في شوارع القاهرة العتيقة، حيث عبق التاريخ يتشرب خيوط الشمس، يتجول العم “إبراهيم المصري” شيخ طاعن في السن، يملأ الفضاء بصوته الشجي، ينشد مدائح نبوية تهزّ القلوب وتُحرّك المشاعر.
لا يملك “العم إبراهيم” البالغ من العمر 65 عامًا سوى عباءته وصوته الخشن، لكنه يمتلك ثروة من الحب والامتنان للنبي الكريم “ﷺ”، تُترجم إلى كلمات ساحرة تنبع من أعماقه، تلامس أرواح المارة وتُشعل فيهم نيران الشوق والحنين. ورث “العم إبراهيم” هذه العادة من أجداده حيث يبدأ يومه باكراً، يخرج من بيته المتواضع، حاملاً معه “عباءته الخضراء، والمزمار، والطبلة” متوجهًا تارة إلى شوارع القاهرة وتارة أخرى إلى مساجد آل البيت، حيث يبدأ رحلته ويبثّ صوته العذب، ينشد قصائد من مدح الرسول “ﷺ” وآل بيته، ويروي قصص بطولاته وعظمة صفاته. تتجمع حوله حشود من الناس، من مختلف الأعمار والخلفيات، يستمعون إليه بشغف، وتُرسم على وجوههم مشاعر الإيمان والخشوع. يسمعه الاطفال بحب وامتنان وفي بعض الأحيان يخرجون من منزلهم مسرعين إليه ليشاركوه عظيم ما يغعل.. البعض يبكي، والبعض الآخر يرفع يديه والجميع يشعرون بعمق المعنى والمشاعر التي يُعبر عنها العم إبراهيم. لا يتوقف “العم إبراهيم” عند مدح الرسول “ﷺ” فقط، بل يتحدث أيضاً عن تعاليمه السمحة، ويُشجع على التمسك بالقيم الإسلامية النبيلة من خلال صوته العذب وكلماته المتدفقة من حنجرته في حب النبي محمد “صلي الله عليه وسلم” كلمات “العم إبراهيم” ليست مجرد كلمات عادية، بل هي صرخة عاشق، نداء من قلب مُحبّ للنبي الكريم “ﷺ”، يُعبّر عن مشاعره الصادقة وعظيم إيمانه. تُلامس كلماته أرواح الناس وتُحرّك مشاعرهم، وتُلهمهم على أن يكونوا خير أمة أُخرجت للناس. حكاية “العم إبراهيم” هي حكاية إيمان عميق وحب صادق، تُظهر لنا كيف يمكن للإنسان البسيط أن يُؤثّر على العالم من حوله بكلماته و مشاعره. تُذكّرنا أيضاً ب عظمة الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ومكانته في قلوب المسلمين.