Site icon العربي الموحد الإخبارية

١٠ قروش.. مرتب التلميذات في أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر

١٠ قروش في الشهر، قيمة المرتب الذي حصلت عليه التلميذات عندما التحقن بأول مدرسة أسست لتعليمهن، وقيمته كانت تزداد كلما انتقلت التلميذة إلى فرقة أعلى، وعندما تصل إلى الفرقة النهائية تحصل على ٣٥ قرشا شهريا.

هكذا كان الحال في مدرسة “القابلات” أو “الولادة”، والتي تعد أول مدرسة لتعليم الفتيات في مصر، حيث أنشئت عام ١٨٣٢ في عهد محمد على باشا بناء على اقتراح من الطبيب الفرنسي “كلوت بك”.قصة تعليم الفتيات في مصر يرويها متحف التعليم التابع لوزارة التربية والتعليم، حيث خصص قسما من أقسامه لها، عارضا بعض اللوحات المكتوبة عن أوائل المدارس وأشهرها، وصور للزعماء الذين ساهموا في دعم العملية التعليمية للفتيات، وصور لأشهر خريجات تلك المدارس، وتماثيل صغيرة لعرض تطور الأزياء المدرسية للفتيات. وكان اقتراح “كلوت بك” بإنشاء مدرسة الولادة بحجة تفشي الجهل بين الأمهات مما يترتب عليه سوء الحالة الصحية بين النشء المصري، وألحقت بمدرسة الطب البشري بأبي زعبل، ورأى “محمد علي” أن تكون النواة الأولى للمدرسة من أغوات الحرم ومن الجواري الصغيرات حتى تكون لهن قابلية للتعليم، وافتتحت المدرسة بعشر جاريات تحت إشراف قابلة من دار الولادة بباريس وطبيب مصري تخرج في فرنسا وأحد العلماء لإلقاء دروس في الدين واللغة العربية.  والدراسة في المدرسة كانت نظرية ولمدة ٣ سنوات، يقوم فيها بالتعليم مدرسات أجنبيات، واشترط في القبول بها، بعد أن زاد الإقبال عليها، أن يتراوح عمر الفتاة ما بين ١٢ و١٣ عاما، وعندما نشأت مدارس البنات الابتدائية عام ١٨٧٣ تقرر أن يكون الالتحاق بمدرسة الولادة ما بين خريجات تلك المدارس، وتطورت بعد ذلك وأصبحت الدراسة بالمدرسة تتراوح بين ٥ سنوات أو ست، بما فيها الدراسة الإعدادية.وتم إلحاق مستشفى للنساء ودار للتوليد ومكتب للتطعيم بالمدرسة، وأجرت التلميذات بأنفسهن عملية التوليد تحت إشراف معلمة طبيبة وطبيب. وقام بالتدريس في المدرسة أطباء من مدرسة الطب هم “محمد بك حافظ” و”محمد بك عبد السميع”، إلى جانب طبيبة أوربية تدعي “صوفي”، وكان يمنح للخريجة درجة ملازم ثان ويصرف لها “بالطجي وأغا وحمار”.وكانت المدرسة تقدم لتلميذاتها خبزا خاصا بدلا من الخبز العادي “الجراية”، بالإضافة إلى منح التلميذات الكسوة، فلكل تلميذة في السنة طربوش من صنع فوة وقميصان من كتان ودكتان من كتان وحرير وخف وطرحة من شاش بلدي وفوطة للحمام وحبرة.وخريجات المدرسة كن يعملن في المستشفى الملحق بها أو في المحاجر الصحية، وكان يعين لكل منهن ساع وحمار يخصم ثمنه أقساطا من مرتبهن، وكن يمنحن لقب “أفندي” ورتبة “الملازم الثاني”.وتولت الحكومة مهمة تزويج الخريجات، واختارت لهن أزواجا من زملائهن الأطباء والموظفين، ومنحت الحكومة المتزوجات مزايا منها منازل صغيرة مفروشة على نفقتها، وخمسة أكياس من النقود، وأوراق عتاقة للجواري منهن. ومن أشهر خريجات المدرسة “جليلة تمرهان” وكانت أول من عين معيدة بالمدرسة ثم معلمة لمواد الولادة وأمراض النساء ومساعدة للجراحة في المستشفى، وقد ترجمت كتابا من الفرنسية إلى العربية، ولها كتاب “محكمة الدلالة في أعمال العتاقة” وقد طبع عام ١٨٦٦، كما ضمت هيئة التدريس “زينب أفندي” معلمة الجراحة الصغرى، و”ظريفة أفندى” و”حسنة بنت أحمد”. 

20240507_112605_2405110752431520.jpg:20240507_112605_2405110752431520.jpg:

20240507_113721_2405110752431520.jpg:20240507_113721_2405110752431520.jpg:

Exit mobile version