أي مفاوضات لم تنته بحل الدولتين.. تعني استمرار الأزمة
1.4 مليون نازح موزعون علي الحدود.. أي هجوم علي رفح كارثة
معبر رفح مفتوح طوال اليوم.. 85% من المساعدات الإنسانية من مصر
شارك د.مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء في جلسة حوارية بشأن الوضع في قطاع غزة. ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدي الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض. وذلك بحضور د.بشر الخصاونة رئيس الوزراء بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وسيجريد كاج كبير منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة. وسامر خوري رئيس شركة اتحاد المقاولين العالمية “CCC”. وأدار الجلسة أحد مسئولي المنتدي الاقتصادي العالمي.
أعرب رئيس الوزراء عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية في حسن تنظيم المنتدي الاقتصادي العالمي. موجهاً الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان علي دعمهما لإخراج المنتدي بهذه الصورة الناجحة.
انتقل رئيس الوزراء بعد ذلك للحديث عن تداعيات الحرب علي غزة التي أصبحت بمثابة “كابوس” للعالم بأسره منذ اندلاع شرارتها الأولي في السابع من أكتوبر 2023.
قال د.مصطفي مدبولي إن مصر منذ اللحظة الأولي لنشوب هذه الحرب أعلنت موقفها بكل وضوح أنها تعارض تماماً كل صور الهجوم علي المدنيين من الجانبين. ونحن لا ندعم ما حدث في السابع من أكتوبر ضد المواطنين الإسرائيليين. ولكن ردة الفعل من الجانب الإسرائيلي كانت صادمة. إذ كانت بمثابة عقاب جماعي لكل الفلسطينيين سكان قطاع غزة. وليس رداً عقابياً لحماس وحدها. ودفع جميع الفلسطينيين في قطاع غزة ثمن ما حدث في يوم السابع من أكتوبر.
تابع: نحن نتحدث عن تضرر نحو 2.5 مليون مواطن فلسطيني كان يعيشون بقطاع غزة. حيث بلغ عدد القتلي أكثر من 43 ألف شخص. وتعرض 77 ألف شخص لجروح وإصابات. فضلاً عن وجود ما يقرب من 7 آلاف شخص تحت الأنقاض. وإلي جانب ذلك فإن أكثر من 84% من المنشآت الصحية تم تدميرها. كما توقفت المنظومة التعليمية. وتم تدمير أكثر من 70% من البنية التحتية بالقطاع.
أكد أنه حتي لو نجحت جهود الوساطة في وقف إطلاق النار اليوم وبدأنا ننظر لمستقبل هذا القطاع. نحن نتحدث-دون مبالغة- عن عقود حتي يعود القطاع لما كان عليه قبل السابع من أكتوبر.
أشار رئيس الوزراء إلي أن مصر منذ اليوم الأول أعلنت دعمها للفلسطينيين. واستطيع أن أقول- دون مبالغة- إن أكثر من 85% من جميع المساعدات الإنسانية التي وصلت قطاع غزة. تم حشدها من قبل الحكومة المصرية والمجتمع المدني المصري.
تطرق د.مصطفي مدبولي إلي عملية إدخال المساعدات عبر معبر رفح الحدودي. وبعد ذلك عبر معبر كرم أبوسالم. مشيراً إلي أننا حاولنا تمرير جميع أنواع المساعدات من جانبنا. رغم أن معبر رفح ليس معبراً لمرور الشاحنات أو للبضائع. لكن للأشخاص بشكل أساسي. لكننا قمنا رغم ذلك بفتحه منذ اليوم الأول. ومازال مفتوحاً علي مدار اليوم من جانبنا من أجل محاولة عبور كل أنواع المساعدات.
قال: بالإضافة إلي ذلك. نجحنا في استقبال العديد من الإصابات الحرجة. مشيداً في هذا السياق بجميع المؤسسات والمنظمات العالمية الداعمة. وكذا الكثير من الدول التي عرضت استضافة عدد من هؤلاء المصابين بغرض تلقيهم العلاج علي أراضي هذه الدول. مشيراً إلي أن الآلاف من هؤلاء المصابين تمت استضافتهم في مصر وتلقيهم العلاج في المنشآت الصحية المصرية.
أضاف: فيما يتعلق بالتكلفة المباشرة وغير المباشرة علي مصر. سأعطي فقط رقماً عاماً حول أعداد الضيوف الأجانب في مصر- ونحن لا نسميهم لاجئين بل ضيوفنا- فمصر اليوم تستضيف ما يزيد علي 9 ملايين شخص من دول الإقليم وأفريقيا بسبب ظروف عدم الاستقرار في هذه البلدان. مشيراً إلي أن التكلفة المباشرة لاستقبال هذا العدد أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً وهي قيمة تتحملها الدولة المصرية. رغم الأزمة الاقتصادية التي تجابهها.
تابع: بالعودة إلي ملف الحرب في غزة. لدينا قناعة بأن أهم شيء الآن العمل من أجل تجنب أي هجوم علي رفح. لأن الوضع الحالي في رفح الفلسطينية الآن هو أننا لدينا أكثر من 1.1 مليون فلسطيني تم تهجيرهم من شمال ووسط غزة. بالإضافة إلي 250 ألفاً من سكان رفح.
