Site icon العربي الموحد الإخبارية

دراسة: تكلفة فحص السرطان تصل إلى 43 مليار دولار سنويًا

كشفت دراسة حديثة أن الولايات المتحدة أنفقت مبلغًا ضخمًا يقدر بـ 43 مليار دولار سنويًا على فحوصات الكشف المبكر عن خمسة أنواع من السرطان، وهي سرطان الثدي، والعنق الرحمي، والقولون، والرئة، والبروستاتا.

 حسب الدراسة التي نُشرت في مجلة Annals of Internal Medicine، تشكل هذه النفقات جزءًا كبيرًا من إجمالي الإنفاق على علاج السرطان في الولايات المتحدة، والذي يقدر بأكثر من 250 مليار دولار سنويًا. وتؤكد الدكتورة “كارين إي كنودسن”، الرئيس التنفيذي لجمعية السرطان الأمريكية، على أهمية هذه الفحوصات في إنقاذ الأرواح، حيث تتيح الكشف المبكر فرصة أفضل للشفاء، كما أن التكلفة الباهظة لهذه الفحوصات تعتبر قليلة مقارنة بتكاليف علاج المرض في مراحله المتأخرة. ومع ذلك، يرى باحثون آخرون أن هذه النتائج تؤكد وجهة نظرهم حول الإفراط في استخدام فحوصات الكشف المبكر، مشيرين إلى الارتباط الضعيف بين الكشف المبكر وبقاء المريض على قيد الحياة، كما يرون أن الأموال التي يتم إنفاقها على هذه الفحوصات لا يتم استثمارها بالشكل الأمثل. وتعتبر فحوصات القولون المنظاري المصدر الرئيسي لتكاليف الفحوصات، حيث تمثل 55% من إجمالي التكاليف، ويرجع ذلك إلى الرسوم المرتفعة التي تفرضها المراكز الطبية والجراحية التي تجري هذه الفحوصات. من ناحية أخرى، يدافع الدكتور “ديفيد ليبرمان”، المتخصص في فحوصات سرطان القولون، عن أهمية هذه الفحوصات في الوقاية من السرطان بالإضافة إلى الكشف المبكر عنه. حيث يمكن للأطباء خلال الفحص رؤية وإزالة الزوائد اللحمية على جدار القولون والتي قد تتحول إلى أورام سرطانية، وبالتالي منع تطور المرض. ويثير بعض النقاد تساؤلات حول جدوى الإنفاق الضخم على فحوصات الكشف المبكر، متسائلين عن القيمة الحقيقية التي يتم الحصول عليها مقابل هذه الأموال، ويشيرون إلى أن الدراسات لم تظهر بشكل قاطع زيادة في متوسط العمر المتوقع نتيجة لهذه الفحوصات، وأن هذه الفحوصات تؤدي إلى انخفاض طفيف في معدلات الوفيات الناجمة عن السرطان، حيث أن بعض أنواع السرطان تكون قاتلة من البداية ولا يساعد الكشف المبكر في علاجها. وفي المقابل، يدعم أنصار فحوصات الكشف المبكر توصيات فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية، وهي مجموعة مستقلة مؤثرة تصدر توصيات بشأن الصحة الوقائية. وقد أجرت الفرقة تحليلاتها الخاصة للبيانات المتعلقة بالفحوصات وأوصت بها للحد من معدلات الوفيات لأربعة من أصل خمسة أنواع من السرطان المشمولة في الدراسة، وكانت الأدلة أقوى بالنسبة لسرطان عنق الرحم وسرطان القولون. وبينما يمكن إجراء الفحوصات الوقائية ضد السرطان بشكل أكثر كفاءة، يجادل المدافعون عن هذه الممارسة بأنها لا تزال ضرورية، حيث يخضع العديد من الأشخاص للفحوصات دون الحاجة إليها، بينما لا يخضع الكثير ممن يحتاجون إليها للفحص بانتظام. وتجدر الإشارة إلى أن معدلات وفيات السرطان قد تراجعت بشكل كبير في العقود الأخيرة، ويختلف الخبراء حول أسباب ذلك.  ويرى الدكتور “إتش جيلبرت ويلش” أن الخطأ يكمن في إسناد هذا الانخفاض بالكامل أو حتى بشكل رئيسي إلى فحوصات الكشف المبكر. ويؤكد الدكتور ويلش أن التأثير الإيجابي لفحوصات الكشف المبكر على معدلات الوفيات ضئيل للغاية، ويتطلب دراسات سريرية واسعة النطاق لرصده، ويشير إلى أن هذه الفحوصات تمنع وفاة شخص واحد تقريبًا من بين ألف شخص يتم فحصهم على مدار عشر سنوات من نوع معين من السرطان. بينما يرى الخبراء أن هناك حاجة لمزيد من النقاش حول القيمة الحقيقية لفحوصات الكشف المبكر، وما إذا كان ينبغي إجراء هذه الفحوصات بغض النظر عن التكلفة.

Exit mobile version