في قلب الصحراء البيضاء المصرية، حيث تُلامس الرمال الذهبية السماء الصافية، تقع عين السرو، ظاهرة طبيعية فريدة تُذهل العقول وتُثير تساؤلات لا حصر لها…
فما هي هذه العين؟ وما سرّها الغامض؟تتميز عين السرو بكونها بئرًا جوفيًا غريبًا يختلف عن أي بئر مياه آخر على وجه الأرض، ففي حين تتدفق المياه من باطن الأرض بشكل طبيعي في باقي الآبار، تبقى عين السرو جافة تمامًا حتى يقترب منها أي كائن حي، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا أو طائرًا أو حتى حشرة.فبمجرد اقتراب أي كائن من العين، تبدأ المياه في الارتفاع تدريجيًا حتى تمتليء بالكامل، وكأنها تُقدم ضيافةً طبيعيةً لكل من يزورها، وبمجرد ابتعاد الكائن الحي، تبدأ المياه في الانحسار تدريجيًا حتى تختفي تمامًا، تاركةً وراءها بئرًا جافًا كما كانت عليه من قبل. أثارت هذه الظاهرة الغريبة حيرة العلماء ومحبي الاستكشاف لسنوات طويلة، حيث لم يتمكن أحد من تفسيرها بشكل قاطع حتى الآن.فقد حاول البعض تفسيرها بكونها ناتجة عن طبيعة التربة الرخوة حول العين، والتي تسمح بتدفق المياه من باطن الأرض عند الضغط عليها.لكن هذا التفسير لا يُقنع الكثيرين، خاصةً مع قدرة العين على ملء نفسها بالماء حتى مع اقتراب الكائنات الحية الصغيرة مثل الطيور والحشرات. يُضيف إلى غموض الظاهرة كون عين السرو قد جفت لعدة سنوات في الماضي، قبل أن يتم تنظيفها وإعادة فتحها، مما يدل على وجود عامل بشري قد يؤثر على سلوكها.ومع مرور الوقت، تحولت عين السرو إلى وجهة سياحية فريدة من نوعها، تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يرغبون في مشاهدة هذه الظاهرة الغامضة بأنفسهم.