قال رئيس الوزراء أيضا إن ثمة ما بين 1.3 و1.4 مليون نازح فلسطيني منتشرين وموزَّعين علي الحدود بين مصر ومعبر رفح. لافتاً إلي أن أي نوع من الهجوم علي هؤلاء سيكون بمثابة إجراء كارثي. كما سيؤدي إلي النزوح الجماعي لهؤلاء الفلسطينيين بحثاً عن موطِن آمن. ما يمكن أن يضع ضغوطاً علي المنطقة الحدودية مع مصر.
أكد في هذا الإطار أن الحكومة المصرية. ومن وجهة نظر إنسانية. مستعدة لتوفير كل أنواع الدعم للشعب الفلسطيني. ولكن من المنظور السياسي. سيُسهم ذلك بالتأكيد في تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
أضاف د.مصطفي مدبولي: اعتقد أن كل ذلك يضعنا كمجتمع دولي في موقف يتطلب أن نفعل ما بوسعنا لمنع حدوث تلك العملية في رفح. ودفع طرفي الحرب من أجل التوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يسمح لنا بفسحة من الوقت تسمح ببدء عملية المفاوضات مرة أخري.
أكد رئيس مجلس الوزراء أن الهدف الرئيس بشأن الحل السياسي للقضية الفلسطينية “حل الدولتين”. مشيراً إلي أن أي مفاوضات لن تنتهِ بحل الدولتين. ستُفضي إلي استمرار تلك الأزمة دون توقف. لذا يجب أن يعمل العالم جاهداً لإيقاف الهجمات والأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ثمّ تبنّي الخطوات التي من شأنها الوصول إلي حل الدولتين.
حول المفاوضات بين حماس وإسرائيل. قال مدبولي: نحن نستضيف المحادثات بين الطرفين حول قضايا محددة. ولكن مازالت القضايا الجوهرية تحتاج إلي حلي وسط من قِبل الطرفين.
أكد أن الموقف بات أكثر تعقيداً. في ظل الوضع السياسي الداخلي للطرفين.. حيث توجد ضغوط داخلية تدفع الطرفين لعدم التوصل إلي أي تسوية.
قال: يضيف ذلك مزيداً من الصعوبات التي تحول دون التوصل إلي حل من شأنه تحقيق المصلحة لجميع الأطراف. حيث يتحدث كل طرف في المفاوضات عن أجندته الخاصة. وذلك ما تسعي مصر إلي حله وإقناع الأطراف بالتوصل إلي حل وسط.
قال: أريد أن أنوِّه إلي الآثار الاقتصادية الشديدة والمباشرة علي مصر. لافتاً إلي انخفاض عائدات قناة السويس نتيجة لتراجُع التجارة العالمية بمعدل أكثر من النصف في الأشهر الأربعة الأخيرة.
تابع أنه نتيجة لذلك أيضا. تسعي مصر إلي التوصل إلي تسوية بين الطرفين.
قال في ختام كلمته: أود أن أؤكد أنه في عام 1948 اعترف العالم بأسره بالدولة الإسرائيلية. وفي هذا الوقت أقر مجلس الأمن الدولي بحل الدولتين. لذا يتعين علي العالم أجمع اليوم قبل غد أن يجتمع من أجل الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
تابع: ما يحدث في غزة يخالف كل ما تعلمناه وسمعناه من الغرب عن حقوق الإنسان والاحتياجات الإنسانية الأساسية والديمقراطية وكل الأمور الأخري التي يتبناها الغرب. وهذا يخلق شكوكاً حول جدية تبني هذه المباديء.
أضاف: لو أنكم تعتقدون أن إرجاء قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيحل الأمر أو أن هذا سيكون في صالح إسرائيل. فأنتم مخطئون تماماً.. علي العكس سيكون هذا ضد مستقبل إسرائيل. ولا يمكنكم تصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل. لأننا نتحدث عن أمة فلسطينية ترزح منذ 75 عاماً تحت وطأة الاعتداء والاحتلال ونقص جميع الحقوق الأساسية للعيش في وطنهم التاريخي. وهو الحق الذي يتبناه الجميع في الجلسات غير العلنية. لكن عندما يتعلق الأمر بالحقيقة واتخاذ موقف واضح وقوي. الجميع يتراجع.
أضاف: أعتقد أن الآن الوقت المناسب للعالم. أن يجتمع علي كلمة سواء إذا كان يود أن يجد حلاً جاداً للأزمة الحالية في المنطقة. لأننا لا نستطيع أن نتخيل حجم التصاعد في الأزمة. ولقد رأينا دليلاً علي ذلك ما حدث بين إيران وإسرائيل خلال أيام قليلة. لذلك ماذا سوف يكون الموقف للعالم كله لو حدثت حرب في المنطقة؟!. وإذا كنا نظن أننا بعيدون عن هذه الحرب. فإننا في موقف صعب. فكل فرد وكل دولة سوف تتأثر بهذه الحرب. لذلك فإن دورنا اليوم أن ندفع باتجاه حل الدولتين. والقيام بكل جهود إعادة البناء وتقديم كل أنواع المساعدة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل