط كتابي يتضمن آيات قرآنية بالخط الكوفي، كما زينت قبة الجامع بزخارف نباتية وكتابية. خضع المسجد لمشروع ترميم استغرق نحو ٥ سنوات بتكلفة نحو ٥ ملايين جنيه شملت ترميما معماريا وإزالة تكلسات والأتربة والاتساخات، وتقوية النقوش ومعالجة الأحجار والقباب الأثرية وغيرها من العمليات الهامة للترميم والصيانة، وتم افتتاح المسجد عقب تطويره في سبتمبر عام ٢٠٢٣.