من أعماق التاريخ، تخرج حكاية نحت برونزي عتيق، يحمل عبق الحضارة الهندوسية العريقة، حكاية تُجسد صراعًا بين الأمس والحاضر، بين نهب مُقنّع وعودة مُنتظرة.
في رحلةٍ عبر الزمن، نقف على أعتاب جامعة أكسفورد العريقة، حيثُ مكث تمثال “تيرومانكاي ألفار” الشاعر والقديس التاميل، لأكثر من 500 عام، صامتًا، حاملًا في طياته حكاياتٍ لا تنتهي.تُعلن الجامعة قرارًا تاريخيًا، يُعيد النور إلى عتمة الماضي، قرارًا بإعادة التمثال إلى وطنه الأم، الهند..رحلة عودةٍ طويلة، تُلامس مشاعر الفرح والأمل في قلوب أبناء الهند، وتُثير تساؤلات حول قضايا النهب والاستعمار.يُطل علينا التمثال البرونزي، بطول 60 سم، حاملًا في ملامحه عبق الحضارة الهندوسية، حكاية شعب عريق ناضل للحفاظ على تراثه، لم يكن التمثال مجرد قطعة أثرية فحسب، بل كان رمزًا للإيمان والهوية، رمزًا يجمع بين الماضي والحاضر.لم تكن رحلة عودة التمثال سهلة، فقد تقدمت الهند بمطالبة رسمية من خلال سفارتها في لندن، مُطالبة بإعادة هذا الكنز الثقافي المُغتصب.واجهت المطالبة بعض المعارضة من قبل بعض المسؤولين في جامعة أكسفورد، مُتمسكين بحقهم في الاحتفاظ بالقطعة الأثرية.لكن، ومع مرور الوقت، تغلبت إرادة العدل على صراعات الماضي، وارتفع صوت الحقيقة ليُعلن عودة التمثال إلى وطنه الأم، قصة تُجسد انتصارًا لقيم الإنسانية على جشع الاستعمار.وتُثير هذه الحكاية تساؤلات حول مصير القطع الأثرية المُنهوبة من مختلف أنحاء العالم.فكم من كنوزٍ ثقافية لا تزال تُرزح تحت وطأة الاستعمار؟ وكم من حكايات تُنتظر أن تُروى؟إن عودة تمثال “تيرومانكاي ألفار” تُمثل خطوة هامة في اتجاه إعادة العدالة، خطوة تُشجع على إعادة النظر في تاريخ الاستعمار، وتُمهد الطريق لعودة مُنتظرة للعديد من الكنوز الثقافية المُغتصبة.لا تقتصر هذه الحكاية على تمثال واحد فحسب، بل هي رمز لجميع القطع الأثرية المُنهوبة، صرخة تُنادي بالعدالة، ونداء يُطالب بإعادة كتابة تاريخ مُشوه يُلطّخ صفحاته جشع المستعمر.إن رحلة عودة التمثال هي رحلة عبر الزمن، رحلةٌ تُعيد الحضارة إلى جذورها، وتُحيي ذاكرة شعب عريق. ناضل للحفاظ على تراثه، وتُلهمنا الأمل في مستقبلٍ يُعاد فيه كتابة التاريخ بحبر من العدل والإنصاف.