إن الألم المزمن والأمراض المزمنة لها تأثير على صحة الجسم، فهي تغير نمط حياتنا وطريقة عملنا، ومع ذلك فإن لها تأثيرات هائلة على الدماغ ووظائفه، وذلك وفقا لموقع hindustantimes.
وأوضح التقرير أن الألم المزمن يؤثر على أجسامنا وعلى الدماغ أيضاً، وفي بعض الحالات، قد يؤدى أيضًا إلى تغييرات محددة فى بنيته ووظيفته، وقد سلطت الدراسات الحديثة الضوء على كيف يمكن لحالات الألم المزمن مثل آلام الظهر والألم العضلي الليفي ومتلازمة الألم الإقليمي المعقد أن تسبب تغييرات محددة في شكل أو بنية الدماغ، وغالبًا ما تظهر هذه التغييرات في المناطق المرتبطة بمعالجة الألم، مثل القشرة الحزامية والجزيرة والقشرة الجبهية فى المخ.
ويُظهِر المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة بعلامات مرتبطة بحالتهم، على سبيل المثال، يميل مرضى آلام الظهر المزمنة أو الألم العضلي الليفي إلى إظهار انخفاض في المادة الرمادية وهي الطبقة الخارجية من الدماغ حيث توجد معظم خلايا الدماغ في القشرة الحسية الجسدية الثانوية، ويرجع هذا الانخفاض في المادة الرمادية إلى قدرة الدماغ على إعادة تنظيم نفسه، والمعروفة باسم اللدونة العصبية في الألم المزمن، تحدث إعادة التنظيم هذه بطرق تؤدي للأسف إلى تقوية وإدامة تجربة الألم، ما يجعل من الصعب علاج الحالة وتقليل أحاسيس الألم.
كما يرتبط الألم المزمن أيضًا بالتغيرات في كيمياء المخ ووظائفه، وهذا يعني فقط أن الألم يمكن أن يغير كل من بنية المخ والاتصال به، غالبًا ما يُظهِر مرضى الألم المزمن اتصالًا متزايدًا بين مناطق المخ المسئولة عن العاطفة والدافع، وهذا يعنى أن الألم المزمن لا يؤثر فقط على أحاسيس الألم، بل يؤثر أيضًا على أفكار المريض وإدراكه للألم.
ومن المثير للاهتمام أن هذه التغيرات فى الدماغ ليست دائمة، ويمكن لتقنيات إدارة الألم الفعّالة أن تعكس جزئيًا بعض التغيرات البنيوية فى الدماغ، وهذا يسلط الضوء على قدرة الدماغ المذهلة على التكيف، لذلك، فإن إدارة الألم المبكرة والفعالة أمر بالغ الأهمية لمنع التغيرات الدماغية طويلة الأمد.