أكد رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي دعم البرلمان العربي ومساندته للشعب الفلسطيني، وقضيته الوطنية العادلة حتى ينال حقوقه المشروعة في العودة والحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
جاء ذلك في كلمة العسومي خلال اجتماع لجنة فلسطين الخامس لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث بمقر البرلمان العربي بالقاهرة.
وقال العسومي إن البرلمان العربي يتابع دائماً مستجدات الأوضاع في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يقوم به الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو تسعة أشهر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، حيث بلغت حصيلتها أكثر من 38 ألف شهيد و88 ألف جريح في كارثة إنسانية وجريمة حرب مكتملة الأركان، وفي ظل وضع إنساني مروع ومجاعة وانهيار تام وكامل لكل المقومات الحياة للقطاع، فضلا عن محاولات الاحتلال إجبار الشعب الفلسطيني على النزوح والتهجير القسري، والتي تعد جريمة بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن البرلمان العربي يعتبر في حالة انعقاد دائم واجتماعات طارئة منذ العدوان على قطاع غزة، وكذلك العدوان المتواصل والمتصاعد على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس من عصابات المستوطنين المتطرفين وجيش كيان الاحتلال.
وشدد على أن البرلمان العربي يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية واستمرار جهوده ومساعيه الدولية والإقليمية والبرلمانية، لنصرة القضية الفلسطينية، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة، وحشد الدعم الدولي والعالمي والبرلماني لنصرة الأشقاء في فلسطين، والوقف الفوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي ووقف فوري لإطلاق النار.
وتابع العسومي: “قمنا بإرسال عدد من الخطابات والمراسلات للدول التي اعترفت بدولة فلسطين شكرا وعرفانا بدورها في الوقوف بجانب الحق الفلسطيني وتشجيع لباقي الدول على الاعتراف، ومراسلات للمنظمات الأممية المعنية بحقوق الإنسان لتوضيح انتهاكات الاحتلال للموارد الطبيعية والغاز في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لوقف هذه الانتهاكات”.
وأشار إلى أن البرلمان العربي سوف يستمر في سعيه وجهوده لوقف نهب الاحتلال للموارد الطبيعية في فلسطين ووقف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، متابعا أنه جرى إرسال مراسلات ونداءات أخرى لجميع البرلمانات الإقليمية والدولية.
ونوه إلى أن البرلمان العربي يثمن الجهود العربية والدولية الرامية إلى وقف فوري وعاجل للعدوان على غزة ووقف إطلاق النار، وحل الصراع في المنطقة على أساس المرجعيات الدولية المعتمدة، وحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وخاصة جهود الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (العضو العربي في مجلس الأمن)، كما يدعم الجهود المصرية -القطرية المشتركة الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، وعودة النازحين إلى ديارهم، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كاف لمواجهة الأزمة التي يتعرض لها القطاع.
وأدان رئيس البرلمان العربي، قرارات الاحتلال الإسرائيلي شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، وفرض الضرائب على الكنائس ومؤسساتها في مدينة القدس، ورفض محاولات الاحتلال إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية والموافقة على بناء مزيد من المستوطنات في الضفة الغربية التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهى محاولات خطيرة لتصفية القضية الفلسطينية بشكل متعمد سوف نقف أمامها ونفضحها أمام العالم وندعو الجميع لإحباط هذه المحاولات الخبيثة.
واستنكر محاولة الاحتلال تصنيف وكالة الأونروا “منظمة إرهابية” وتجريم أنشطتها، وهي وكالة تعني بالتعليم والصحة ودعم الفلسطينيين.
وقال العسومي: “نحن في البرلمان العربي نؤكد على الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به الوكالة لعون وإغاثة حوالي 6.4 مليون لاجئ فلسطيني”.
وطالب بتأمين الحماية لمنظمات الإغاثة وموظفيها، وخاصة “الأونروا” التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها قطاع غزة.
واعرب عن رفض البرلمان العربي أية محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتصدي للتهجير بكل أشكاله والنزوح الداخلي القسري، والذي يشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، وضرورة تمكين أهالي غزة من العودة إلى منازلهم التي تركوها بفعل العدوان، ويدين المجازر التي يقوم بها كيان الاحتلال بشكل يومي في قطاع غزة، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في الضغط على الاحتلال لوقف العدوان والتطهير العرقي وحرب الإبادة في قطاع غزة والانسحاب الكامل من القطاع، وتوفير الحماية للمدنيين العزل وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وجدد التأكيد على ضرورة إنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق وبشكل مكثف، مباشرةً إلى السكان المدنيين المحتاجين، داخل قطاع غزة وفي جميع أنحائه، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2720، محذراً من التداعيات المروعة للوضع الإنساني المتردي، والمجاعة وانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة.
وثمن العسومي في هذا الصدد، دور الدول العربية والإسلامية والصديقة بإرسالها المساعدات الإنسانية والإغاثية، لتخفيف حجم المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ووجه في ختام كلمته التحية للشعب الفلسطيني لثباته على أرضه، ورباطه فيها، ودفاعه عنها، ونضاله لأجلها، مناشدا الأطراف الدولية أن تضطلع بمسؤولياتها، لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، والذي لن يتحقق إلا بحل القضية الفلسطينية وتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني.
نقلا عن أ ش أ
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل