في إطار اجتماعاته السنوية بالرياض، استضاف البنك الإسلامي للتنمية منتدى خاصاً بالعمل الخيري بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحت عنوان «تسخير العمل الخيري للتنمية: الطريق الأقل مسافة».
جمع هذا الحدث البارز قادة العمل الخيري والأعمال من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف الإمكانيات الهائلة للرأسمال الخيري في تسريع الجهود التنموية والإنسانية.
شهد المنتدى مشاركة شخصيات عالمية مرموقة في مجال العمل الخيري والتنموي والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد الجاسر، والدكتور عبد الله عبد العزيز الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والأميرة نوف بنت محمد بن عبدالله الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك خالد، وبيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، وبدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والمبعوث الخاص لشؤون الأعمال والعمل الخيري، وسليمان عبد العزيز الزبن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك عبد الله الإنسانية، وستانليك سامكانج، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ودانا الدجاني، نائب الرئيس الأول لمؤسسة عبد الله الغرير، ونائلة فاروقي، الرئيس التنفيذي لمنتدى المؤسسات العربية.
وفيات الأطفال
ناقش الحوار الافتتاحي بين بيل غيتس وبدر جعفر التزام غيتس الدائم بالصحة العالمية ورحلته مع العمل الخيري، مع التركيز على التطور في مجال العمل الخيري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإمكانية التعاون الأكبر بين العمل الخيري والبنوك التنموية، بالإضافة إلى التحديات الجديدة والفرص مثل تغير المناخ وظهور التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وخلال تسليط الضوء على الزيارة التحويلية التي قام بها إلى أفريقيا في عام 1993، وصف بيل غيتس كيف كشفت له هذه الزيارة عن واقع الفقر والمعدلات العالية للأمراض التي يمكن الوقاية منها، وهي من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال. في عام 2000، وعند تأسيس مؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، كان هناك حوالي 10 ملايين طفل حول العالم يموتون قبل بلوغ سن الخامسة. ومن خلال جهودهم المركزة على مكافحة الملاريا وشلل الأطفال وتحسين التغذية، تمكنت المؤسسة من تقليل هذا العدد إلى النصف وتهدف إلى خفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 50٪ أخرى في العقود القادمة.
وفي مشاركته لنظرته الإيجابية، قال غيتس: «أنا متفائل وأرى الإمكانيات. نحن نحرز تقدما، فالحالة الإنسانية اليوم هي الأفضل على الإطلاق، حيث ازدادت متوسطات الأعمار، ويعيش عدد أكبر من الأطفال بعد سن الخامسة، وأصبحت فرص استخدام التكنولوجيا المتسارعة لتقليل التفاوتات أكبر من أي وقت مضى. وأعتقد أن هذا ليس مجرد حالة عاطفية، بل هو واقع ملموس. نحن قادرون على دفع عجلة التقدم، وقد حققنا بالفعل تقدماً ملحوظاً.»
تغير المناخ
تصدّر تغير المناخ المناقشات، حيث شدد بدر جعفر، الذي قاد منتدى المناخ الأول للأعمال التجارية والخيرية في كوب28، على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون بين القطاعات لمواجهة التحديات المناخية والبيئية. وأوضح قائلاً: «بعد مرور أربعة أشهر على كوب 28 في الإمارات، شهدنا تجمعاً فريداً يمثل نقطة تحول، بموجب رؤية الدكتور سلطان الجابر، جمع شخصيات من مختلف القطاعات في أحد أكثر اللقاءات شمولية على الإطلاق، مما يؤكد الحاجة إلى التزام فعّال وملموس من قطاع الأعمال والعمل الخيري للعمل على أجندة المناخ».
بيل غيتس علّق قائلاً، «فاق اجتماع كوب توقعاتي بكثير، بتنظيمه الممتاز والروح الإيجابية التي أظهرها المشاركون، ولا سيما كيف أتاح الفرصة لشركات ناشئة مبتكرة لتقديم أفكار جديدة حول المناخ ولقاء شركات عالمية لتبادل الأفكار والحلول».
واستنادا ّ الى التأثير غير المحدود للعمل الخيري، تحول النقاش إلى التطورات والتوجهات الحالية للعمل الخيري في الشرق الأوسط وأفريقيا. أوضح بدر جعفر: «العمل الخيري هو قطاع بقيمة تريليوني دولار سنوياً، وأعتقد أننا في منطقة الخليج في نقطة تحول لممارسات العطاء الخيري نحو العطاء الاستراتيجي المدفوع بالتأثير والمستند على الأدلة. ويعود ذلك إلى عدة عوامل، لا سيما تلاقي التكنولوجيا مع توقعات الجيل القادم الأكثر تفاعلاً وتركيزاً أكبر على الشفافية والمساءلة».
العمل الخيري
في مناقشة الاتجاهات المستقبلية للعمل الخيري، سلط بيل غيتس، الرائد في عدة تقدمات تكنولوجية، الضوء على أن تخصيص الموارد بشكل استراتيجي نحو تطوير تكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين للخير الاجتماعي يمكن أن يفتح موجة جديدة من العمل الخيري الفعال.
وقال غيتس: «لا يمكنني المبالغة في تقدير التأثير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على كل مجال من مجالات المساعي البشرية. سواء كان ذلك في اكتشاف أدوية جديدة للتدخلات الصحية، أو تقديم النصائح الطبية، أو توفير معلم شخصي لكل طفل يتحدث معهم بلغتهم، ولا يفهم المادة الدراسية فحسب، بل يفهم أيضاً دوافعهم وكيفية الحفاظ على تفاعلهم».
وكان منتدى العمل الخيري بمثابة منصة لتعزيز التعاون والابتكار في مجال العمل الخيري التنموي، وتوليد رؤى وتوصيات قيمة لتعزيز دور العمل الخيري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
في تقريرها السنوي، ذكرت مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» أنها تنوي زيادة مساهماتها الخيرية إلى 9 مليارات دولار سنوياً بحلول عام 2026. وفي وقت سابق من العام الماضي، انضمت المؤسسة إلى دولة الإمارات لتسريع تطوير الابتكارات التي ستساعد المزارعين الصغار في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا على بناء القدرة على التكيف والصمود في وجه تغير المناخ. في عام 2017، أطلقت دولة الإمارات ومؤسسة «غيتس» صندوق الوصول إلى الميل الأخير لدعم الجهود الرامية إلى القضاء على الأمراض القابلة للعلاج مثل شلل الأطفال والملاريا على مستوى العالم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
Share
فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App