وصفت العديد من الصحف الإنجليزية والمواقع المتخصصة خسارة مانشستر سيتي الأول لكرة القدم أمام ريال مدريد بركلات الترجيح بنهاية حلم الثلاثية الثانية، وقوة الريال الاستثنائية في دوري الأبطال. لافتة إلى أن الفريق الإسباني كشف حقيقة السيتي وأنه ليس ذلك الفريق المثالي.. فيما تساءل الطليان عن هوية تكتيكات مواطنهم كارلو أنشيلوتي التي بدت أشبه بتلك التي يعتمدها الأرجنتيني دييجو سميوني مع أتلتيكو.
تلاشي الحلم
وكتب أوليفر هولت كبير الكتاب الرياضيين في «ديلي ميل» أن حلم السيتي في تحقيق الثلاثية للمرة الثانية تلاشى، ولم يعد في مقدورهم تكرار إنجاز الريال بالاحتفاظ بلقب دوري الأبطال.
وأوضح «قبل دقائق قليلة من بداية المباراة ظهر علم كبير يصور حافلة ركاب ذات طابقين على خلف أحد المرميين في ملعب الاتحاد، وكتب على الحافلة، 192 ويمبلي إكسبريس، في إشارة خط سيرها إلى ويمبلي شمال غرب لندن، حيث سيجرى النهائي في 1 يونيو المقبل، لكن اتضح في نهاية الأمر أن الحافلة لن تصل إلى محطتها النهائية، فلاعبو ريال مدريد أوقفوها قبل أن تغادر شرق مانشستر حتى».
واستطرد: «لكن تلاشي حلم السيتي يحمل أنباء سيئة لأرسنال وليفربول لأنه سيبذل قصارى جهده للفوز بلقب الدوري الممتاز للمرة الرابعة تواليًا في إنجاز غير مسبوق».
مؤشر فشل:
وكتب ميشيل كوكس في موقع «ذا أثلتيك» أن وصول السيتي إلى ركلات الترجيح أمام ريال مدريد يعد بمثابة فشل، وقال: «لقد صنعوا بعض الفرص، لكنها قليلة نسبيًا بالنظر إلى مستوى استحواذهم على الكرة طوال الـ 120 دقيقة».
وأضاف: «بعد 210 دقائق في مباراتي الذهاب والإياب، لن تجد صعوبة في إثبات أن مانشستر سيتي، بشكل عام، ليس أفضل من ريال مدريد، بالمثل، لن تجد صعوبة في إثبات أن السيتي لا يستحق بالفعل أن يكون في نصف النهائي».
انكشاف السيتي
أما سام لي فعلّق في الموقع نفسه: «بعد أن خسر أرسنال وليفربول صدارة الدوري أمامهم الأحد الماضي كان تفكير لاعبي السيتي في تحقيق الثلاثية المزدوجة ليس شيئًا محتملًا فحسب، بل ربما هو أمر حتمي، بل لم يكن التفكير منصبًا في الفوز على ريال مدريد إيابًا، بل تجاوزه إلى التغلب على أي فريق في النهائي على ملعب ويمبلي بعد 6 أسابيع، بغض النظر عن هويته، ليس هذا فحسب بل أي منافس يقف أمامهم خلال تلك الفترة، لكن غالبًا ما ينسى الناس أن أي فريق كرة قدم يمكنه الخروج من دوري الأبطال، وخاصة أمام الريال الذي ذكر العالم أنه حتى السيتي ليس مثاليًا».
واستطرد: «ذكّرنا السيتي مرة أخرى بأنه غير معصوم من الخطأ إلا بعد أن أظهروا لنا مدى براعتهم.. لقد لمسوا الكرة 88 مرة في منطقة جزاء ريال مدريد، وهو أكبر عدد في مباراة بدوري الأبطال منذ بدء رصد الأرقام قبل 15 عامًا.. وكذلك فعلوا 104 مرات ضد لوتون تاون السبت الماضي، وهو أيضًا أكبر عدد بتاريخ الدوري الإنجليزي.. إنه ببساطة فريق يطلق النار بالضبط عندما يحتاج إلى ذلك».
