يقع حصن بابليون في القاهرة القديمة في حي الفسطاط، بالقرب من محطة مترو الأنفاق مار جرجس. يُعد هذا الحصن من أقدم الأبنية وأعظمها التي توضح تاريخ الحضارة الرومانية في مصر..
أمر الإمبراطور تراجان ببناء حصن بابليون في منتصف القرن الثاني الميلادي، أثناء الاحتلال الروماني لمصر لتأمين الحماية العسكرية الرومانية وليكون خط الدفاع الأول من جهة بوابة مصر الشرقية. وتم اختيار مكان الحصن اعتبارا لسيطرته ومناعته الحربية وإشرافه على طريق الصحراء من الشرق ولقربه من النيل، كما أنه يسبطر على الطريق المؤدي للوجه البحري والقبلي. وقام الإمبراطور الروماني أركاديوس في القرن الرابع بترميمه وتوسيعه وتقويته، واستُخدمت أحجار من المعابد الفرعونية في بنائه، إلى جانب بعض الحجارة الحمراء أو الطوب الأحمر، وتبلغ مساحته حوالي 500 متر مربع. يعرف الحصن الروماني أيضًا باسم “قصر الشمع”، ويعود لعادة قديمة فعند بداية كل شهر كان يتم تزيين أبراج الحصن بالشموع ليستطيع الناس متابعة حركة الشمس من برج لآخر. يحيط بحصن نابليون العديد من المعالم الأثرية الهامة منها أطلال مدينة الفسطاط عاصمة مصر الحضارية حتى عام ١١٦٩ وأقدم المدن الإسلامية. يذكر أنه في عام 641 ميلادية سقط حصن بابليون على يد عمرو بن العاص بعد حصار دام نحو سبعة أشهر في ١٨ ربيع الآخر عام 20 هجرية،والذي كان سقوطه إيذانا بفتح مصر ودخول الإسلام إليها. حصن بابليون يمثل شاهدًا على تاريخ مصر القديم والحضارة الرومانية، يجمع بين الجمال المعماري والأهمية الاستراتيجية، ويستحق زيارته لاكتشاف تفاصيله الرائعة.