قادة الاحتلال يهددون باجتياح جنوب لبنان.. رغم التحذيرات من تعاظم قدرات “حزب الله”
حذرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية من خطورة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. إذ تشتد حدة القتال علي طول الحدود بينهما. ما يدفع الجانبين إلي حرب شاملة واسعة النطاق.
أوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أنه ضرب سلسلة من أهداف حزب الله في عمق لبنان. بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان السوري المحتل. وأسفر عن مقتل 12 شخصا. وإصابة 30 آخرين.
بينما اتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراء الضربة الصاروخية علي مجدل شمس. نفي الأخير مسئوليته عن الهجوم.
منذ 8 أكتوبر الماضي. يتبادل جيش الاحتلال وحزب الله القصف الصاروخي والمدفعي عبر الحدود بين جنوب لبنان والمستوطنات الشمالية.
كان منع نشوب حرب واسعة بين إسرائيل وحزب الله. هدفاً رئيسياً لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلي صراع إقليمي أوسع. لكن الهجوم الصاروخي علي مجدل شمس. أثار المخاوف من
نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله. خصوصاً مع التهديدات الصادرة عن مسئولي الاحتلال باجتياح جنوب لبنان.
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن حادث مجدل شمس من المرجح أن يؤجج الصراع القائم منذ تسعة أشهر علي الحدود الشمالية. مشيرة إلي أن هذا الحادث يقرب المنطقة من شفا مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.
نقل موقع “أكسيوس” الإخباري عن مسئولين أمريكيين أن إدارة بايدن تشعر بقلق عميق من أن يؤدي هجوم مجدل شمس لحرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وقد يكون الشرارة التي كنا نخشاها ونحاول تجنبها منذ 10 أشهر.
تتزايد المخاوف من نشوب الحرب الواسعة بين إسرائيل وحزب الله. التي رجحت تقارير سابقة أن تنطوي المواجهة المحتملة بين الجانبين علي تداعيات كارثية.
نقلت شبكة “سي. إن. إن” الإخبارية الأمريكية عن مسئول أمريكي كبير أن تداعيات حرب أوسع نطاقاً بين إسرائيل وحزب الله قد تكون مدمرة. مشيراً إلي أن حزب الله يمتلك ترسانة من الصواريخ والقذائف والطائرات دون طيار “المُسيّرة” أكبر بكثير وأكثر تطوراً وقدرة تدميرية من حماس. معظمها صواريخ قصيرة المدي. ولكن بعضها يمكن أن يصل إلي عمق إسرائيل بقدرات دقيقة.
يُقدر جيش الاحتلال أن حزب الله لديه ما يقرب من 150 ألف صاروخ وقذيفة. بما في ذلك الآلاف من الذخائر الدقيقة.
كانت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية قد نشرت تقريراً مطلع يوليو الجاري. يتناول سيناريو محتملاً لما ستكون عليه الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
يرجح التقرير أن الحرب في حال اندلاعها. ستتميز بهجمات مكثفة بواسطة طائرات مُسيّرة مفخخة وانقطاع دائم للتيار الكهربائي. وأكبر وابل صاروخي في التاريخ.
يشير التقرير إلي أنه في حال قررت إسرائيل شنَّ حرب تستهدف إضعاف حزب الله ودفعه نحو الشمال. فقد ينطوي ذلك علي غزو بري محدود لجنوب لبنان. وهي المنطقة التي احتلتها القوات الإسرائيلية حتي عام 2000.
يذكر أنه في عام 1982 اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان. وحاصرت بيروت لطرد منظمة التحرير الفلسطينية التي تزعمها الرئيس الراحل ياسر عرفات. لكن رحيل المقاومين الفلسطينيين أدي إلي ظهور خصم آخر لإسرائيل. وهو حزب الله.
في عام 2006 خاضت إسرائيل وحزب الله حرباً استمرت 33 يوماً. استخدم فيها الحزب مئات الأسلحة المضادة للدبابات لصد هجمات المدرعات الإسرائيلية. كما هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية نحو 100 هدف يومياً. واليوم يشير التقرير
إلي أن القادة العسكريين الإسرائيليين يتباهون بأنهم يستطيعون إصابة أكثر من 3000 هدف في اليوم.
في عام 2006 كان لدي حزب الله نحو 15 ألف صاروخ وقذيفة غالبيتها العظمي كانت غير موجهة ومداها أقل من 20 كيلو متراً. ما يعني أنها لم تكن قادرة علي الوصول لمدينة حيفا شمالي إسرائيل.
أطلق الحزب نحو 120 صاروخاً يومياً في تلك الحرب. ما أسفر عن مقتل 53 إسرائيلياً وإصابة 250 وإلحاق أضرار بـ 2000 مبني.
يرجح التقرير أن تكون الحرب القادمة أكثر شدة بكثير. علي اعتبار أن حزب الله يمتلك الآن أكثر من 120 ألف صاروخ وقذيفة. والعديد منها قادر علي الوصول إلي تل أبيب. وأبعد من ذلك وبتوجيه دقيق.
يضيف التقرير أن حزب الله قد يطلق ما بين 2500 إلي 3000 صاروخ يومياً. أي 25 ضعف معدل عام 2006. لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.
يؤكد التقرير أن ذلك وفي حال حصوله سيكون أكبر وابل صاروخي مستدام في التاريخ. ما يؤدي إلي وقوع خسائر فادحة في الأرواح.
من المرجح أيضاً أن يقوم حزب الله باستهداف محطات الطاقة الكهربائية الإسرائيلية. الأمر الذي سيستدعي رداً مماثلاً وربما أكبر من جانب إسرائيل. وهو ما يعني غرق الكثيرين بالظلام في البلدين.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل