منذ نعومة أظافر الأسباط أجداد الإسرائيليين، أثبتت الأحداث أنهم دمويون، وتعطشون لسفك الدماء المؤمنة الطاهرة؛ فمنذ بدء إرسال الرسل إلى بني إسرائيل الأوائل؛ لدعوتهم إلى الحق، وعبادتهم للإله الواحد، وهم لا يعرفون إلا لغة القتل والدماء؛ فلا يكتفون بمجرد تكذيب الرسل والأنبياء والإعراض عن شريعتهم فحسب، وإنما يعملون فيه السيف وآلة القتل بكل وحشية وإجرام.
ربما يعجبك
إسرائيل تغلق مجالها الجوي من خط الخضيرة وإلى الشمال وتستثني مطار بن جوريون في تل أبيب
الأربعاء 31 يوليو 2024
الأمم المتحدة: الأسرى الفلسطينيون يتعرضون “للتعذيب” في إسرائيل
الأربعاء 31 يوليو 2024
وعلى مر التاريخ لم تعرف الأمم السابقة انتهاكًا للنفس الإنسانية كما عرفته أمة بني إسرائيل ماضيًا وحاضرًا، بل إن وحشيتهم فاقت كل التصورات التي قد يدركها العقل، أو تتقبلها النفس البشرية.كما لم يشهد التاريخ على مر الزمن أمة جاحدة ومتوحشة قاسية القلوب ومتحجُّرة الفؤاد تفعل مثل هذه المجازر بأنبياء الله تعالى ورسله.. فهل يستبعد منها أن تقتل من هم دون الأنبياء والمرسلين؟!قتل الأنبياءبحسب المتواتر من السير أن بني إسرائيل قتلوا نبي الله أشعياء -عليه السلام-، وهو من أنبياء بني إسرائيل، وكان يعظهم وينصحهم ويذكرهم بنعم الله عليهم، وفي يوم كتب الله له فيه الشهادة في سبيله، لما فرغ من وعظهم عدوا عليه ليقتلوه، فهرب منهم، فلحقوه ونشروه نصفين بالمنشار. كما قتل الإسرائيليون أنبياء الله أرميا، ودانيال، وحزقيل وعاموص، -عليهم السلام- وكانوا أنبياء متعاصرين في زمن واحد، فلما استخلف الله تعالى أرميا -عليه السلام- على بني إسرائيل بعد قتلهم أشعياء، كذبوه بنو إسرائيل وحبسوه، ولم يسلم من يدهم حتى قاموا بقتله دون تردد. أما دانيال -عليه السلام- فكان من الأنبياء المعاصرين لأرميا، وكان معه بعض الأنبياء الآخرين، وكانوا هم وأرميا ضمن السبي البابلي الذي قام به “بختنصر” حاكم العراق آنذاك ضد بني إسرائيل، واستطاع بعض الإسرائيليين الفرار من بختنصر وأخذوا معهم أرميا ودانيال، فقتلوا أرميا كما سبق ذكره، أما دانيال فهبطوا به إلى أرض مصر وقتلوه. وأما حزقيل -عليه السلام- فقام قوم من بني إسرائيل إلى أرض بابل، قفزوا عليه وقتلوه ودفنوه في أرض الرافدين.ومن ذلك قتلهم لنبيين كريمين من أنبيائهم، وهما زكريا وولده يحيى -عليهما السلام-، وهي حادثة مروعة تقشعر لها الأبدان لما فيها من جرأة على الله تعالى، ووحشية في التعامل مع البشر فضلًا عن كونهما مرسليْن من عند الله تعالى. وذكر المؤرخون في قتلهما أسبابًا من أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزوجّها، فنهاه يحيى -عليه السلام- عن ذلك، فأسرها في نفسه من نبي الله يحيى، فلمّا كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى، فوهبه لها، فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طست