وختم: «وبينما احتفل لاعبو الريال بالتأهل، بدا أن شعور الأغلبية داخل ملعب الاتحاد كان بمثابة قبول مؤلم لما حدث.. لم يكن هناك غضب من الأداء، ولم تكن هناك أي من تلك المشاعر السلبية مثل التي رافقت الإقصاء الدرامي أمام توتنهام من الدور نفسه في 2019، فقط كان هناك مزيج مربك من المشاعر التي تجتاح المرء عندما لا يحصل على ما يستحقه».
الحظ غير موجود
صحيفة ذا «إندبندنت» الإنجليزية وبقلم ريتشارد جولي كبير مراسلي كرة القدم كتبت: «الرجل الذي يوصف أحيانًا بأنه أعظم مدرب في كرة القدم يمكن أن يكون طريق كارلو أنشيلوتي للتتويج بلقب بلقب خامس في دوري أبطال أوروبا، بينما سيبقى رصيده مجرد 3 ألقاب».
وعلى الرغم من اتفاق جولي مع بيب جوارديولا، الذي نقل عن معلمه الهولندي يوهان كرويف بأن الحظ غير موجود، إلا أنه ومع ذلك قال إن الحظ لم يكن في صالح السيتي هذه المرة، إثر إقصائهم بركلات الترجيح بعد 210 دقائق من الدراما، وبرر ذلك بهدفي الريال المتأخرين في البرنابيو، والمرض الذي أجلس كيفن دي بروين على دكة البدلاء ذهابًا.. وكرة إيرلينج هالاند التي ضربت العارضة في مانشستر».
وأضاف: «السيتي كسب 80 في المئة من مبارياته في دوري الأبطال الموسم الجاري، لكنه لم يفعل ذلك ضد أي منافس من النخبة أيضًا بجميع المسابقات، فأفضل 3 فرق واجهها هي ريال مدريد وليفربول وأرسنال، وفي 7 مباريات ضدها، لم يفز بأي منها.. التفسير القاسي هو أنه تراجع بهدوء في دوري الأبطال الموسم الجاري وفشل، وإن كان بفارق ضئيل، في الاختبار الرئيسي الأول».
وذكر: «بغض النظر عن نتيجة التعادل 3ـ3 في مدريد، فقد كان السيتي أقل قوة في المباريات الكبرى، وأقل تدميرًا بتمريراته.. هالاند ضد ريال مدريد لم يسجل أي أهداف في 4 مباريات.. لم يسجل أي لاعب في السيتي أكثر من هدف واحد ضد ريال وليفربول وأرسنال الموسم الجاري من بينهم مدافعين، جون ستونز وجوسكو جفارديول، وكول بالمر الذي سجل منذ ذلك الحين 20 هدفًا بقميص تشيلسي».
ولفت إلى أن رحيل عدد من الأسماء عن الفريق سببت الكثير من المشاكل، مثل ألكاي جوندوجان ورياض محرز خاصة بعد بيع خليفته، كول بالمر، وهو ما اتضح أن كأن خطأ كبيرًا.
تكتيكات سيموني
وفي إيطاليا كان هناك احتفاء خاص من الصحافة بمواطنهم كارلو أنشيلوتي، الذي يواصل طريقه إلى لقب ثالث في دوري الأبطال مع ريال مدريد وخامس في مشواره مدربًا، فكتبت صحيفة «لا جازيتا ديلو سبورت»: «أنشيلوتي تأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا مرة أخرى من خلال اعتماد تكتيكات دييجو سيميوني».
وتساءلت الصحيفة عن هوية المدرب الجالس على دكة بدلاء الريال هل هو أنشيلوتي أم سميوني؟».
وأشار الصحفي أليكس فروسيو: «100 دقيقة مع صد دفاعي بفضل هدف رودريجو المبكر، لكن أنشيلوتي درس مانشستر سيتي وأغلق كل الطرق نحو المرمى».