من المعتاد أن الأطفال يلهون ويلعبون فى الشارع أو بالألعاب الخاصة بهم بحسب سنهم، لكن بالنسبة لـ”أسماء السيد على أحمد” التي تعمل حدادة سوست سيارات، المقيمة فى مركز أولاد صقر، محافظة الشرقيةز
كانت أسماء تقضي طفولتها فى ورشة والدها منذ نعومة أظافرها ولا تعي شيئاً، ما يجري حولها ثم أخذها الشغف واضطرتها الظروف بقوة لأن تجد نفسها تعمل فى هذه المهنة الشاقة، إلى أن أصبحت أول فتاة تعمل فيها. فقد خُلقت حواء من ضلع آدم لتكون له سنداً فى الحياة، وتعينه على صعوبتها والاستمرار، فالمرأة دائماً قادرة على صُنع المستحيل، وتؤدى جميع أدوارها على أكمل وجه مهما اختلفت طبيعتها، فنحن لم نُخلق لكى نتحدى بعضنا فى الحياة، مثلما فعلت أسماء مع والدها وأصبحت كذراعه الذي لا يستطيع الاستغناء عنها، فقد طبقت مقولة “بنت بـ100 راجل”، وهي كذلك بالفعل فمن يشاهدها ينبهر بما تستطيع فعله. تعمل أسماء في هذه المهنة وهى فى عمر الثلاث سنوات، حتى يومنا هذا وهي في الثانية والثلاثين من عمرها، ورفضت الزواج حتى تستطيع ممارستها، وقالت: “كنت مع والدى منذ صغرى وأحببت ما يفعله ثم تعلمتها فأتقنتها، وما زالت حتى الآن اعملها، فهى مثل دكتور العظام، فهذه السوست هي سبب حدوث حوادث السيارات”. وأكدت أسماء أن هذه المهنة صعبة وشاقة على البنات، وأن هناك أُناساً لم يستطيعوا الاستمرار وقاموا بإغلاق محالهم، لكنها تحب ما تفعله لذلك اتخذتها عملاً لها، فما زال الناس يستغربون مما تفعله كونها امرأة، فكيف تسطيع حمل الحديد، والمطرقة الحديدية الثقيلة والطرق بها على حديد سوست السيارات لجعلها بمستوى واحد، والتواجد بين لهيب النيران. وأضافت: “يأتيني زبائن من إسكندرية، البحيرة، والقاهرة، وبورسعيد، والإسماعيلية، من جميع المحافظات تقريباً، وهناك حديد صنعته بيدى وصدرته إلى السعودية وكانت ردود الأفعال إيجابية من تجاههم”. وجهت أسماء رسالة إلى جميع الفئات قائلة: “أى بنت تحب أن تفعل شيئاً وتحقق نجاحاً مهما كان سهلاً أو صعباً، فيجب أن تلقى بخوفها جانباً وتفعل ذلك، لا أن تنتظر أحداً يفعل لها ذلك، كذلك الشباب يعتمدوا على أنفسهم ولا ينتظروا والديهم أن يوفروا لهم فرص العمل”.