إلى عندها، فيقال: “إنها هلكت من فورها وساعتها”. وقيل: “بل أحبته امرأة ذلك الملك وراسلته، فأبى عليها، فلما يئست منه تحيلت في أن استوهبته من الملك فتمنع عليها الملك، ثم أجابها إلى ذلك، فبعث من قتله وأحضر إليها رأسه ودمه في طست”. ولم يكتفِ الإسرائيليون بقتل يحيى بن زكريا، بل قاموا بقتل أبيه هو الآخر؛ فقد كان يصلي في المحراب عندما قتل الإسرائيليون ابنه يحيى، ولما لأراد بني إسرائيل البطش به هو الآخر فرّ منهم ولكنهم أخذوا يلاحقونه، وأثناء فراره انفتحت له شجرة فدخل فيها ولكن الشيطان دلهم على الشجرة فنشروا الشجرة وهو بداخلها كما فعلوا مع نبي الله أشعياء -عليه السلام. محاولة قتل الأبياء يوسف والمسيح ومحمد وكانت أول محاولة أغتيال يرتكبها الإسرائيليون، عندما أراد قتل الأسباط أبناء نبي الله “يعقوب”، الملقب بـ”إسرائيل”، ولكن تراجعوا عن فكرة قتله والأكتفاء بإلقائه في بئر حتى تأكله السباع أو تلتقطه أي قافلة وتاخده بعيدًا عن أبيه الذي يحبه.كما حاول الإسرائيليون قتل المسيح عليه السلام؛ وقال كعب الأحبار: “لما ظهرت ملة عيسى -عليه السلام- وانتشرت في الآفاق رغب أكثر الناس الدخول في ملته، فانحطت ملة بني إسرائيل وضعفت في أيام عيسى، وأقبل الناس على عيسى، وأنزل الله عليه الإنجيل، وكان يحيي الموتى بإذن الله، فلما رأى الملك هردوس المعجزات الباهرة عزم على قتل المسيح عليه السلام بموافقة جماعة من أحبار بني إسرائيل، فهجموا على عيسى وهو عند أمه مريم، فدخل عليه واحد منهم البيت، فلما استبطأ القوم صاحبهم دخلوا عليه، فشبه لهم أنه عيسى -عليه السلام-، فكشفوا رأسه وألبسوه تاجًا من شعر، وأركبوه على جريدة خضراء، وطافوا به في المدينة، ثم نصبوا له خشبتين مثل صاري المركب، وأوثقوا الحبال في يديه ورجليه، وسار بني إسرائيل حوله، ثم قدموه إلى هاتين الخشبتين وصلبوه عليهما، وصلبوا معه اثنين من اللصوص، وهو مصداق قول الله تعالى: “وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ”، وقوله: “وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ”.وذكرت السيرة النبوية أن امرأة اسرائيلية حاولت اغتيال البني محمد ﷺ بأن أرسلت إليه شاة مشوية، ودست فيها سمًا قاتلًا، وزادت من كمية السم في الكتف والذراع، بعد أن علمت أن النبي ﷺ يحب الكتف والذراع، ووضعت المائدة بـ”الشاة” بين يدي رسول الله ﷺ ومن قرب منه من صحابته، وما كانوا يمدون أيديهم إلى طعام قبل أن يمد يده إليه صلى الله عليه وسلم، فأمسك ﷺ بالذراع، ونهش منها نهشة بأسنانه، ونهش بشر بن البراء نهشة من قطعة لحم، وأسرع في مضغها وبلعها، لكن الرسول ﷺ بعد أن مضغها مضغة وقبل ابتلاعها نطقت الذراع في يده، تقول: أنا مسمومة فألقى ما في فمه، فقال لأصحابه: أمسكو أي يمتنعون عن الأكل،الشاة مسمومة لكن بشر بن البراء كان قد ابتلع القطعة فاصفر لونه في الحال، فحاولوا إنقاذه وإسعافه.